تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عواد

الملحق الثقافي
12-2-2013م
عقبة زيدان :قال فيه الماغوط إنه كان يقوم بترجمة الشعر الغربي وينقله إليهم، طالباً منهم محاكاة هذه التجربة الجديدة، كما فعل هو. ويؤكد الماغوط أن هذا الشاعر دل الشعراء على الشكل الفني الجديد، فوجدوا ضالتهم.

ولد سليمان عواد في سلمية عام 1922م. وأنهى فيها تعليمه الثانوي، ثم التحق بالكلية الأرثوذكسية في مدينة حمص، وتابع تعليمه لمدة عام في الجامعة اليسوعية؛ حيث درس فيها العلوم السياسية.‏

دخل العمل وصار موظفاً في دائرة الحراج في وزارة الزراعة، ومن ثم معيداً في كلية الزراعة في منطقة «خرابو» في «ريف دمشق». ولم يلبث أن طرد خارج العمل بسبب توجهاته السياسية، ولكنه أعيد إلى العمل في دائرة رقابة الكتب في وزارة الإعلام. ومن ثم ترك الوظيفة بإرادته، وتفرغ للعمل الإبداعي والترجمة.‏

كان يشعر بالغربة عن عالمه، لذلك جاءت قصائده تعبيراً عن الذات المغتربة، تلك الذات التي آمنت بالشكل الجديد للشعر وللحياة، ويقول عواد: «أشعر الآن/ كأن شبكة من العيون الحاقدة/ تحيط كالحيوانات المخيفة... بقلبي وذهني/ وأحسُّ أنَّ الشمس والعالم بكلِّ ضوضائه/ خشبة ضخمة نخرها سوس العدم/ تنطرح بكلِّ ما للعالم من ثقل وسماجة/ في بحيرة عزلتي الرهيبة عن العالم».‏

إن قصيدة النثر العربية قد تحررت على يدي هذا الشاعر، وقد سبق أبناء جيله في الانقلاب على الشعر السائد، ولكن الزمن لم ينصفه، ولم يحظ باهتمام يستحقه، كرائد من رواد القصيدة الحديثة. رأى في بودلير ورامبو وويتمان شعراء عظاماً، وعليه أن يكمل رسالتهم الإنسانية، فكانت قصيدته معبرة عن رفضه للعالم بكل مكوناته، من أجل خلق عالم أفضل، ينعم فيه الإنسان بحياة أفضل.‏

يقول سليمان عواد: «إن قلبي كتاب مضطرب العبارات/ ضبابي المعنى/ الرؤى الصور/ متناقض الخواطر والأفكار/ إن قلبي كتاب حياتي الفوضوية المشعثة/ كقصائد بوهيمية/ يصوغها شاعر من عالم التشرد والاضطراب».‏

منذ أن غادر سليمان عواد مدينته «سلمية» عام 1952، لم يزرها إلا وهو محمول في تابوت، وكان ذلك عام 1984، ودفن فيها.‏

للشاعر عدة دواوين شعرية: سمر نار، شتاء؛ أغانٍ بوهيمية؛ حقول الأبدية؛ أغاني لزهرة اللوتس؛ الأغنية الزرقاء الأبدية؛ وترجم عدداً من الكتب منها: شعراء من رومانيا، «ذئب البحر». وله رواية مسرحية بعنوان «همجستان».‏

okbazeidan@yahoo.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية