|
ثقافة قمر يغيب، نشوة الغواية، إلى أمي التي لم تمت، وغيرها من هذه النبضات التي عكست مشاهدات الشاعر ومحاكاته للواقع الحياتي والاجتماعي وسأمه من مضي قطار العمر في عقله، هذا الوضع نلمسه في قصيدته لوحة لم تكتمل: هو ذا الباب المغلق منذ حين، أكره الغلق صدئت، وأنا مازلت أبحث عن مفتاح لعمري، مرت قافلة الوقت في غفلة التلفت، فتدحرجت نتوءات قلبي، على حصى نبضها البطيء. الشاعر لا يخفي تشاؤمه ولا أنين روحه من الأمراض والآفات المزمنة في واقعنا الراهن حيث المفاهيم بدّلت ومعايير القيم الإنسانية غيّبت، ففي قصيدته كيف نعيش بهدوء كتب فيها: لم يعد الورد جميلاً في حديقتنا، لم تعد العصافير تستيقظ باكراً، لم أسمع صياح الديك، منذ سنين كذلك لم تعد الأشجار في مكانها فقدت الأرض ظلالها الجميل..؟ تغيرت الأشياء بسرعة الضوء.. الينابيع لم تعد تحب الخروج من تحت قبتها الخضراء. ويطل الشاعر علينا عبر نوافر مشرعة للحب للعشق للأمل، اعتمد فيها على الإيحاءات الفكرية والوجدانية في مقاربته للغرض الشعري. ففي قصيدته العصافير عبرت كتب فيها: من عينيك يبرق مطر الجمال وتتوزع قطرات الندى كصبح المواويل وفراشات الورد وأنت من زاوية الشرفاء استدار القمر إلى ركن عشقك فانسل بين أصابع الزنبق كي يسكن وجهك يا امرأة شفتاها مثل ريحانة تستحم في صحوة الفجر إلى أن يقول: لو قتل مساءات الصيف والبحر، لوقتك مرايا العشق في صحو العصافير. لقد تداخل الواقعي بالسوريالي وبدأ الشاعر يفرغ ما لديه من رؤى وما اعتمر في باله وخاطره فهذه قصيدته رؤيا تحكي لنا استغراقه في مناماته كتب فيها: رأيت فيما يرى النائم أن البحر خرج إلى البر وحيداً نشر أجنحة شطآنه على الفيافي جغرافية المكان تغيرت واستدعت الطبيعة حكماءها جميعاً لم يعرفوا كيف للبحر أن يكسر قواعد اللعبة. تتنوع قصائد مدارات لجنون الوقت بتنوع شرائح القراء واهتماماتهم بأسلوب الموضوع المقدم والمعروض في القصيدة وأيضاً تتفاوت نسبة التأثير والإقناع لشريحة القراء، علماً أن هذا التنوع يغني أذواق المتلقين ويعمل على إشباع حاجاتهم ومجالات اهتمامهم. في قصيدته انكشاف الوقت يقول: للحلم ابتهاج الفراش والندى للحلم سرّ يتسع للمساءات المعقودة خلفنا، كيف تتركني في عرائي الأخير وبمن ألوذ..؟ |
|