|
البقعة الساخنة فواحد يعتبر أن ما لدى المجموعات المسلحة التي تمارس القتل والإرهاب في سورية من السلاح المهرب إليها من دول الجوار وبالتمويل القطري والسعودي كاف ولهذا رفضت إدارة الرئيس أوباما مشروعاً لتسليح المعارضة , وهذا يعني أنها كانت تعلم جيداً بذلك وتوافق عليه سراً ! وواحد آخر يوحي بفشل السياسة الخارجية الأميركية السابقة تجاه سورية برعاية الوزيرة كلينتون , لكنه يستدرك بأن ثمة وزيراً جديداً وسياسة جديدة عنوانها الدبلوماسية , ما يعني اعترافاً صريحاً بلا جدوى سياسات الماضي وضرورة انتهاج سياسات أخرى يفترض أن تكون أكثر اعتدالاً ! وواحد ثالث يدعو مجدداً إلى الأخذ بخيار تسليح المعارضة مجدداً وبأن الخيارات الأميركية , بما فيها العسكري , لاتزال قائمة وقد تذهب المواقف الأميركية إلى الأخذ بواحد منها في لحظة مفاجئة وغير متوقعة ! ثم يأتي رئيس هذه الإدارة أمس الرئيس أوباما لينسف كل ذلك ويعيد ترتيبه بجرعة أكبر من الارتباك والتحامل والتناقض كاشفاً , وعلانية , عن الدور المشبوه لحكومة أردوغان التركية في الأزمة التي تعيشها سورية , وعن التنسيق الأميركي الدائم مع هذه الحكومة , بل وعن التحالف الأميركي التركي في هذا المجال ومجالات أخرى موازية , ثم ليبشر بأن الأيام المقبلة من الأزمة في سورية ستكون صعبة ! يعرف السوريون جيداً أن أميركا لا يمكن لها أن تخرج من جلدها , وأن عداءها لسورية الوطن والشعب لا يشوش عليه ادعاؤها المنافق والمتكرر بأنها تبحث عن الحرية والديمقراطية لنا ولبلادنا , وبالتالي , لا يبقى أمام السوريين سوى الارتياب والشك حول تلك الحفنة من السوريين الذين يراهنون على أميركا ويتمترسون خلفها وخلف حلفائها , سواء في مواصلة القتل والتدمير والتخريب في بلادهم أو في رفض الحوار الوطني فيها وبين جميع مكوناتها ؟ |
|