|
مجتمع فالمرأة جزء كبير من المجتمع ويقع عليها العبء الاكبر في نشر الامل والايجابية في اسرتها حتى عند اصابتها بأصعب الامراض ومنها سرطان الثدي الذي يصيب نسبة لايستهان بها من النساء السوريات سنويا وكثيرات منهن يدخلن في ازمة نفسية تؤثر على الزوج والاولاد عند معرفتها بالإصابة وبعضهن يفضلن عدم التكلم مع أي كان بإصابتها خوفا من نظرة المجتمع والاهل لها . الخطوة الاولى .. قررت نوال مساعدة الآخرين على التعامل مع المرض بعد تشخيص إصابتها بسرطان الثدي في عام 2007 وهي في الحادية والأربعين من عمرها بعد ان تلقت كامل علاجها تقريباً محلياً وبمساعدة زوجها واطفالها الخمسة الذين دعموها معنويا حتى شفائها فقامت عقب تشخيص إصابتها بالمرض بوقت قصير بالتطوع بالجمعية السورية لسرطان الثدي للتوعية بأهمية الكشف المبكر عنه والتوعية الاجتماعية بمخاطره على الاسرة ككل على اعتبار ان الام هي العمود الاساسي لها وتضيف نوال "عندما لا تتوفر تكنولوجيا معيَّنة فمن المهم إتاحة خيارات أخرى أمام المرضى مثل التوصية باستئصال الثدي بدلاً من استئصال الورم إذا كان العلاج الإشعاعي غير متوفر في ظل جدوى إجراء الجراحة ومن الناحية الأخلاقيةً علينا أن نقدم أفضل احتمالات البقاء على قيد الحياة لكل امرأة في ضوء البيئة والواقع الذي تعيش فيه فكثير من النساء لم يلتمسن المشورة الطبية لأنهن اعتقدن أن العلاج سوف يكون مكلفاً للغاية حيث نرى نساء يتقبلن المرض ويتعايشن معه حتى تزداد الحالة سوءاً وتقول نوال تأتي أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي في تخفيض مدة العلاج ورفع نسبة الشفاء لدرجة عالية معتبرة ان اكتشاف سرطان الثدي لدى إحدى النساء هو أمر إيجابي جدا وليس مصيبة كما يعتبره البعض لأنه يتحول إلى نافذة للدخول إلى عائلة هذه السيدة لعلاجها ومساعدتها بشكل يضمن شفاءها وتوعية أفراد أسرتها ورفع ثقافتهم الصحية ولفت انتباههم إلى الموضوع وخاصة مع وجود عامل وراثي للإصابة بالمرض.. جهود حكومية .. وثمرة تعاون ضمن كل الصعوبات التي عانت منها جميع القطاعات استمر القطاع العام بدعم المشاريع الصحية ومنها مشروع جديد ساهم في التقليل من مخاطر سرطان الثدي للحفاظ على حياة المرأة التي تشكل اساس الاسرة السورية فكان البحث الذي تم الانتهاء منه في العام الماضي ثمرة للتعاون بين كلية الصيدلة بجامعة دمشق والهيئة العامة للتقانة الحيوية التي وفرت البنى التحتية والتجهيزات والكواشف وبدعم مالي من وزارة التعليم العالي إضافة إلى منحة بحثية داعمة من الهيئة العليا للبحث العلمي كما تم تأمين العينات من مستشفى البيروني الذي تقدم كوادره خدمات الرعاية الصحية والعلاجات المجانية لآلاف من مرضى السرطان. حيث تمكن فريق علمي من باحثين من هيئات تعليمية وبحثية وطنية من إنجاز مشروع بحثي حول عزل خلايا ثديية جذعية سرطانية من سرطانات ثدي أولية وتكثيرها وتنميطها من شانه الاسهام في وضع الأساس الذي يمكن البناء عليه مستقبلا في توطين تقانات طبية وصيدلانية حيوية ذات تطبيقات وثيقة بالمرض حيث توصل كل من الدكتور مجد الجمالي والدكتورة لمى يوسف من كلية الصيدلة بجامعة دمشق والدكتور عصام قاسم من الهيئة العامة للتقانة الحيوية والدكتور ماهر سلمون في التوصل الى عزل خلايا أورام اولية تسهم في الشفاء التام تقريبا من المرض والتي تشكل خطوات امل في العلاج . الدور الايجابي للجمعيات الأهلية .. شكل سرطان الثدي مجال اهتمام عدد من الجمعيات الأهلية في سورية حيث ساهمت في نشر الوعي والتثقيف الصحي حول المرض وعلاجه والمساهمة بتأهيل وتدريب الكوادر العاملة في هذا المجال إضافة لعمل بعضها في تنظيم حملات كشف مبكر مجانية للسيدات ومنها الجمعية السورية لأمراض الثدي بدمشق والتي أشهرت عام 2006 تضم أطباء وجراحين ومعالجين كيميائيين وشعاعيين مختصين بسرطان الثدي إضافة لعدد من السيدات الناجيات من المرض , و تقوم الجمعية كل عام في شهر آذار تحديدا وبالتعاون مع وزارتي التعليم العالي والصحة بإجراء حملات كشف مجاني كهدية للام في عيدها ضمن مشافي الوزارتين كما تتفق مع عدة أطباء لقراءة الصور الشعاعية بكلفة أقل وتتحملها إحدى الشركات الخاصة حيث يقرأ الطبيب وعلى مدى شهر كامل من 100-120 صورة شعاعية ثم يقوم أطباء من الجمعية بدراسة هذه الصور مرة ثانية للتأكد وتصنيف النتائج المستقاة ويعتبر الدكتور نوري المدرس نائب رئيس الجمعية أن أهم أهداف الجمعية يتمثل بخلق توعية مزدوجة طبية واجتماعية للسيدات عن أهمية الفحص المبكر والذي يضم فحصا ذاتيا وآخر دورياً يدوياً سريرياً عند طبيب نسائية أو أورام أو أشعة وفحص ماموغرافي أي تصوير شعاعي للثدي كل سنتين بعد سن الأربعين وتسعى الجمعية الى تعميم هذه التجربة على محافظات أخرى لكن الأمر بحاجة لتمويل مستمر وجيد على اعتبار أن أجهزة الكشف وقراءة الصور تتطلب تكاليف عالية كما تقوم بتأهيل وتدريب الكوادر الطبية والتمريضية العاملة في هذا المجال وتعمل على مراقبة جودة الصور الشعاعية كما تنشر توعية عامة من خلال محاضرات وندوات , ولديها ايضا جهازا ماموغرام لتصوير الثدي وايكوغرافيك يقدم فحصاً سريرياً وشعاعياً مجانياً للمراجعات ذوات الدخل المحدود وغير المؤمنات صحياً لافتا إلى أن أعداد المراجعات تشهد تزايداً مستمراً وتسعى لتامين وحدة متنقلة مخصصة للكشف والاستقصاء المبكر لمتابعة النساء في مختلف المناطق وخاصة الريفية منها حتى خلال الازمة فالمحنة الصعبة التي تمر بها البلاد بحاجة الى استمرار كل اشكال الحياة رغم كل الصعوبات التي يعاني منها الجميع . كما يقدم مركز المشورة الصحية التابع لجمعية تنظيم الأسرة السورية خدمات المشورة النفسية والاجتماعية لتعريف المرأة والرجل على السواء بآليات البناء السليم للأسرة والتشارك في مواجهة الضغوط والوقاية النفسية بالإضافة الى المشورة القانونية لتمكين المرأة من الاطلاع عن كثب على مايكفله لها القانون والشرع من حقوق لتجنيبها كثيرا من المشكلات المحتملة.. فرصة للنجاة .. جميع النساء من سن 40-69 سنة يحتجن كل سنتين إلى إجراء الكشف الدوري المنتظم لسرطان الثدي فالكشف المبكر يعني فحص المرأة السليمة بواسطة استخدام تقنيات قادرة على اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة التي تعد أفضل السبل الفعالة لضمان الشفاء التام و لا تتعلق الاصابة بمجرد تعليم المرأة وتمكينها إنما بتزويد العاملين في مجال الرعاية الصحية بالمهارات والسلوكيات المناسبة , يذكر ان التقرير التجميعي الأول لمعدل الإصابة بمرض السرطان في سورية للفترة بين 2002 و2007 أن الحالات المكتشفة والمسجلة لهذه الفترة عند المواطنين السوريين وغير السوريين بلغت 73198 حالة وأن أكثر السرطانات شيوعاً بين النساء هو سرطان الثدي أولا ثم سرطان الدم فسرطان الدرق كما أن معدلات البقاء على قيد الحياة تتفاوت بدرجة كبيرة على مستوى العالم . |
|