تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الإنتاج الحيواني يساهم بأكثر من 55 % من إجمالي الناتج الزراعي ..!!أحد مصادر الطاقة المتجددة.. محفز لاستخدام الغاز الحيوي ..والروث كوقود بيولوجي خالٍ من الكبريت

تحقيقات
الأربعاء 13-2-2013
المهندس عبد الرحمن قرنفلة

الثروة الحيوانية توفر المزيد من الاستقرار الاقتصادي للمزرعة و للأسرة الريفية ، و تعمل كصمام امان نقدي (الحيوانات الصغيرة)، و احتياطي رأس المال (الحيوانات الكبيرة)، وكذلك رادعا ضد التضخم . وفي النظم المختلطة (الزراعية والثروة الحيوانية )

تساهم الحيوانات في الحد من المخاطر المرتبطة بإنتاج المحاصيل النباتية ، كما أنها تمثل الموجودات النقدية القابلة للتسييل و التي يمكن أن تتحقق في أي وقت ، إضافة إلى مزيد من الاستقرار في نظام الإنتاج.‏

ورغم أن الأرقام الإحصائية تشير الى تبدل نسبة مساهمة قيمة منتجات الثروة الحيوانية بين ( 39.9 % )عام 2007 و ( 34.1 % ) عام 2011 ، فإن الإحصاءات تلك تقلل عموما أو تتجاهل الأدوار متعددة الأغراض التي تلعبها الثروة الحيوانية في الغذاء ، والإنتاج الزراعي كما تهمل قيمة منتجاتها غير النقدية ، ودورها في الحياة الاجتماعية لصغار المزارعين .‏

فإضافة الى دورها في توفير حاجة السكان من المنتجات الحيوانية المختلفة ، كاللحوم والحليب والبيض ، فإنها تساهم في إمداد الصناعة بالصوف والشعر والجلود والعظام ، كما تزود القطاع الزراعي بالأسمدة العضوية محققة وفرا في قيمة الأسمدة الكيماوية .وتخلق فرص عمل إضافية للسكان ، وتحد من الهجرة السكانية من الريف الى المدن ، وتعمل على توفير ايرادات نقدية بالقطع الأجنبي لخزينة البلاد ، وتلعب دورا هاما في توفير مصادر الطاقة ، وتحقيق وفر في قيمة مبيدات الأعشاب ، وتساهم في الحد من التكاليف الباهظة الناجمة عن حرائق الغابات ، وتحرك العملية التجارية .‏

تأمين فرص العمل :‏

تشير الإحصاءات أن تكلفة توفير فرصة عمل تصل الى ثلاثة ملايين ليرة ، ويمثل العمل عادة أكثر من/40/ في المئة من التكاليف الإجمالية في نظم أصحاب الحيازات الزراعية الصغيرة ، وعلى مستوى المزرعة يعتبر قطاع منتجات الألبان من الأنشطة كثيفة العمالة ، ويساهم بإشراك المرأة في كل من الإنتاج والتسويق ، وتشير التقديرات في العديد من الدول إلى أنه في مقابل انتاج كل 6 إلى 10 كيلوغرام من الحليب ، يتم إنفاق يوم عمل واحد للتغذية والرعاية .‏

كذلك فإن تربية الماعز والأغنام والدواجن والأرانب ، تربية خاصة في نظم الإنتاج الريفي المنزلي ، يوفر مصدرا هاما من فرص العمل ، وخاصة للنساء والأطفال الذين لا يملكون أرضا ، أما قطاع انتاج اللحوم فإنه يوفر فرص عمل كبيرة سواء خلال عمليات التربية والتسمين أو خلال الذبح والتحضير والتصنيع والبيع .‏

مصدر للطاقة :‏

الطاقة الحيوانية هي مصدر الطاقة المتجددة وتؤكد المبادئ الإقتصادية ، أن حيوانات الجر/ الفصيلة الخيلية .../ تبقى مصدر الطاقة الأكثر فعالية ، من حيث التكلفة للمزارعين الذين يمتلكون حيازات من الأرض صغيرة أو متوسطة المساحة ، وتستخدم الأبقار ، والخيول والإبل كمصادر للطاقة لمجموعة متنوعة من الأغراض ، مثل سحب الأدوات الزراعية ، ضخ مياه الري ، والتنقل في الغابات والمناطق الجبلية الوعرة ، ويقدر العدد الحالي للحيوانات المستخدمة لأغراض الجر في العالم بـ 400 مليون راس ، ويتم زراعة 52% (من المساحة المزروعة في البلدان النامية ( باستخدام حيوانات الجر فقط ، و 26 في المئة باستخدام الأدوات اليدوية ، وتستخدم عادة الخيول (الخيول والبغال والحمير) في المقام الأول للجر والنقل .‏

ومقارنة مع استخدام الجرارات الزراعية ، فإن الطاقة الحيوانية هي مصدر الطاقة المتجددة ، في العديد من البلدان النامية ، حيث إن 90 % من الجرارات في العالم يتم انتاجها في البلدان الصناعية ومعظم تلك المستخدمة في البلدان النامية ، يجب أن يتم استيرادها . وتوفر حيوانات الجر بالتالي ، المشاركة في استيراد الجرارات وقطع الغيار والوقود وتجنب نزيف العملات الأجنبية .‏

وبالنسبة لإنتاج الغاز الحيوي اعتمدت تكنولوجيا الغاز الحيوي بنجاح من قبل الملايين من المزارعين في البلدان النامية ، وحوالي 25 مليون شخص يستفيدون من استخدامه في الصين وحدها ، ويعتبر إنتاج الغاز الحيوي من روث الحيوانات ، بديلاً ممتازاً للوقود الأحفوري أو الحطب للمزارعين في كثير من البلدان . وإنتاج الغاز الحيوي يقلل من عبء العمل للمرأة الريفية ، الذي تنفقه على جمع الأحطاب ، أو شراء الوقود ، ويوفر الراحة والنظافة المتزايدة ، كما يوفر عددا من الخدمات ، مثل الإضاءة والتدفئة. ويمكن أيضا أن يستخدم الغاز الحيوي لتشغيل الآلات مثل مضخات المياه. لذلك ينبغي تشجيع انتاج تكنولوجيا بسيطة جديدة لتوسيع نطاق تنمية استخدام الغاز الحيوي ولعل أفضل روث لهذه الأغراض تأتي من (بالترتيب التنازلي الأبقار والخيول والجمال والدواجن). خمسة وعشرون كيلوغراما من روث البقر تنتج حوالي 1 م 3 من الغاز الحيوي (وقد تم مؤخرا انتاج ( هاضمات حيوية ) بسيطة ومنخفضة التكلفة .‏

وفيما يخص الروث كوقود يتم في الهند ، يتم استخدام 300 مليون طن من الروث للوقود في كل عام ، يشار الى ان الوقود البيولوجي هذا لا يحتوي على الكبريت ، ولا يبث غازات تسهم في تسخين الارض عند حرقه . ولعل من اكبر حسناته العملية كوقود بديل هو توفره بكثرة ، حيث تنتج البقرة 6م3 روث/سنة ، والعجلات والعجول 4م3/سنة ، كما ان إنتاج طبق من بيض المائدة /30 بيضة/ يتخلف عنه حوالي (2.7-4.6) كيلو غراماً من زرق الدجاج ، و أن إنتاج كيلو من لحم الفروج يتخلف عنه حوالي (3.5) كيلو غرامات زرق‏

وفي كثير من البلدان ، يستخدم روث البقر كوقود للطهي والتدفئة ، والحد من النفقات لشراء الحطب أو الوقود الأحفوري ، هذه الفضلات تحتوي على طاقة كبيرة ، وتصبح عديمة الرائحة عندما تفصل المواد الصلبة عن السائلة ، أنها تمثل إمدادات الوقود الرئيسية للاستخدام المنزلي من قبل الملايين من المزارعين في آسيا وأفريقيا وأجزاء من الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية ، إن جمع وتجفيف الروث لأغراض الطهي يدر دخلا للنساء الريفيات ، كما أنه يستخدم مباشرة كما الجص ومواد البناء الأخرى في حين يمكن استخدام الرماد كسماد.‏

الحيوانات كمصدر للسماد ومحسن للتربة:‏

طن واحد من روث البقر يحتوي على حوالي 3 كغ آزوت ، و 2.5 كغ من مركبات الفوسفور و /1 /كغ من البوتاس أما الطن الواحد من سماد زرق الدجاج فيحوي وسطياً 20 كغ أزوت 40 كغ فوسفور 20 كغ بوتاس . ولنا أن نحسب القيمة النقدية التي توفرها ملايين الأطنان من روث البقر وزرق الدواجن .‏

محتوى مخلفات بعض الأنواع الحيوانية من العناصر السمادية ( كغ بالطن).‏

إن إعادة تدوير العناصر الغذائية ، هو عامل أساسي في أي نظام من نظم الزراعة المستدامة ، ولعل إدماج الثروة الحيوانية في الدورة الزراعية لإنتاج المحاصيل يسمح بإعادة تدوير تلك العناصر بكفاءة عالية ، و يساعد استخدام السماد العضوي ، على حفظ المادة العضوية في التربة وهي تحسن البنية الهيكلية للتربة وتساهم في تنقية المياه .‏

تمكافحة الأعشاب الضارة‏

الماشية والأغنام فعالة في السيطرة على الأعشاب الضارة ، ويتم استخدامها في العديد من البلدان في حوض البحر الأبيض المتوسط ، ​​للحد من شجيرات الغابات ، بحيث تخفف من خطر الحريق خلال فصل الصيف ، وقد تبين أن إدماج الثروة الحيوانية للاستفادة من الغطاء النباتي الأرضي النامي تحت الأشجار يساهم بتوفير ما يصل الى /40/ في المئة من تكلفة مكافحة الأعشاب ، وتوفير دخل إضافي من إنتاج اللحوم. هذه النظم تساعد أيضا على حماية البيئة وتجنب التلوث الكيميائي في حين تورد المواد العضوية الإضافية للتربة.‏

المنتجات الثانوية المعاد تدويرها:‏

توفر الثروة الحيوانية الفرصة لتحويل كثير من المخلفات عديمة القيمة الغذائية والنقدية الى لحم وحليب وبيض ذو قيمة غذائية ونقدية عاليتين حيث يمكن معالجة مخلفات ذبح الحيوانات ( الأحشاء ) وتحويلها الى مصدر جيد للبروتين والعناصر المعدنية ( العظام ) لتستخدم كإضافات في الأعلاف كما ان بقايا ومخلفات المنازل والمطاعم يمكن استخدامها بكفاءة في تغذية الحيوانات ، إن الاستفادة من هذه الموارد يجعل الزراعة أكثر استدامة والحيوانات سليمة من الناحية البيئية‏

استخدام الأراضي‏

الهامشية ومخلفات المحاصيل‏

في المناطق الشاسعة شبه القاحلة والقاحلة من البادية حيث إنتاج المحاصيل هو في غاية الخطورة ، يمكن للحيوانات أن تستخدم النباتات الرعوية ( التي تفقد وتصبح عديمة القيمة دون وجود الحيوانات ) وتحولها الى منتجات عالية الجودة وذات قيمة نقدية مرتفعة ، كما ان استخدام القش أو التبن ومخلفات المحاصيل الحقلية الأخرى في تغذية الحيوان ( بدلاً من حرقها وخلق تلوث بيئي والمساهمة في ظاهرة الإحتباس الحراري ) يكسب تلك المخلفات قيمة نقدية اضافية من خلال تحويلها من مخلف ثانوي قد يكون عديم القيمة النقدية الى منتج غذائي عالية القيمة النقدية .‏

زيادة الإنتاج يوفر العملات الأجنبية‏

إن تنمية انتاج الثروة الحيوانية وتوجيه المزيد من الاهتمام بها من شأنه أن يحقق وفرا كبيرا في قيمة واردات البلاد من الأعلاف واللحوم والألبان ، فهناك إمكانات كبيرة لزيادة الإنتاج المحلي لتوفير النقد الأجنبي من خلال الحد من الواردات وزيادة الدخل في المناطق الريفية ، لقد زادت وارداتنا من الحليب ومنتجاته بشكل كبير خلال العقود الأخيرة في حين ظلت صادراتنا منه متواضعة ، وأصبحت افاق انتاج الحليب محليا اكثر ملائمة ، بعد أن خفضت الدول الغربية الدعم لإنتاجه في بلدانها ، مما يوفر فرصة لتطوير انتاج وصناعة الحليب محليا من خلال الإنتاج على مستوى صغير وهذا سيكون له تأثير كبير على مستويات الدخل النقدي .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية