|
أروقة محلية ومضمونها زعافٌ لا ينجو من آثاره إلَا كل محصَنٍ بأكثر من لقاحٍ أخلاقيٍ واجتماعيٍ وتربويٍ يحول دون تأثره بتلك العاهات التي استعيض بها عن شخصياتٍ كرتونيةٍ ما زالت راسخةً في ذاكرتنا شكلاً ومضموناً لما حملته من قيمٍ أخلاقيةٍ ومبادئ إنسانية تصلح لكل مجتمعٍ من أدنى الأرض لأقصاها لأنَها خاطبت الإنسان فينا ، وليس غرائزه الحيوانية . ومما زاد الطين بلة غياب الرقابة عن أسواقٍ أتخمت بأقراصٍ مضغوطةٍ لأفلامٍ وألعابٍ العنفُ والقتلُ والدمُ مادتها الأساسية ، وقراراتٌ لوزارةٍ ظنَت أنَها تدفع العجلة قدماً فكانت تتدحرج خلفاً قاضيةً بذلك على ثوابت تربوية عمرها سنوات ،وعليها تربت أجيالٌ وأجيال لنصل إلى ما وصلنا إليه ليس اليوم بل منذ سنوات،وإن بدا الآن أكثر استشراءً ، فمشهد الطليعة بقيادة عرَيف مهمته ضبط رفاقه وحمايتهم في الشارع وماله من انعكاسات إيجابية على الجميع.. غُيَب ،ورفاقٌ يسيرون صحبةً يتبادلون أطراف حديث.. بات نادراً ، امَا الزي المدرسي وهيبته فضاعت كهيبة المدرسة ،والمدَرس،والشارع، وكل مكانٍ يحلّ فيه بعض أولئك الفتية والأطفال . واليوم بدلاً من أن يُطأطئ الفتى رأسه خجلاً من سلوكٍ يرتكبه بتنا نحن الكبار نفعل ذلك إذا ما اضطررنا للمرور بينهم تحسباً من نظرة ازدراءٍ أو تلميحةٍ غير لائقةٍ والأهم حياءً من سماع شتائم يجودون فيها بحق أسرهم سواءٌ في لحظات الصفا والتودد ، أو القتال والأخذ بالثأر لبعضهم الأمر الذي يحيل شوارع بعض أحيائنا و أمام مدارسنا إلى حلبة مصارعة الله وحده يلطف بهم ويقيهم شر جنون ضرباتهم . مشهدٌ يدمي القلب ،ويؤلم الروح لأنَه يطال الركيزة الأساسية لمجتمعنا ،ونواة مستقبله الذي بتنا نخشى عليه من جيلٍ لا يقيم وزناً لأحدٍ ،وقيمةً لشيءٍ ، والأخطر عدم إدراكه لمعنى الحرمة بل اعترافه بها أصلاً فكل الأشياء أمامه متاحة ومباحة والبركة بأسرٍ وعوائلٍ بعضها يحتاج لإعادة تأهيلٍ وتثقيفٍ بألف باء التربية ،وأصول الحرية ,رغم ذلك لن نيئس لأنَه ما زال هناك أطفالٌ وفتيةٌ يثلجون الصدر ويفرحون القلب بأخلاقهم واجتهادهم والتزامهم علماً أنهم يدفعون الثمن باهظاً أمام سيل عصرٍ يجرف كل جميلٍ ومبدعٍ, خلَاقٍ ومبهجٍ في عالمنا لذلك نحمَل الجهات المعنية مسؤولية استعادة دورها تجاه أجيالنا ولاسيما في ظروفنا هذه ,لأنَ بذرة الخير موجودة في نفوس الجميع لكنَها بحاجةٍ لمن يرعاها لتثمر إنساناً فاعلاً . |
|