|
دمشق بعد ذلك ألقى د. علي القيم معاون وزيرة الثقافة كلمة الوزارة ورد فيها أن الأديب الراحل ترك بصمات لاتمحى في حياتنا الأديبة والثقافية والموسيقية والتعليمية على مدى أكثر من ستين عاما. وقد امتاز الراحل بالقدرة على التأريخ والتدوين والرصد والتحليل والدراسة لتاريخ الموسيقا وأعلامها في سورية.
وأضاف .. كان المرجع الأمين لكل معلومة موسوعية عن أعلام الموسيقا والغناء من العرب و الأجانب ليكون بذلك صاحب رسالة ينير الطريق لتلاميذه وطلابه الكثر .. وختم بالقول.. « لقد انتصرت للشمس بأسلوب أدبي موسيقي فكنت في حياتنا الموسيقية النقدية الريح التي تنفض الغبار عن كمنجتها وتشد أوتارها استعداداً للمعزوفة الأجمل واستبشاراً بعودة النسغ بعد شتاء طويل.. بدوره الأستاذ سعد القاسم ألقى كلمة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون متحدثاً عن مناقب الباحث الراحل، لقد آمن بالموسيقا كأحد الأشكال الأرقى للإبداع البشري وآمن بأن الموسيقا علم يحتاج الجدية والمعرفة والمثابرة فكان بذلك نصيراً قوياً للموسيقا العالمية ومناهجها التعليمية وكان صلة الوصل بين الجمهور والموسيقا الكلاسيكية العالمية من خلال مقالات غنية بالمعلومة والتحليل رافقت معظم الحفلات الموسيقية الجادة.. لقد كان بحضورة الإنساني والمعرفي والأخلاقي الفريد أستاذا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى كما ألقى الدكتور نزار بني المرجة كلمة اتحاد الكتاب العرب، قدم خلالها دراسة وافية لما أنتجه الراحل على صعيد كتابة القصة، وبين كيف ينطلق في كل ما كتبه من إدراكه لحقيقة الصراع الطبقي بدءاً بالفلاحين في قصته «أنين الأرض»وصراعهم مع الإقطاعي كما قصته «العتال» التي أبرز فيها حياة الشقاء لنموذج إنسان مسحوق في المجتمع، والنهايات المأساوية التي كان يختارها تدل على قربه من هذه الشرائح المجتمعية.. وأنه واحد ممن ناضلوا بالكلمة والموقف بشكل مبكر لإنصاف شريحة البشر المظلومين من الطبقة المسحوقة في المجتمع. وختم بالقول إن الباحث الفقيد كان في كل كتاب يصدره يذكر عبارة (إلى من جمعني وإياه صف واحد) وهذه فيها من الدماثة وروح الدعابة السيء الكثير. نعم لقد كرمته الأقدار فقد كان له من اسمه نصيب يستحقه بجدارة فهو المصمم وصميم الفؤاد وهو الشريف بشهادة من عرفه ومن كلمة الدكتور عبد الرحيم برمو نقتطف «لقد شارك في تأسيس جمعية تنظيم الأسرة ورحل عنها وهو رئيس لها لإيمانه أن الأسرة هي الحلقة الأولى والأساس في المجتمع» وذكر صديق الفقيد الدكتور صادق فرعون بعض مآثره بأنه ظل طيلة حياته إنساناً كبير الهمة وعظيم الحيوية والتفاؤل والحماس والمساهمة في تقدم الحياة الثقافية والموسيقية وانتهى الحفل بكلمة آل الفقيد لابنه طلال الشريف.. حيث ذكر أنه لم يعرف شريفاً وعفيفاً ومتواضعاً وناصعاً ومكابراً كما عرف والده شريف دمشق الذي أحبها رحل وفي قلبه غصه كبيرة على بلده من الآلام والصعاب التي تعانيها.. كان أباً عطوفاً معطاء نعم لقد رحل من عزنا بحياته ومماته وصدق من قال فإن الأب عز وقبل نهاية الحفل عزفت مقطوعات موسيقيه تحية له قدمها د. غزوان زركلي والدكتور وسيم قطب.. واختتم الاحتفال بفيلم وثائقي عن حياته أعده الزميل أحمد بوبس.. |
|