|
الصفحة الأولى فإن أفرغناه من عواطف الشقيق بقي منه ما يُضحك من شدة الحزن. كيف صادف أن يكون كل ما فعله التدخل العربي المسلح وغير المسلح في سورية، هو بحث عن الديمقراطية وتحقيق مطالب الشعب؟! والأنكى من ذلك أنهم بعقولهم المتخلفة المعاندة يخشون أن يتراجعوا عن الخطأ حتى وإن فرض التراجع حاله عليهم. يسعى السوريون بكل إمكانياتهم وبالاستعانة بقوى الخير والسلام في العالم، ليجدوا طريق السلام لهم ولبلدهم، فيطل العرب بلحاهم الصفراء الناكرة الكافرة لينفخوا على النار التي طالما أججوا لهيبها بأموالهم ونفطهم وسلاحهم. دفعوا الكثير وكلما اقتربوا من حصاد الخيبة أظهروا مزيداً من مكائدهم، ليس لحماية أي سوري، فلا يكذب علينا سعود الفيصل أو حمد بن جاسم وشيخه، بل دفعاً لخيبتهم وخسارتهم ان اقتربت سورية من السلام وحل مشكلتها الراهنة. لا أدري أين تعلم العرب الديمقراطية، ومن أين لهم أن يشوروا بها على الشعب السوري صاحب التجربة الديمقراطية الأولى في المنطقة والدول العربية! يومها ولم يكن في العالم حقل غاز اسمه قطر، كان الاهتمام السعودي في هدم الديمقراطية السورية، ومن يومها ما غابت نياتهم السيئة عن التآمر على سورية أرضاً وشعباً. ومن يومها حفظ السوريون أن الاقتراب من مشايخ النفط خصوصاً السعودية طريق لتلويث السمعة والوطنية. هل يذكر أقطاب المعارضة شيئاً من ذلك؟ أنا أذكر، وأذكر أننا معاً تذاكرنا بشدة التآمر السعودي على بلدنا، وأستطيع أن أذكر من منهم قد نسي وأحدد المعارضين من المنشأ اليساري التقدمي، أو القومي العروبي. ان طريق تعامل الدول العربية ومعهم جامعتهم التعيسة التي لم تجمع في حياتها بقدر ما أجمعت على حصار سورية، لا تترك طريقة التعامل هذه مجالاً لكثير شك أنهم كانوا يستهدفون سورية الأرض والشعب قبل أن يستهدفوا نظامها السياسي. واليوم كلما بدا طيفٌ لشمعة يلوح في نهايات نفقٍ ما، تقدمت لحى أبي جهل ومسيلمة والشيطان ثالثهم يصرخون: لا.. لا يمكن أن يكون ذلك! لا يمكن أن نترك للسوريين فرصة أن يتفقوا! وإلا ضاع كل ما قدمناه لتدمير ذلك الهم التاريخي الذي اسمه سورية. حتى لتبدو المواقف الغربية من الوفاق السوري أفضل من المواقف العربية. فيا عرب النفط، ان لم يكن لكم من خير تقدمونه ليضيّق من شقة الخلاف، دعوا السوريين يبحثون عن حلول لمشكلاتهم وفي نياتهم الوطنية النظيفة تكمن كل الحلول. انسونا قليلاً كي تنسانا المدافع والبنادق والسيارات المتفجرة.. كي ينسانا الموت والخراب. |
|