تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الجعفري يلقي بيان سورية في مجلس الأمن حول حماية المدنيين في النزاعات المسلحة: الحكومة تقوم بواجبها الدستوري في حماية مواطنيها من الإرهاب والتخريب

نيويورك
سانا
الصفحة الأولى
الأربعاء 13-2-2013
اكد الدكتور بشار الجعفري المندوب الدائم للجمهورية العربية السورية لدى الامم المتحدة ان الحكومة السورية تواصل الاضطلاع بواجبها الدستوري في حماية مواطنيها من اعمال الارهاب والتخريب والعمل على اعادة الامن والاستقرار

كما انها تبذل قصارى جهدها رغم التدابير الاحادية الظالمة والضغوط الهائلة التي تتعرض لها لتلبية احتياجات المواطنين ولتأمين المأوى لمن ارغمتهم الاحداث المؤلمة والارهاب والتدابير القسرية الجائرة الاحادية الجانب على مغادرة منازلهم وتسهيل عودتهم إلى ديارهم.‏

واشار الدكتور الجعفري في بيان سورية الذي ألقاه أمس امام الجلسة العلنية لمجلس الامن الدولي حول حماية المدنيين في النزاعات المسلحة إلى ان الحرص على المدنيين السوريين لا يتماشى مع السياسات التي تنتهجها دول عربية واقليمية وغربية تفاخر علنا بتقديمها السلاح والمال والتدريب والملاذ الآمن للمجموعات الارهابية المسلحة العابرة للحدود والتي تستهدف الدولة السورية بكافة مكوناتها.‏

وقال الجعفري: اود ان اشكر كل ذوي النوايات الحسنة الذين تطرقوا للازمة في سورية وقدموا افكارا ايجابية كحماية المدنيين السوريين من تبعات تلك الازمة التي تمر بها البلاد اما بالنسبة لاولئك الذين تناولوا الازمة في بلادي بالانتقاد والتنظير ووزعوا الاتهامات يمينا وشمالا فانني اود ان اشدد على ان حكومات بلادهم هي جزء اساسي من تسعير اوار الازمة في سورية سواء من خلال فرض التدابير القسرية او من حيث السماح بمغادرة مواطنيهم من الاصوليين والارهابيين والتكفيريين بلادهم والتوجه إلى سورية او من حيث السماح لاولئك الارهابيين بعبور سورية مع الدول المجاورة او من حيث تسليح وتمويل ورعاية اولئك الارهابيين والترويج لهم اعلاميا.‏

واضاف مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة: ان الوسيلة الامثل لحماية المدنيين في النزاعات المسلحة وتجنيبهم ويلات الحروب تكمن اساسا في الحيلولة دون نشوب النزاعات المسلحة واعتماد الوسائل السلمية لتسوية تلك القائمة منها ومساءلة الحكومات التي عملت وتعمل على اثارتها والتحريض عليها وتجربة حماية المدنيين في ليبيا مازالت ماثلة للعيان امامنا لافتا إلى ان مسألة حماية المدنيين في النزاعات المسلحة لا يمكن ان تستقيم إلا في ظل الاحترام الصارم لمبادئ القانون الدولي واحكام ميثاق الامم المتحدة وفي مقدمتها مبادئ احترام السيادة والمساواة بين الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ومن غير المقبول بتاتا ان يتم التعامل مع هذه المسألة الهامة بشكل استنسابي وانتقائي يفرغها من مضمونها ويجعلها فضفاضة تتسع للعديد من اشكال اساءة الاستخدام وسوء التطبيق.‏

واكد الجعفري ان من اهم مباديء السيادة هو ان للدولة المسؤولية الحصرية والاولية في حماية مدنييها وهذه قاعدة اساسية من قواعد القانون الدولي توافق عليها الآباء المؤسسون لهذه المنظمة الدولية قائلا: لقد اثبتت التجارب العملية ان مسألة حماية المدنيين في المناطق التي تشهد نزاعات او اضطرابات باتت تستخدم مطية لخدمة اجندات تدخلية مشبوهة ومصالح دول معينة تعمل على تأزيم وتوظيف التوترات لا بل اصبحت الممارسة التي تنتهجها حكومات بعض تلك الدول تبتعد عن ابسط الاسس التي يستند اليها القانون الدولي لحقوق الانسان والقانون الانساني الدولي حيث اصبحنا نرى مساعي محمومة لتقويض قدسية السيادة كما وردت في الميثاق لمصلحة سعي محموم لتسويق طروحات سياسية لم تحظ بعد بتوافق دولي من قبيل ما يسمى مسؤولية الحماية والتدخل الانساني وهي طروحات يتم الترويج لها لخلق رأي عام يقبل تدخل الناتو العسكري في شؤون الدول النامية وتغيير انظمة الحكم الوطني فيها.‏

واوضح مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة ان معالجة مسألة حماية المدنيين في النزاعات المسلحة يجب ان تتم بشكل شمولي يرتكز على تشجيع التسوية السلمية للنزاعات وادانة ومحاسبة حكومات الدول التي تقوم بدعم اعمال العنف المسلح والارهاب وتحرض عليها من خلال التهييج الاعلامي والطائفي ومن خلال وضع حد لحكومات الدول التي تقوم باعمال تمس سيادة الدول وسلامة اراضيها لا بل غزوها عسكريا وقتل مئات الالوف من ابنائها وتشريد الملايين منهم بذريعة حمايتهم.‏

واشار الجعفري إلى ان حماية المدنيين تستلزم عدم تعريضهم للمعاناة والموت البطيء من خلال حرمانهم من مستلزماتهم المعيشية اليومية كالغذاء والدواء والوقود وغيرها جراء التدابير القسرية الاحادية الجانب الجائرة التي تفرضها بعض الدول والتي اكدت الامم المتحدة عدم شرعيتها مجددا تأكيد سورية على ضرورة توفير الحماية للمدنيين الرازحين تحت نير الاحتلال الاسرائيلي في الاراضي العربية المحتلة ومنها الجولان السوري المحتل ووضع حد لممارسات سلطات الاحتلال العدوانية ازاءهم.‏

وقال الجعفري: رغم اعتراضنا على استغلال بعض الوفود لموضوع مناقشاتنا اليوم واسقاطه على ما تشهده سورية حاليا من احداث مؤسفة فاننا نشير إلى ان الحرص على المدنيين السوريين ان كان جادا لا يتماشى مع السياسات التي تنتهجها دول عربية واقليمية وغربية باتت معروفة وتفاخر علنا بتقديمها السلاح والمال والتدريب والملاذ الآمن للمجموعات الارهابية المسلحة العابرة للحدود والتي تستهدف الدولة السورية بكل مكوناتها وتتخذ من الاماكن المأهولة بالمدنيين منطلقا لعملياتها الارهابية ومن المدنيين دروعا بشرية.‏

واضاف: نعتقد ان القلق على المدنيين السوريين لا ينبغي التعبير عنه برعاية الارهاب والتطرف ولا بافشال مساعي التسوية ولا بممارسة الضغوط لتقويض اي امكانية للحوار الوطني الشامل الذي وحده سيمكن السوريين من اعادة الامن والاستقرار وتحديد مستقبلهم بعملية سياسية تتم بين السوريين وبقيادة سورية كما اكد على ذلك قرارا مجلس الامن 2042 و2043 وبيان اجتماع جنيف.‏

وبين مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة ان هناك فرقاً بين حماية المدنيين الابرياء الواجبة على كل حكومات الدول الاعضاء وبين حماية المسلحين والارهابيين والاصوليين ومجندي الاطفال ومطلقي النار على الطائرات المدنية وعلى البعثات الدبلوماسية الذين يستهدفون اساسا سلامة المدنيين ويدمرون البنى التحتية للدولة وهي البنى المخصصة اصلا لخدمة هؤلاء المدنيين.‏

واكد الجعفري ان الحكومة السورية تواصل الاضطلاع بواجبها الدستوري في حماية مواطنيها من اعمال الارهاب والتخريب والعمل على اعادة الامن والاستقرار كما انها تبذل قصارى جهدها رغم التدابير الاحادية الظالمة والضغوط الهائلة التي تتعرض لها لتلبية احتياجات المواطنين ولتأمين المأوى لمن ارغمتهم الاحداث المؤلمة والارهاب والتدابير القسرية الجائرة الاحادية الجانب على مغادرة منازلهم وتسهيل عودتهم إلى ديارهم مشيرا إلى ان الحكومة السورية قدمت كافة التسهيلات اللازمة لوكالات الامم المتحدة المختصة بما في ذلك اوتشا والصليب الاحمر للمساعدة في هذا الشأن اضافة إلى مواصلة اللجنة الوطنية للتحقيق في الاحداث الجارية مهامها لضمان تقديم كل من ثبت تورطه في اعمال مخالفة للقانون إلى القضاء من اجل مساءلته دون اي استثناء.‏

وقال الجعفري ان الاتجار السياسي غير الاخلاقي باوضاع اللاجئين السوريين وعقد المؤتمرات الاعلامية هنا وهناك لمجرد الاعلان عن تعهدات لا يتم الوفاء بها في معظم الاحيان لا ينسجم مع مسعى حماية المدنيين ولا مع حقيقة ان العديد من الدول التي تعلن تعهدات بتقديم تبرعات هي سبب اساس في نزوح ومعاناة هؤلاء اللاجئين.‏

وقال مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة ان غطرسة المندوب الاسرائيلي قد جعلته يعتقد واهما انه حمورابي او نبوخذ نصر او صلاح الدين الايوبي او ابراهام لينكولن او غاندي او سيمون بوليفار وان سياسات بلاده العدوانية واحتلالها للاراضي العربية واضطهادها للشعب الفلسطيني يجب ان تكون قدوة لجميع الدول الاعضاء في هذه المنظمة وفاته ان ما صرفته هذه المنظمة من الاف ساعات العمل ومئات القرارات من اجل انهاء عدوان واحتلال اسرائيل ولكن غروره المعهود وجهله المطبق جعله يعتقد بان سياسات بلاده اهم من الميثاق واهم من الاعلان العالمي لحقوق الانسان وانه يجب على ما يسمى المجتمع الدولي ان يبجل الاضطهاد الاسرائيلي للفلسطينيين والعرب في الاراضي العربية المحتلة.‏

وختم الجعفري البيان بالقول: ان اسرائيل تساعد وتسلح وترعى جماعات سلفية تكفيرية تنشط في منطقة الفصل في الجولان السوري المحتل لذا فإن اسرائيل هي جزء لا يتجزأ من تسعير الازمة الجارية في سورية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية