تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وطني أنشودة حب

الملحق الثقافي
الثلاثاء 15-5-2012
مجد محسن إبراهيم:زحْفٌ وفحيحٌ ونَعِيْقٌ وغُرابْ

إنَّ الثُّعْبانَ على الأَبْوَابْ‏

لَوْمٌ وصُراخٌ‏

وشَتَائِمُ تُلْقى وسِبابْ‏

إنَّ الأَعْرَابَ هُمُ الأَعْرَابْ‏

مَنْ يُعْطيْ النَّائِمَ صُبْحاً؟‏

مَنْ يُعْطيْ المَيِّتَ عُمْراً؟‏

مَنْ يُعْطيْ الخِنْزِيْرَ كَرَامَهْ؟‏

مَنْ يُرْجِعُ لِلْعَبْدِ المَمْلُوكِ رُجُوْلَتَهُ؟‏

مَنْ يُرْجِعُ لِلْقُدْسِ طَهارَتَها؟‏

مَنْ يَكْتُبُ لِلْمَلْدُوْغِ سَلامَهْ؟‏

ألْفُ سُؤالٍ وسُؤالٍ يَأكُلُنيْ‏

مِنْ غَيْرِ جَوابْ‏

لا وَقْتَ نُضيِّعُهُ‏

إنَّ الثُّعْبانَ عَلَى الأَبْوَابْ‏

••‏

وَطَنِيْ أُنْشُوْدَةُ حُبٍّ‏

وبُكاءُ النَّايِ وَنَبْضُ المِزْهَرْ‏

وَطَنِيْ أُمِّيْ وأَبيْ..‏

أُخْتيْ وأَخِيْ..‏

جَسَدِيْ اليَابِسُ.. قَلْبيْ الأَخْضَرْ‏

وَطَنِيْ مَدْرَسَتِيْ.. جَامِعَتِيْ‏

وَطَنِيْ حقْليْ.. وَطَنِيْ البَيْدَرْ‏

وَطَنِيْ أكْبَرُ مِنْ‏

كُلِّ سِيَاسَاتِ العَالَمِ‏

أكْبَرُ مِنْ وَجَعيْ‏

أكْبَرُ مِنِّيْ..أكْبَرُ مِنْكُمْ‏

أكْبَرُ مِنْ كُلِّ سَلاطِيْنِ الدُّنيا‏

أكْبَرُ مِنْ أكْبَرِ أكْبَرْ‏

يا هَذَا الظَّامِئُ مِنْ ألْفِ حَرِيقٍ‏

بَرِّدْ نِيْرانَكَ بالخِنْجَرْ‏

لا تَعْبَأْ بِالنَّارِ الكُبْرى‏

إِنَّا أَعْطَيْناكَ الكَوْثَرْ‏

فانْحَرْ كَيْدَ الغاصِبِ وازْأَرْ‏

واخْنُقْ حُلُمَ الطَّامِحِ‏

أنْ يَسْتَرْجِعَ أمْلاكَ الإسْكَنْدَرْ‏

واسْكُبْ نِيْرانَكَ‏

بَرْداً وسلاماً للحَقِّ‏

وَللطَّاغيْنَ عَذابْ‏

إنَّ الثُّعْبانَ على الأَبْوَابْ‏

••‏

يا هَذَا المُتَبَرِّمُ بالعِشْقِ‏

حَبيبةُ قَلْبِكَ قَدْ قَصَّتْ‏

أنْوارَ ضَفائِرِها‏

وَأطالَتْ وامْتَشَقَتْ‏

أسْيَافَ أظافِرِها‏

كَيْ تَقْطَعَ رَأْسَ الثُّعْبَانِ‏

وذَيْلَ الثُّعْبَانْ‏

كَيْ تَشْنُقَ أرْنَبَ خَشْيَتِها‏

كَيْ تَجْعَلَ قَلْبَكَ أُغْنِيَة الشُّجْعانْ‏

كَيْ تَعْبُرَ أنتَ ضِفافَ الخَوْفِ‏

وَتَقْلَعَ أشْواكَ الإِذْعَانْ‏

إِنْ جَمَدَتْ فِتْنَتُها...‏

لا تُرْهِقْ أَعْصَابَكَ‏

بالشَّهَوَاتِ الصُّغْرى‏

إذْ لا وَقْتَ لَدَيْكَ لِمارِيْ وَرَبَابْ‏

إنَّ الثُّعْبَانَ على الأَبْوَابْ‏

••‏

يا هَذَا النَّائمُ مِنْ ألْفِ نُعاسٍ‏

كَحِّلْ جَفْنَيْكَ بِبَوْحِ النَّارْ‏

وارْسُمْ صَحْوَكَ صُبْحَاً‏

دَمَوِيَّ الشَّمْسِ وغَيِّرْ‏

تَارِيْخَ الأَنْوَارْ‏

قَدْ أَرْخَصَ فِطْنَتَنا الكَذِبُ الغَالِيْ‏

وَطَوَتْنا نَشَرَاتُ الأخْبَارْ‏

ضَعْ رِجْلَكَ في حَلْقِ الغَدْرِ وأبْدِعْ‏

بالثَّوْرَةِ مَلْحَمَةَ الإِعْصَارْ‏

عَطِّرْ بالبَارُوْدِ ضَمائِرَنا‏

قَدْ فَاحَتْ مِنْها رَائِحَةُ العَارْ‏

لمْ يَبْقَ مَكَانٌ للبَوْحِ‏

وَلا النَّوْحِ‏

وَلا عَلْكِ الكَلِماتِ‏

بغَيْرِ حِسابْ‏

إنَّ الثُّعْبَانَ عَلَى الأَبْوَابْ‏

••‏

يا هَذَا المَيِّتُ مِنْ أَلْفِ حَياةٍ‏

حَطِّمْ تابُوْتَكَ واتْبَعْ‏

قَافِلَةَ الأَحْيَاءْ‏

وَاعْبُرْ بَرْزَخَ صَمْتِكَ واصْدَحْ‏

بزَئيْرٍ عَرَبِيِّ الأَصْدَاءْ‏

كُلُّ الأَشْجَارِ أَمَامَكَ قَدْ وَقَفَتْ‏

لِتَحِيَّةِ نَشْرِكَ في عِزٍّ وإِبَاءْ‏

كُلُّ الأنْهارِ وَرَاءَكَ قَدْ سارَتْ‏

كَيْ تُوْقِظَ آلهَة الصَّحْرَاءْ‏

لا تَجْلِدْ نَفْسَكَ ـ لَسْتَ مَلُوْمَاً ـ‏

بَلْ سَطِّرْ بِسِياطِكَ جُرْحاً‏

في صَدْرِ الأَعْدَاءْ‏

لَوِّنْ خَطَوَاتِكَ واجْعَلْ‏

حُمْرَةَ دَرْبِكَ للثُّعْبَانِ خِضَابْ‏

إنْ تُتْقِنْ مَسْرى قَدَمَيْكَ‏

إلى النَّصْرِ‏

فَلَنْ يَبْقى الثُّعْبَانُ‏

عَلَى الأَبْوَابْ‏

وَسَتَحْفِرُ مَقْبَرَةَ الثُّعْبَانِ‏

ويُمْسيْ مِمْسَحَةً‏

تَحْتَ الأَبْوَابْ‏

تَحْتَ الأَبْوَابْ‏

تَحْتَ الأَبْوَابْ‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية