|
|
الملحق الثقافي كتب حينها عدداً من النصوص المسرحية، ولكنه لم ينشرها أو يقدمها مسرحياً، بل قام بحرقها فيما بعد، لاعتقاده بأنها غير جديرة بالاهتمام. ولد مراد السباعي عام 1914 في حي بني السباعي في حمص القديمة، وقد ساعدته حالة أهله المادية الجيدة على الاهتمام بالفن والأدب، فأسس مع بعض أصدقائه فرقة «السياسيين المسرحية»، التي صبت جهودها الفنية في مواجهة المستعمر الفرنسي، والمطالبة باستقلال سورية. في الحادية والعشرين من عمره كتب أول مسرحية كان راضياً عنها وكانت بعنوان «ضابط عثماني»، ويقول هو في هذا الصدد: «وكانت أول مسرحية كتبتها، وكنت راضياً عنها هي «ضابط عثماني»، كتبتها عام 1935، وقد عرضت هذه المسرحية فيما بعد على شاشة التلفزيون السوري». بدأ عرض مسرحياته في بيوت حمص القديمة، وقام بدور رائد في جمع الرجال والنساء في مشاهدة العروض المسرحية. ورغم أنه تعرض لمضايقات كبيرة من الفرنسيين، إلا أنه استمر في العمل المسرحي. لم تستمر فرقة «السياسيين» المسرحية، بل تم حلها، وتابع السباعي نشاطه المسرحي السياسي، فأسس نادياً تحت اسم «دوحة الميماس»، ضم النشاطات المسرحية والموسيقية والرياضة. وداخل النادي، استمر عمله المسرحي بنشاط أكبر. قدم مسرحية «اللصوص» عن نص للألماني شيلر، واستمرت ثماني ساعات، وكانت هدفها إبراز صورة الاحتلال الفرنسي البشعة. بعد نجاحه المسرحي، بدأ السباعي كتابة القصة القصيرة، فأصدر عام 1947 مجموعته الأولى «كاستيجا»، ثم «الدرس المشؤوم». بعدها نشر مجموعته «هذا ما كان»، وتتالت الإصدارات حتى وصلت إلى 13. أسس في ستينيات القرن العشرين فرقة «مسرح حمص»، وقدم فيها مسرحياته المؤلفة والمقتبسة، منها: معركة في طاحون، سجين الدار. وحصل عام 1961 على الجائزة الأولى في مسابقة المجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب في سورية عن مسرحيته «شيطان في بيت». شارك في تأسيس «رابطة الكتاب السوريين». وبين عامي 1972 و1982 انتخب رئيساً لفرع اتحاد الكتاب العرب في حمص. تم تكريمه في أكثر من مناسبة، وأنتج التلفزيون السوري فيلماً عن حياته، ونشر اتحاد الكتاب العرب أعماله الكاملة. وترجم بعضها إلى عدة لغات. توفي مراد السباعي عام 2001. okbazeidan@yahoo.com |
|
