|
نافذة على حدث أما حلم العودة لا يزال يراود الشرفاء منهم، ومن لم ولن يستطع تقبل فكرة اللجوء، بعد أن غدا هذا الحلم قاب قوسين أو أدنى من التحقيق في ظل المتغيرات الدولية، واستعداد الأمم المتحدة في أيلول 2011 بإمكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتغيير سياساتها ومواقفها تجاه المفهوم العام للقضية، إضافة لاعتراف العديد من الدول الأميركية الجنوبية بالدولة الفلسطينية، ورفع بعض الدول الأوروبية للتمثيل الفلسطيني، وعرف هؤلاء الشرفاء أيضاً أن قضية تقرير المصير غدت ضمن دائرة المؤامرة على الحقوق الفلسطينية المسلوبة، ومحاولة للالتفاف لإجهاض الثوابت الوطنية، كما عرفوا أن أي اعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة دون التأكيد على حق العودة، والقدس عاصمة لهذه الدولة لن يكون متكاملاً دون الاعتراف ، بكافة الحقوق الفلسطينية. قبل عدة سنوات تناغمت المواقف الفلسطينية والعربية الشعبية والرسمية، وانسجمت في حدود المواجهة الضاغطة ضد إسرائيل لتغيير مواقفها بهذا الشأن، وتوجها مشهد الزحف الشعبي العام الماضي عندما كسر الشباب العربي حاجز الرعب وحطموا وعبروا الأسلاك الشائكة ليؤكدوا للعالم أجمع أنهم لن يتخلوا عن حقهم في العودة إلى أرض الآباء والأجداد ووطأت أقدام بعضهم في تلك الأراضي، غير آبهة بردات الفعل التي يمكن أن تصدر عن حكام الاحتلال الإسرائيلي. أما الآن ورغم الانقسام العربي في المواقف والاتجاهات، وانسحاب السواد الأعظم من الحكام العرب باتجاه أميركا وإسرائيل لتحقيق أحلامهم في التوسع والسيادة، ولو على حساب الأشقاء، وتحدي أولئك للإرادة العربية المقاومة والشجاعة، لا يزال حلم وحق العودة يحتل سلم الأولويات عند بعض الدول وعلى رأسها سورية، ليقينها أنه لن يضيع حق وراءه مطالب، وستبقى القضية الفلسطينية قضيتها المركزية رغم جراحها النازفة وآلامها التي لم تنته بعد، ويحدو أمتنا الأمل في وأد هذه الذكرى الأليمة. |
|