تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«غربان» الفضاءِ المشؤوم..

فضائيات
الأربعاء 16-5-2012
هفاف ميهوب

هذا أقلُّ ما يمكن أن نصف به أولئك الذين استشرى نعيقهم في غالبية الفضائيات.. تلك التي باتت لا تجيد النطق إلا بما يعكس اسوداد أخلاقها وأيضاً بما يبشِّرُ بالشؤم,

وعلى امتداد الفتنة التي تثيرها أخبارها وتصريحاتها, وبما جعلنا نمقت فضاء قُبحها ومن ثمَّ نستدعي حب الوطن, ليعيذنا من شرِّ كل الغربان التي آلت على شرورها بألا تكف عن النعيق حتى تُضرِّج الفضاءات بآثامها ودمويتها.‏

إنهم رموز الموت والخراب والأذية, ممن لا يليق منحهم لدى تقسيم الأدوار إلا دور الغربان. ذلك أن محاولاتهم الساعية لإخضاعنا وإن دلَّت على رغبة, فهي النهش ما أمكن من صمودنا وصولاً إلى تمزيق وجودنا..‏

أيضاً, هم قوَّاد المصطلحات والشعارات الكاذبة التي لا هدف لمستخدميها سوى بثِّ الوباء عبر الفضاء وبأنكرِ الأصوات التآمرية, ودون أن يهتز وعينا لطالما الحق هو اللغة التي اتَّصلت بضميرنا مثلما بضميرِ فضائياتنا السورية..‏

المشكلة أن هذا النعيق لم يعد حكراً على فضاءٍ بعينه, وهو ما عرَّى حقيقة الكثير من الفضائيات التي جرجرتها مصالحها إلى حيث سقطت أقنعتها.. تماماً كما سقطت أقنعة العاملين فيها والمجرورين إليها, وبمصالحٍ جعلتهم ينعقون على شاشاتها بطريقة باتت تهدِّد كل فضاءٍ لا تتَّسع آفاقه لدونية مؤامراتها..‏

أما الأبشع من كلِّ ذلك, فهو أن هؤلاء الغربان يريدون إقناع العالم بأنهم من الوداعة والعدالة والإنسانية, ما يؤهلهم للسيادة كحمائم سلام. يريدون أن يزيفوا الحقائق الواضحة بالكذب والتزوير والتهويل والأوهام, راصدين لذلك أموالهم وفضائياتهم ومخططاتهم ومؤتمراتهم وتصريحاتهم, وهو ما ملأ الفضاء بنعيقهم غرابي الأداء..‏

كل ذلك جعل هذه الفضائيات أشبه بالإمارات أو الدويلات أو ممالك العصابات, المحكومة والمأجورة والممهورة, بعارِ التآمر لصالح شياطين المصالح ممن أغرقوا أسيادها بالمال مقابل خيانتهم لعروبتهم, وبنجاسة الأقوال والأفعال..‏

حتماً.. كل هذا يثير فينا الإحساس بالاشمئزاز والشعور بأن تلك الفضائيات أصبحت حكراً على صنَّاع الاقتتال والفتنة والدموية. أصحاب التصريحات والدعوات الغادرة وغير القادرة على احترام مهنيَّتها لطالما لم يعد لدى أخبارها وأفلامها وفنونها وتوثيقها ورياضتها إلا التأليب على وطنيّتنا وبهدف تحطيم إرادتنا بأمرِ ضباعِ الديمقراطية..‏

إذاً.. هنيئاً لغربان الفضاء المشؤوم خيبتهم الأكيدة وارتدادهم على أذيَّتهم حد انفجارهم غلاً من انهزامهم. ثم انهزامهم, وبعمائمهم وولائمهم وفضائحهم وشرور المؤتمرين بأمرهم, وسواهم ممن أطاح صمود شعبنا ومنطق إعلامنا, بفضاءِ غربانه وإلى أن بتنا على يقين, بأن الفضاء الأنقى هو فضاء الوطن الذي أسقط كل الحمقى وسما بوعي السوريين..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية