تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إطلاق نار محدود يخرق هدوء طرابلس أمس .. وانتشار كثيف للجيش...قوى وأحزاب وشخصيات لبنانية تحمّل قوى 14 آذار مسؤولية الأحداث

وكالات – سانا – الثورة
أخبار
الأربعاء 16-5-2012
تجدد إطلاق النار في بعض مناطق طرابلس خارقاً هدوءاً ساد بعد يومين من الاشتباكات التي ادت الى مقتل ثمانية وجرح العشرات وأعقبت توقيف المدعو شادي مولوي الذي صدر بحقه اتهام وجاهي عن القضاء اللبناني بتهمة الانتماء الى تنظيمٍ ارهابي مسلَّح.

وكانت نجحت الإتصالات السياسية والامنية في التوصل الى وقف لإطلاق النار لكن بعد ظهر أمس حصل اطلاق نار متجدد في عدة مناطق. ونقل موقع المنار عن اطلاق نار في الرفاعية وسوق السمك وسقوط جرحى مشيرا الى ان مسلحين يظهرون في شوارع طرابلس احيانا وينتشرون بشكل سريع ومفاجئ.‏

الجيش يستكمل انتشاره‏

واعلن الجيش اللبناني في بيان له ان وحداته استكملت فجر امس عملية الانتشار في المناطق التي شهدت اشتباكات مسلحة في مدينة طرابلس في شمال لبنان خصوصا في احياء جبل محسن وباب التبانة وشارع سورية. واشار الى ان "وحدات الجيش اعادت الوضع الى طبيعته وهي تقوم بتسيير دوريات واقامة حواجز في شوارع المدينة لمنع الاخلال بالامن ولتمكين المواطنين من ممارسة حياتهم الطبيعية".‏

وشدد البيان على ان "قيادة الجيش تراهن مجددا على وعي اهل المدينة ووقوفهم الى جانب جيشهم وتؤكد قرارها الحاسم بازالة كافة المظاهر المسلحة من المدينة بما في ذلك اطلاق النار من دون انذار باتجاه اي مسلح فور مشاهدته"، واكد ان "وحدات الجيش ستقوم بكل ما من شأنه الحفاظ على السلم الاهلي ومنع الفوضى"، ولفت الى انه "تم تعزيز قوى الامن الداخلي في المدينة للمساعدة في تسيير امور المواطنين وحفظ النظام".‏

وفيما اسف البيان "لسقوط الضحايا الابرياء في صفوف المدنيين والعسكريين"، شدد على ان "فرض الامن هو حاجة وطنية لكل اللبنانيين وان الفوضى لن تكون في مصلحة احد وان وجود الجيش في طرابلس او في اي منطقة اخرى هو لحماية الاستقرار فيها وليس لمواجهة الاهالي او الاشتباك معهم"، وأشار الى ان "المواقف التحريضية او الاستفزازية الصادرة من هنا او هناك لا تعنيه"، ورأى ان "المواقف التي تدعو الجيش مرة لعدم التدخل ومرة لضرب شعبه وبالتالي توريطه في اوضاع تسيء الى دوره لا تخدم امن المواطنين واستقرارهم" .‏

ورافق انتشار الجيش دخول جرافات عملت على رفع الاتربة والحواجز التي وضعها المسلحون. كما قامت بسحب القذائف والقنابل غير المنفجرة المنتشرة بين الاحياء السكنية والمنازل. وتعمل فرق تابعة لمؤسسة كهرباء لبنان على اعادة وصل التيار الكهربائي بعد الاضرار التي لحقت بالشبكة العامة نتيجة المعارك.‏

من جانبه قال قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي لصحيفة الأخبار إنّ الجيش بدأ انتشارَه مع دخول قوات فوج المجوقل.‏

وقال العماد قهوجي إنَ الجيشَ دخلَ مناطقَ الاشتباكات منذ اللحظةِ الأولى لكنَ النيرانَ أُطلقت عليه، ونحنُ نريدُ حمايةَ العسكريين، ولا نريدُ إطلاقَ النار عليهم، لذلك كنَّا نريدُ الانتظارَ والتريُّثَ حتى يَستوعبَ الجميعُ مدى خطورةِ الوضع، وما يمكنُ أن يَحصُلَ جرَّاءَ عدمِ دخولِ الجيش. وعمّا إذا كان الجيشُ سيَفُضُّ اعتصامَ الإسلاميينَ في ساحة عبد الحميد كرامي، اعتبر العماد قهوجي أنَّ كلَّ الأمور ستُعالجُ وتعودُ الأوضاعُ إلى طبيعتِها تدريجاً.‏

المولوي طرف في شبكة إرهابية‏

من جانبه اكد اللواء عباس ابراهيم المدير العام للامن العام اللبناني أن لا علاقة لسورية من قريب أو بعيد في توقيف شادي المولوي المتهم بالانتماء لتنظيم ارهابي.وقال ابراهيم أمس ان كل ما قيل عن أن هناك أوامر من سورية أو من حزب الله غير صحيح بتاتا واعتقد أن أحدا في الاعلام كشف اليوم أننا منسقون مع سفارة أو مع جهاز أمني غربي وهذا صحيح وهو رد أبلغ من كل رد واذا تأخرنا عن الرد فلاننا جعلنا كل واحد يفرغ ما عنده فوضعونا عند سورية وعند حزب الله.‏

تنديد واستنكار‏

إلى ذلك واصلت القوى والاحزاب والشخصيات الوطنية اللبنانية تنديدها وشجبها للاحداث الدموية التي شهدتها طرابلس شمال لبنان محملة فريق 14 اذار مسؤولية التحريض وتسهيل وصول الاسلحة الى المسلحين وغض النظر عن انتشارهم في الشوارع والازقة في طرابلس.‏

واعتبر رئيس حركة الاصلاح والوحدة الشيخ ماهر عبد الرزاق في بيان ان ما تعرضت له طرابلس خلال الايام الماضية يدخل في اطار المؤامرة التي اعدت منذ سنوات بهدف انشاء قاعدة عسكرية امريكية في عكار ومخيمات تدريب واقامة للمسلحين القادمين من سورية وغيرها.‏

ودعا عبد الرزاق الجميع الى وعي خطورة الامر والتصرف بحكمة لانقاذ طرابلس من المسلحين والعابثين بالامن كما دعا ابناء طرابلس الى الوقوف الى جانب الجيش اللبناني وعدم الاصغاء الى ادوات الفتنة والمحرضين عليها.‏

واكد عبد الرزاق ان استهداف الجيش اللبناني من قبل نواب تيار المستقبل كشف عن نواياهم السيئة وانزعاجهم من دور الجيش في ضبط الحدود السورية اللبنانية ومنع دخول السلاح والمسلحين عبرالحدود الى سورية.‏

بدورها رأت جبهة العمل الاسلامي في لبنان أن هناك مخططا خارجيا يعمل على تنفيذه طابور خامس يستهدف الجيش اللبناني وتوتير الوضع في مدينة طرابلس لتحويلها الى بنغازي جديدة مدججة بالسلاح والمقاتلين من أجل الانطلاق بعملياتهم العسكرية من طرابلس نحو العمق السوري.‏

وطالبت الجبهة في بيان الاجهزة المختصة بضرورة الاسراع في ضبط الوضع الامني وازالة المظاهر المسلحة من طرابلس.‏

من جانبه اعتبر المجلس الاعلى لطائفة الروم الكاثوليك أن صون الامن والاستقرار في لبنان هو خط أحمر لا يجوز تجاوزه داعيا الحكومة والقيادات الوطنية اللبنانية إلى التعاون لتجنيب لبنان الاخطار الداهمة.‏

إلى ذلك بحث النائب اللبناني ميشال عون رئيس تكتل التغيير والاصلاح خلال لقائه أمس مع غالب أبو زينب عضو المكتب السياسي لحزب الله مستجدات الاحداث في مدينة طرابلس شمال لبنان. وأشار أبو زينب في تصريح له بعد اللقاء الى أن أبناء طرابلس مستائون لما يجري في المدينة لانه يشكل علامة غير صحية موضحا أن سلاح التفلت لا يمكن أن يغطى في استخدامه بسلاح الشرف والعزة والكرامة للدفاع عن لبنان.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية