تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في ذكرى النكبة .. قوى وفصائل فلسطينية: حق العودة مقدس.. والمقاومة حتى التحرير

سانا- الثورة
أخبار
الأربعاء 16-5-2012
تمر الذكرى الرابعة والستين للنكبة والشعب الفلسطيني يعاني من ابغض احتلال عرفه التاريخ ويواجه كل يوم شكل جديد من الممارسات العنصرية اللاإنسانية دون دعم او مساندة من قبل المجتمع الدولي

الذي يمارس ازدواجية في المعايير متجاهلاً الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني في ارضه وبناء دولته المستقلة.‏

وفي هذه المناسبة اكد الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ان حق العودة حق مقدس للشعب العربي الفلسطيني ليس من حق احد التنازل عنه او المساومة عليه في حين شددت فصائل تحالف قوي المقاومة الفلسطنية واعضاء المؤتمر الوطني الفلسطيني والهيئات والفعاليات والمنظمات الشعبية الفلسطينية ولجان حق العودة ولجنة الدفاع عن الاسر والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني شددت على تمسكها بكامل الحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني وبحق عودة اللاجئين الى ديارهم و بخيار المقاومة لاستعادة الاراضي العربية المحتلة.‏

فقد جددت فصائل تحالف قوى المقاومة الفلسطينية وأعضاء المؤتمر الوطني الفلسطيني والهيئات والفعاليات والمنظمات الشعبية الفلسطينية ولجان حق العودة ولجنة الدفاع عن الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني تأكيدها التمسك بكامل الحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني في فلسطين كل فلسطين وشددت على تحقيق كامل اهدافه والتمسك بحق العودة ورفض كل اشكال التوطين والتهجير والوطن البديل.‏

واضافت الفصائل الفلسطينية في بيان لها بمناسبة ذكرى النكبة حصلت الثورة على نسخة منه انها متمسكة بنهج المقاومة كخيار اساسي الى جانب اشكال النضال الاخرى لاستعادة الاراضي العربية المحتلة.‏

كما دعت الى دعم ومساندة المعركة التي يخوضها الاسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي والعمل من اجل اطلاق سراحهم.‏

ورفضت الفصائل الفلسطينية نهج المفاوضات العبثية مع العدو منددة باستمرار اجهزة السلطة الفلسطينية بملاحقة نشطاء المقاومة والانتفاضة وجميع اشكال التنسيق الامني مع الاحتلال.‏

من جهته أكد الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب مواقفه الثابتة من القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب المركزية وان حق العودة حق مقدس للشعب العربي الفلسطيني كفلته المواثيق الدولية والانسانية وليس من حق احد التنازل عنه او المساومة عليه تحت أي ظرف من الظروف مهما طال الزم.‏

وشدد الاتحاد في بيان له امس بمناسبة الذكرى الرابعة والستين للنكبة تلقت سانا نسخة منه على مواقفه الثابتة الرافضة للتوطين وضرورة أن يعطى الفلسطينيون حقوقهم الانسانية والا تخاض معارك سياسية تحت ستار الخوف من التوطين لحرمانهم من أبسط الحقوق في العيش بكرامة مبينا أن أي تسوية سياسية مهما كان شكلها ومخرجها ستكون مرفوضة ما لم تحفظ حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.‏

ونوه الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بمواقف كل الذين يدعمون صمود الاسرى الفلسطينيين وهم يخوضون معركة الحرية والكرامة بامعائهم الخاوية ضد الاحتلال واجراءاته العنصرية حتى رضخت سلطات الاحتلال الاسرائيلي لمطالبهم.‏

ودعا الاتحاد كل الشرفاء العرب لان تكون فلسطين بوصلتهم والا يشكل الطوفان العربي مسوغا لابعاد القضية الفلسطينية عن الهم اليومي للجماهير العربية وفرصة سانحة للعدو الصهيوني للاستفراد بالشعب الفلسطيني وتصفية قضيته العادلة مطالبا بان تكون فلسطين عنوانا لاي تحرك جماهيري وجعل معركة الحرية والكرامة للاسري الابطال انموذجا للنضال والتصدي ضد العدو الصهيوني.‏

***‏

اللاجئون: عودتنا قريبة رغم تآمر الغرب وعملائه‏

مضى عام آخر على لجوئنا.. واقتربت عودتنا إلى أرضنا عاما جديدا رغم تآمر المتآمرين من عرب وأجانب وتجاهل المنظمات الدولية لمأساتنا وحقوقنا السليبة هذا هو لسان حال أكثر من نصف أبناء الشعب الفلسطيني الذين ما زالوا مهجرين قسرا خارج وطنهم بعد مرور 64 عاما على تهجيرهم من أرضهم في أكبر عملية تهجير قسري عرفها التاريخ الحديث.‏

تهجير الفلسطينيين الذي تولت تنفيذه عصابات صهيونية اجرامية تم استقدامها من أصقاع الارض كافة جاء نتيجة لتواطؤ ارادات استعمارية توهمت أن انتصارها في الحرب العالمية الثانية يعطيها حق تحويل العالم إلى مزرعة تتقاسمها وفق حسابات مصالحها مستندة في ذلك كله على اتفاقية سايكس وبيكو ووعد بلفور فكانت النتيجة كيانا عنصريا أطلق عليه تسمية اسرائيل واغتيال الشعب الفلسطيني عبر مجازر بشعة رسمت قصص المعاناة فيها أحد أكبر مآسي العصر شهد العالم على أثرها تهجير ملايين الفلسطينيين الذين ما يزالون متمسكين بحقهم في العودة إلى أراضيهم حتى الآن رغم محاولات دول عديدة في العالم اغتيال هذا الحق الذي كفلته لهم المنظمات الدولية وفي مقدمتهما منظمة الامم المتحدة.‏

واذا كانت دول الاستعمار القديم - الجديد تكرس جل جهودها لشطب حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم من خلال تجاهلها رفض الكيان الصهيوني تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية وامعانه في الممارسات العدوانية إلى تغيير الواقع الديمغرافي والجغرافي للاراضي العربية المحتلة فان دول التآمر العربي وفي مقدمتها مشيخات النفط في الخليج انضمت هي الاخرى الى جوقة الدول الغربية المعادية للحقوق الفلسطينية والداعمة للسياسات الاسرائيلية ولذلك حاولت في العديد من المناسبات اسقاط حقوق الشعب الفلسطيني ولاسيما حق عودة اللاجئين من خلال طرحها مبادرات مشبوهة لحل القضية الفلسطينية تعتمد التوطين بديلا من العودة إلى أراضيهم المغتصبة.‏

محاولات ممالك النفط الخليجي إلغاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين تكرست في العديد من المواقف منها مبادرة السلام العربية التي سعى النظام السعودي إلى تمريرها عبر الجامعة العربية والتي تجاهلت في نسختها الاولية المقدمة إلى القمة العربية في بيروت عام 2002 كليا حق عودة الفلسطينيين وذلك قبل أن تحبط كل من سورية ولبنان تمرير هذه المبادرة المشوهة عبر ادخال تعديلات جوهرية عليها كان في مقدمتها حق عودة الفلسطينيين إلى ديارهم استنادا إلى قرار الامم المتحدة رقم 194 لعام 1948.‏

مضيّ السنين الطويلة على نكبة العرب ولجوء الفلسطينيين لم يوقف مخططات الكيان الارهابي التي تلاحق وتتعقب من بقي من الفلسطينيين في بيته وأرضه وما بقي من تاريخ وآثار فلسطين العربية والاسلامية فيما لا تزال الدول الغربية وأتباعها من العرب في المنطقة المدعين الدفاع عن حقوق الانسان في الحرية وتقرير المصير مصرين على التخلي عن واجباتهم القانونية والاخلاقية تجاه المهجرين الفلسطينيين من أراضيهم عبر الصمت أحيانا والتبرير أحيانا أخرى.‏

ويتوزع اللاجئون الفلسطينيون في عدد من الدول العربية في مقدمتها سورية التي تعد بحسب تقارير المفوضية العليا للاجئين ثالث دولة تستضيف اللاجئين في العالم بعد باكستان وايران وقد تحملت أعباء وتكاليف ذلك من اقتصادها وسط تراجع دور المنظمات الانسانية حيث تستضيف بحسب آخر احصائية أصدرتها الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب في 2 أيار الجاري نحو 494 الف نسمة يضاف اليهم آلاف الفلسطينيين الذين لم يسجلوا لاسباب متعددة.‏

وسورية التي انطلقت في سياستها من خط عروبي مقاوم وأقامت علاقاتها مع دول العالم على أساس مواقفها من القضية المركزية الاولى للعرب استقبلت اللاجئين الفلسطينيين وقدمت لهم الدعم والمساندة وعاملتهم معاملة المواطنين السوريين في كل مجالات الحياة فتقاسموا مع أبنائها لقمة العيش ومقعد الدراسة وفرصة العمل كإخوة ضيوف حتى عودتهم إلى بلادهم.‏

ولم تدخر سورية جهدا في جميع المحافل الاقليمية والدولية بدعم القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أرضه ورفض أي حلول بديلة لا تقوم على استعادة الشعب لجميع حقوقه وفي مقدمتها حق العودة الذي يعد حقا غير قابل للتصرف ويستمد ذلك من القانون الدولي المعترف به عالميا ولاسيما أن هذا الحق مكفول بمواد الميثاق العالمي لحقوق الانسان الذي صدر في 10 كانون الأول 1948 حيث نصت الفقرة الثانية من المادة 13 على أنه لكل فرد حق مغادرة أي بلد بما في ذلك بلده وفي العودة إلى بلده وتكرر هذا في المواثيق الاقليمية لحقوق الانسان مثل الاوروبية والامريكية والافريقية والعربية وفي اليوم التالي لصدور الميثاق العالمي لحقوق الانسان صدر القرار الشهير رقم 194 من الجمعية العامة للامم المتحدة الذي يقضي بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض وليس أو التعويض كما يحلو للبعض تفسيره وأصر المجتمع الدولي على تأكيد قرار 194 منذ عام 1948 أكثر من 135 مرة ولم يعارضه إلا كيان الاحتلال الاسرائيلي في بادئ الامر إلى أن عارضته الولايات المتحدة عام 1994 بعد توقيع اتفاقية أوسلو.‏

في حين يتناسى المنظرون لعدم واقعية حق العودة من العرب وغيرهم المقاومة كخيار لفرض ارادة الشعوب العربية المصممة على استعادة جميع حقوقها المغتصبة وهو ما أثبت نجاعة منقطعة النظير في العديد من المناسبات بدأت في حرب تشرين ولن تنتهي في انتصار أهل غزة على العدوان الصهيوني على قطاع غزة أواخر عام 2008.‏

ويرى مراقبون أن الانظمة العربية الداعية إلى التوطين واسقاط حق العودة على قلتها أمية ولم تقرأ الدروس وتجارب الماضي التي تؤكد أنه في كل قضايا التحرر الوطني عبر التاريخ كان الشعب الواقع تحت الاحتلال أضعف عسكريا من القوة المحتلة إلا أنه كان دائما ينتصر باصراره على التمسك بحقه ومقاومته رغم القوة العسكرية الهائلة لخصمه حيث غادر الاستعمار كل بلاد اسيا وأفريقيا وانهارت المانيا النازية وايطاليا الفاشية وانهدم نظام الفصل العنصري الابرتهايد في جنوب أفريقيا بعد أن استمر نحو قرنين من الزمن.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية