|
حلب
كان بطل حلب يتعامل معها بكل دقة وعناية ليزرع الامان مكانها ويبعد شبح الموت والتدمير عن ارض الوطن وابنائه. الشهيد جاسم الذي يعد احد عناصر وحدات الهندسة العسكرية المختصة بتفكيك العبوات والمتفجرات والالغام بحلب استطاع ببراعته وخبرته الطويلة تفكيك العديد من العبوات الناسفة والسيارات المفخخة التي وضعتها ايادي الاجرام والموت بين الابنية وفي الشوارع المكتظة فقد فكك منذ فترة سيارة مفخخة تحمل متفجرات بزنة 900 كغ وضعت على دوار الصاخور حيث قال حينها رئيسه بالعمل ان الجاسم لم يمتلك ادوات العمل الفنية الخاصة بتفكيك المتفجرات ومع ذلك قام بتفكيكها بواسطة سكينة عادية كانت بجيبه. وفي يوم الجمعة الماضي كان الشهيد البطل في قمة السعادة والفرح كونه استطاع تفكيك سيارة السرفيس التي حاول ارهابي انتحاري تفجيرها في منطقة الشعار السكنية بالقرب من قسم الشرطة وعلى متنها 1200 كغ من المتفجرات كانت موضوعة داخل 5 قاظانات موصولة بشكل محكم وما كان من الشهيد وبحنكة الخبير وبثقة المتمكن من عمله الا ان يفككها ويبطل مفعولها رادا بذلك شبح الموت من حصد ارواح الابرياء. وحل الليل المظلم وامتدت يد الارهاب والموت لتضع عبوة ناسفة في محيط ساحة سعد الله الجابري بمركز المدينة بحلب واندفع الشهيد الجاسم بروح الثقة بالنفس يتعامل مع العبوة التي بلغ وزنها 10 كغ محاولا نزع فتيل دمارها حماية لوطنه والمواطنين الامنين غير ان مكر ودهاء الموت كان اسرع فاحتضنها بجسده وروحه عساه ان يمنع اذاها وخطرها عن الاخرين الا انها انفجرت ليسجل بها استشهاده ويخط بدمه اعظم انشودة يغنيها ابناوه من بعده حماية للوطن وامنه واستقراره. من جانبه قال هلال هلال امين فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي خلال قيام قيادة الفرع بالتعاون مع ادارة شوون الشهداء وقيادة المنطقة الشمالية بتكريم اسرة الشهيد جاسم ان الوطن بحاجة إلى تضحيات كل ابنائه في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الشعب السوري . بدوره اشار عثمان الجاسم شقيق الشهيد إلى انه في كل مرة كان يذهب شقيقه البطل إلى مهمة لابطال مفعول عبوات الموت كان يضع امن وسلامة الوطن قبل كل اعتبار مؤكدا ان الشهيد قدم روحه فداء للوطن وهو مثاله الاعلى. وقال شقيقه محمود ان الشهيد لم يتأفف يوما من أي مهمة اوكلت اليه مهما كان نوعها ودرجة خطورتها ولدى تفكيك كل عبوة كان يقول اخذت بثأرك ايها الشهيد قاصدا الشهيد النقيب حسين من الهندسة العسكرية الذي استهدفته مجموعة ارهابية مسلحة اثناء تأديته لواجبه الوطني . اما ابراهيم الجاسم الابن البكر للشهيد الذي يدرس في المعهد الصناعي بحلب والذي لا يبعد سوى بضعة امتار من مكان استشهاد والده فأشار إلى انه يرى كلما مر من هناك ان روح والده تخيم علي المكان معبرا عن فخره باستشهاده في سبيل عزة الوطن في حين ان ابن الشهيد محمد 4 سنوات ترجم بدموعه ما عجز لسانه عن البوح به وقال في بضعة كلمات ابي في الجنة وانا ذاهب للمقبرة لأقرأ الفاتحة على روحه. للشهيد ستة ابناء هم ابراهيم ومصطفى وجاسم ومحمد وريم وزهراء وهو من مواليد حلب وعمره 45 عاما. |
|