|
شباب أغمض عينيه ..أصغى إلى تلك الموسيقى العجيبة التي تصدر من قدمي النهر الحافيتين وهما تسيران وترقصان أمامه .. تخيل المياه للحظة أنها هي ..وأنه ثوبها الأزرق يزقزق له وأنها أساورها الذهبية تلوح له فخلع حذاءه وهرع مسرعاً إلى وسط النهر، فأحاطت به المياه الباردة حتى خاصرته وشعر أنه يتحد مع طبيعتها
الضوئية ..همس قريباً من سطح النهر قبلة ..حرك يده كطائر يركض فوق سطح الماء بجناحيه الصغيرين...كم أن هذا النهر يشبهها ! وكم يحبها ...! وضع يده في الماء وأخرج حفنة من الشمس المتلألئة ...ونظر إلى الأشجار والأزهار وكانت تغار وتهتز اشتياقاً ولمح السماء تسألُ الغيوم عن اسميهما وسخر منه المارون ..لكنهم في سرهم حسدوه وعندما استيقظ صباحاً وجدها تغفو قربه، تستلقي أصابعها على وجهه كغيمة شد أكثر على يدها ..طبع قبلة عليها ...وعاد إلى النوم ترتسم على وجهه فراشة أخرى.. |
|