تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مؤامرة ضد الربيع

طلبة وجامعات
2012/5/16
ميساء الجردي

لا يوجد سوري من أي الشرائح كان, لا يعرف موعد الربيع في سورية ويعرف ألوان أزهاره, وخيرات ينابيعه وهي تسقي سهوله ووديانه, وأنواع فاكهته المميزة بطعمها الشهي.

والربيع في سورية لا يحتاج إلى مئات الملايين التي تنفق على صانعيه ولا يحتاج إلى طوفان من الإعلام الكاذب والضال ليروج له ولا يحتاج إلى الأسلحة والتفجيرات حتى يشوي الناس في خضرته وبرودته.‏‏

هذا الفرق الكبير بين ربيعهم الذي حول ألوان الحياة الجميلة في دول عربية عدة إلى عواصف من الدخان والرماد وأعاد تلك البلدان إلى عصر الهمجية والبربرية.‏‏

وبين ربيعنا وربيعهم فرق شاسع..ربيعنا يحضننا إلى خضرته وينعشنا بنسماته اللطيفة لننسى متاعبنا بعد أيام من العمل...وربيعهم يفرق الناس والأحبة وتتطاير أشلاؤهم على الأرصفة ,ويأخذ خيرة العلماء والمفكرين من رجال الدين ورجال الوطن,وتزرف العيون دموع القهر والخوف... ويموت الأطفال وهم مجهولو الهوية بعد أن تتفحم أجسادهم.‏‏

لكن ربيعنا نحن السوريين يجمع الأحبة وتختلط معه ضحكات الكبار والصغار ويتوسم به أبناء الوطن المستقبل المشرق.‏‏

بينما ربيعهم يعتمد على العصابات المسلحة ويحمل أعداء الوطن على دبابات الخزي والعار متسترين بشعارات لم يعرف يوما كيف تصاغ ومن أين تأتي....يحملونها إلى أجيالنا وبخاصة الجيل الجامعي لإغرائه بأبشع أنواع المكر..‏‏

وربيعنا يتفتح مع قطرات الندى ويحمل على أغصان الأجيال الصلبة في تسابق لنشر عطورهم على صفحات الوطن.‏‏

فهل بعد ذلك يوجد من لديه أدنى درجات المعرفة في الداخل أو الخارج ولم يدرك الرسالة‏‏

وبخاصة أن الربيع وصل إلى نهايته وبدأنا نشعر حرارة الصيف كأحد الفصول الغالية على قلوبنا, فإن ربيعهم المزيف بدأ يتكسر على أعتاب ألوان الشعب السوري الذي اعتاد منذ آلاف السنيين أن يعيش بهذا التنوع والتقارب.‏‏

mayssa3@gmail.com‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية