تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أساتذة الجامعات يستنكرون التفجيرات وأعمال الإرهاب

طلبة وجامعات
2012/5/16
ميساء الجردي

الجراح كبيرة والآلام لا تزال تعيش لحظات الأحداث لدى الصغار والكبار من أبناء الوطن

فقد عجزت الكلمات عن وصف بشاعة الأساليب الاجرامية التي يلجأ إليها الإرهابيون‏

وكانت الإدانات على أشدها على لسان أساتذة الجامعة الذين التقيناهم مستنكرين ومتألمين من هذا الإرهاب الذي يستهدف الوطن بكل مكوناته‏

وبعبارات بسيطة وصفوا مايشعرون به :‏

التفجيرات تعبر عن طبيعة‏

ديمقراطيتهم‏

يقول د.عبد المنان شما أستاذ في قسم التصوير في كلية الفنون: إن هذه التفجيرات دليل على الإفلاس الذي وصل إليه هؤلاء المنظمون لصالح أعداء سورية وأعداء الوطن ...وأصحاب هذا العمل الجبان لايهمهم الوطن ولايهمهم المواطن فهو عمل إجرامي بكل معنى الكلمة ولايوجد دولة في العالم تسمح أن يحدث هذا فيها.‏

ويرى أن كل مايحدث هو تخويف للناس وللدولة وأعداء سورية يريدون إزاحتها لأنها تقف حجر عثرة في وجه مخططاتهم وأن كل مايقال عن الربيع العربي والألوان الأخرى ماهي إلا دمار وغيوم وعواصف تحصد كل الخير الذي في طريقها على عكس مانعرفه عن الربيع من أزهار وخضرة وعطاء .‏

ويؤكد د.شما: أنه لولا الدعم الذي تقدمه بعض دول المنطقة لهؤلاء الإرهابيين لما استطاعوا الاقتراب من سورية بأي شكل وحتى دول الناتو نفسها تكون عاجزة عن التدخل في سورية بالاضافة لما تعانيه هذه الدول من أزمات اقتصادية وغيرها.‏

قائلاً: نحن شهدنا ديمقراطيتهم في أفغانستان والعراق وليبيا وغيرها ومانشهده من تفجيرات وفنون القتل يعبر عن طبيعة ديمقراطيتهم ..لذلك نحن بإذن الله وبتعاون المواطنين مع بعضهم البعض ومع الجيش سوف ندحر المؤامرة وننتصر على الإرهاب لكن يحزننا مانشهده من خسائر بالأرواح والممتلكات ويحزننا أي تخريب يحدث في سورية التي نبني بها منذ سبعين عاماً منذ الاستقلال .‏

وتعب الشعب السوري وتعبت الدولة كثيراً للوصول إلى دولة ذات سيادة ومؤسسات ومشاف وجامعات.‏

ونحن كمواطنين سوريين يهمنا أن يبقى وطننا بأمان وسلام ونحن نحل أمورنا بالتفاهم فلامكان للدخلاء بيننا.‏

لاعلاقة لها بالإنسانية‏

ويقول د.خالد المز: أستاذ في جامعة دمشق كلية الفنون:‏

إن هذه التفجيرات هي خدمة مجانية لإسرائيل كان من كان وراء هذا الإرهاب فلاعلاقة له بالإنسانية لامن قريب ولامن بعيد فهذا الشيء يأتي لصالح إسرائيل في الدرجة الأولى وقد سمعنا عن احتفالات تقوم بها إسرائيل حيال مايحدث في بلدنا..موضحاً أن هذه الفوضى هي الهدف الأول للعدو وأن مايحدث من مشاكل ترك المجال مفتوحاً للزعران والمرتزقة والمجرمين وغيرهم للعبث بأمن المواطن والوطن...‏

فمن قاموا بذلك ليس لهم علاقة بالإسلام ولابالعروبة ولابالإنسانية .‏

رسالة إلى هؤلاء المجرمين‏

وتحدثت الدكتورة هناء برقاوي أستاذة في كلية الآداب جامعة دمشق: عن الرعب الكبير والحزن الشديد الذي أصابهم يوم التفجير الخميس الماضي مؤكدة أن حالة الهلع كانت كبيرة وبخاصة للأشخاص الذين كانوا بالقرب من مكان التفجير وهي منطقة مأهولة بالمدنيين بالاضافة لكونها مكاناً استراتيجياً يمر منه المواطنون إلى جهات كثيرة .‏

وأي شخص معرض لأن يكون الضحية.‏

وتقول: أصيب طلاب المدينة الجامعية القاطنون بالطبالة بحالة من الرعب الكبير فماذنب هؤلاء ليعيشوا هذه الحالات وماهو ذنب ذلك الطفل الذي دفن مجهول الهوية ...إنه شيء مؤسف أن يحاولوا إعادتنا إلى ماقبل البربرية .‏

وأنه من المهم أن تصل رسالتنا إلى هؤلاء المخربين والمجرمين كفاكم عبثاً بأرواح الناس والحل ليس بالسلاح ووجهة النظر لاتأتي بالإرهاب بل بالحوار ونعلمكم أن إرادتنا قوية وهذه الأدوات التي تستخدمونها لن تزيدنا إلا تماسكاً ولحمة لنكون يداً واحدة في مواجهة الإرهاب.‏

إنه عمل إجرامي جبان‏

وحول سؤالنا عن تأثير التفجيرات على المواطنين والوطن بشكل عام تقول الدكتورة رويدة كناني أستاذة في كلية الفنون الجميلة : بمجمل الأمور لايمكن أن نتحدث فقط عن هذه التفجيرات التي حدثت مؤخراً بل كل مايحدث هو سلسلة مرتبطة ببعضها البعض وهناك وجهات كثيرة أوصلتنا إلى هذا الحدث وهذا الانفلات الأمني.‏

وهذا الإرهاب لايتناقش حوله اثنان إنه عمل اجرامي جبان أثر فينا وهز مشاعرنا بقوة ونحن بالفعل شعب عاطفي ورقيق ونتأثر بكل المجريات التي حولنا، كانت أحزاننا كبيرة على مايجري في العراق وفي غزة وغيرها وللأسف نقل الارهاب إلينا بعد أن كنا نعيش بأمان فمنذ متى كانت سورية هكذا؟ إننا نتوقع الخطر في كل لحظة وتوضح: إن ماحدث لعبة سياسية يستخدمون فيها اسم الدين ويشوهون تعاليمه وهم يقتلون ويقطعون ويفجرون الناس ثم يقولون (الله أكبر) فأي معتقد يقول ذلك فمن يقول إنه من حقه قتل إنسان آخر لمجرد أنه ينتمي إلى طائفة أو معتقد غير مايريده هو؟‏

ونحن نعلم أن دين الاسلام هو التسامح والمحبة ولكن ما يظهر لنا من بعض مشايخ السعودية هي وجوه الشياطين.‏

فهل هذه البلدان تعلمنا الديمقراطية وهي جاهلة بكل دساتير العالم ولاتملك دستوراً أصلاً.‏

وترى بأن سورية هي البلد التي تصدر الديمقراطية لهؤلاء وهي التي تعلم كيف تمارس الحرية ومايحدث الآن في سورية هي الفوضى والتخريب ومع ذلك فإن الشعب السوري شعب قوي يستطيع التغلب على الصعاب... ولكن هناك عتب وهناك أشياء غائبة عنا وهي ضرورة محاسبة الأشخاص الذين غيبوا الجيل عن قضاياه الأساسية وتركه عرضة لأفكار متخلفة وتكفيرية نحن لدينا منظمات كان يجب أن ينطوي تحتها الجيل كله حتى لايسيطر عليه بأفكار من الخارج.‏

وفي ختام اللقاء تشبه (د. هناء) الانسان السوري بطائر الفينيق تقول: نحن فعلاً طائر الفينيق نبعث من رماد.‏

ما نشهده أكاذيب ثورة‏

ويرى الدكتور عهد الناصر رجوب رئيس قسم التصوير كلية الفنون الجميلة وهو أحد الأشخاص الذين تابعوا الأحداث منذ بدايتها إنه لايوجد ثورة في العالم تكون حقيقية إلا وتكون على أسس ومبادىء فكرية متطورة.‏

نحن نشهد حراكاً ليس له أي خلفية فكرية وإنما عبارة عن أكاذيب والنتائج تثبت هذا الكلام ومايقال عن ربيع عربي شهدته بعض الدول هو عبارة عن تغيير حكام من سيئ إلى أسوأ أما ما يراد لسورية فهو ازاحة هذه المكانة التي تمتلكها وازاحة للفكر القومي المقاوم الذي ثابرت عليه سورية منذ زمن طويل لازاحة الاحتلالات بأنواعها المختلفة.‏

وسورية بدأت تحقق انجازات على هذا الصعيد هذا ما شهدناه في حرب تموز عام 2006 حيث استطعنا هزيمة اسرائيل ومن يدعمها.‏

ويقول: إن المطلوب من الارهاب في سورية تقسيم البلد أو ايجاد نظام عميل لاسرائيل إلا أن الشعب السوري محصن سياسياً ولديه فكر ووعي لما يحدث وبالتالي هو غير قابل للقيادة بشكل عشوائي وهذا شيء مهم يؤكد ضرورة أن نعمل على تحصين الأجيال الصاعدة سياسياً وفكرياً.‏

فقد كانت المعركة في بدايتها توحي بتوقعات تفكيك سورية لكننا نجد المؤامرة سقطت تحت أقدام السوريين وأن التفجيرات هي أعلى مستويات الارهاب فلتأت الدول التي تدعي محاربة الارهاب لتحارب هذا الارهاب.‏

ألم يقل لهم الرئيس الخالد حافظ الأسد في عام 1986 دعونا نعرف الارهاب لكنهم رفضوا، ومايحدث من تفجيرات هو عمل إرهابي وهذا يعني أن الطرف الثاني وصل إلى موقف الضعف ومرحلة اليأس ولا أعتقد أن هناك من يؤيد هذا المنطق.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية