تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شعر ...وثقافة... ومقاومة

ثقافة
الاحد 17/7/2005م
فاتن دعبول

امسية شعرية فكرية اقامها اتحاد كتاب الصحفيين الفلسطينيين شارك فيها الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد بقصائد تحكي وجع العراق ووجع الشعب العربي كاملا باحتلاله ووجعهم ايضا لما تعانيه فلسطين من ظلم الاحتلال وجبروته ..

وتحدث المفكر بلال الحسن عن دور المثقف في الثورة الفلسطينية وكيف كان يؤجج المشاعر ويشحذ الهمم ويعبىء النفوس بالثورة على كل طاغ اثيم.‏‏

في قصيدته عام الفيل اخترنا لشاعرنا عبد الرزاق عبد الواحد هذه المقاطع النابضة بالثورة والمملوءة بالحزن والأسى لما آلت اليه حال البلاد وحال البشر يقول:‏‏

من رأى ابرهة?‏‏

انا رأيته ..‏‏

رأيت الدم من شدقيه حتى نحره يراق‏‏

وهو يلوب كاللديغ‏‏

يخبط رأسه‏‏

يدق بالايدي وبالانياب فوق ساتر العراق‏‏

ليلة قلت له :‏‏

انت تخطئ‏‏

جدك ما جاء من صوب بغداد‏‏

قال النهايات واحدة..‏‏

كان يقصد بين الرجاء‏‏

والطريق اليه‏‏

تبدأ الآن من كربلاء...‏‏

ومن قصيدته الزمن العلقم اخترنا المقاطع التالية:‏‏

أي شيء تراني اخاف ?‏‏

قد وردت الآس من جميع الضفاف‏‏

وشربت من الموت حتى نضب‏‏

موجع..‏‏

من جميع العرب‏‏

لكنني سأظل ازرع كل اسئلتي مرايا‏‏

لتري وجوهك ياسبايا‏‏

علّ الجباه تنز من خجل فتغتسل الخطايا‏‏

اهلي ضحايا‏‏

اولادي اولادي ضحايا..‏‏

وجميع من يلدون حتى آخر الدنيا ضحايا‏‏

وانا اهدد قاتليهم ان قومي يسمعون فيسيل طوفان المنايا. .‏‏

د. حسين حمادة رئيس جمعية البحوث والدراسات والنقد في اتحاد الكتاب والصحفيين قدم للمفكر بلال سعيد الحسن باعطاء لمحة عن حياته واهم المحطات فيها فقال:‏‏

بلال الحسن مناضل اديب وباحث صحفي مواليد حيفا 1939 هجر بعد نكبة فلسطين الى دمشق واتم تعليمه فيها انضم الى حركة القوميين العرب في بدايات تأسيسها لايمانه بشعارها الذي رفعته بأن العودة لا تتم الا بعد تحقيق الوحدة العربية وبعد ذلك اصبح احد قياديي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ..‏‏

كتب بلال مئات الابحاث والدراسات والمقالات في الصحف والمجلات العربية وترأس تحرير العديد من المجلات والصحف كالسفير ومجلة اليوم السابع التي كانت تصدر في باريس .‏‏

من كتبه المنشورة ايام الحصار 1982 الفلسطينيون في الكويت وفي امسيته التي نحن بصددها يتحدث عن ازمة المثقفين الفلسطينيين العرب مع السلطة الفلسطينية الراهنة ويقف في محاضرته عند اهم الادوار التي قام بها المثقفون منذ ا ن حلت النكبة في فلسطين وسكن شعبها الخيام التي لا تملك من شروط ا لحياة الانسانية شيئا.. من قلب هذه العملية التي كانت تتفاعل شعبيا وسياسيا برز العامل الثقافي المباشر ليلعب دوره في زرع المفاهيم داخل الوجدان ونقلها من جيل الى جيل ..وانطلقت الاصوات الادبية والشعرية تتحدث عن الانتماء للارض والصمود بها امثال صوت اميل حبيبي وسميح القاسم ومحمود درويش, يوسف الخطيب, وصوت هارون هاشم رشيد وهو ينشد عائدون عائدون في صوت فيروز.. واصوات ادبية برزت في العواصم العربية حيث يقيم اللاجئون تروي المأساة وتصورها ..‏‏

ولم يقتصر دور المثقف الفلسطيني في الاسهام في الثورة بل لعب دورا نقديا وداخلها ما أدى الى تطوير الفكر السياسي الفلسطيني من خلال تقديم اطروحات فكرية اثارت جدلا عربيا مؤيدا احيانا ومعارضا احيانا اخرى .‏‏

واتسع نطاق النقد الفلسطيني وبلغ ذروته في كتاب ادوارد سعيد الذي لعب دورا مزدوجا هاما فهو في جانب منه دفاع حار وعميق عن القضية الفلسطينية وفي جانب اخر نقد حار للبنية القيادية الفلسطينية واسلوب عملهامعتبرا ان دور المثقف هو النقد والتطوير.‏‏

ثقافة الاستسلام‏‏

ادراكا منهم لدور الثقافة والمثقفين في الترويج لاية فكرة يتم اعتمادها سعى الغرب وعلى رأسهم اميركا لكسب فريق من المثقفين الفلسطينيين والعرب للقيام بدور الترويج لاستراتيجياتهم وافكارهم .‏‏

والمؤسف ما اظهره هذا القطاع من المثقفين العرب من هشاشة فكرية ونفسية ساعدت في وجود ظاهرة ثقافية خطيرة اطلقت عليها اسم ثقافة الاستسلام .‏‏

حيث تم بهذه الواسطة اختراق الجسم الثقافي الفلسطيني وتوجد الان عشرات المؤسسات التي يديرها مثقفون فلسطينيون ويلقون الدعم والتمويل من المؤسسات الاميركية والعربية ترويجا لنوع خاص من الفكر السياسي .‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية