|
جون آفريك
عملت مراسلة صحفية في حرب فيتنام وصنفت في ذلك الوقت افضل محاورة في العالم حيث التقت كبار الشخصيات السياسية وحاورتها لقد احرجت كسينجر في احدى المقابلات معه وحاورت الامام الخميني و طرحت عليه اسئلة بارعة ويذكر انها وضعت الحجاب في تلك المقابلة لكن ذلك كان نوعا من التواري اصدرت في تلك الفترة العديد من المؤلفات كان من بينها الكتاب الذي تروي فيه قصة حبها لرجل يوناني توقفت بعدها عن الكتابة اكثر من عشر سنوات لم تكتب خلالها شيئا لتصدر بعد ذلك الكتاب الفضيحة ( الغضب والعنجهية) والذي يكرس نموذج الصحفية العنصرية والمزاودة في صراع الحضارات :تم نشر الكتاب عام 2002 وفيه ما يكفي من الحقد على الاسلام اذ ان اقل ما فعلته هو خلطها التام بين المسلمين والمتطرفين واعتبارهما واحدا . فالاتشي الحاقدة تعيش في نيويورك وهي التي اختارت اللجوء اليها طوعا بدلا من ايطاليا تقول في كتابها ان هناك تصفية حساب بينها وبين اوروبا بكاملها, تقدم في الكتاب صورا من احداث ايلول فهناك الجدة المسكينة التي تتمتم بصلواتها وتطلب من الله السعادة للعالم اجمع فيما مجرمون متطرفون يقطعون رؤوسا كما عرضوا على محطات التلفزة ايضا احد الرجال يجري حوارا بين الاديان وتكون الاولوية بالنسبة له للانسان الشريف الصادق لكن يقابله اسامة بن لادن من بين البرجين ويبقى الرجلان بالنسبة اليها في الميزان نفسه لا فرق بينهما واذا كان اسلوب الكتابة يعوض قليلا انما العبارات والشواهد الواردة في الكتاب لايمكن القبول بها ابدا تقول :( ابناء الله يتكاثرون كالجرذان )هل نسيت اوريانا شناعة الفيلم النازي الذي يصور اليهود على انهم جرذان يخرجون بالالاف من جحورهم ثم (انهم المسلمون هؤلاء الجدد ss( تعبير عن النازية) بقمصانهم السوداء) يلصقون جباههم بالارض خمس مرات في اليوم ترى ألم تدخل الى الكنائس او المعابد لتشهد خشوع المصلين اينما كانوا في وضعية الصلاة ? كما ترى ان المصلين الذين يملؤون المساجد ليسوا سوى ارهابيين او مشاريع ارهابية طبعا اختيارها لهذه الكلمات ليس بريئا وتعني ان الاحتشاد يليه الطوفان اي الاجتياح ... انتشار, انها تولد لدى القارىء رؤيا قيامية وتذكر بالخطاب ( الضد الكهنوتي) في اوروبا في القرن التاسع عشر وفي فرنسا اثناء فصل الدولة عن الكنيسة انها تزرع الحقد مكان الحب والاستعباد بدل الحرية كما تغدق بالمديح للثقافة الغربية التي ترى فيها انها متفوقة على الثقافة الاسلامية . الكتاب كان موضوع بحث للعديد من المحللين واعترض عليه الكثير من المفكرين والمدافعين عن الاسلام مثل الكاتب الفرنسي برنارد هنري ليفي وقد اثارت نقمة ممثلي جميع الايديولوجيات والديانات . الفيلسوف الفرنسي آلان فانكيلكرو اعتبر ان اوريانا واقعة تحت تأثير عنصري كبير, الاب جان آرنو دوكليرمون رئيس الاتحاد البروتستانتي في فرنسا يقول ان الكتاب مثير للاشمئزاز . الرابطة الدولية ضد العنصرية ( ليكرا) طالبت بمنع الكتاب من التداول . لقد جمعت اوريانا ثروة كبيرة من نشر هذا الكتاب حيث بيع منه في ايطاليا مليون نسخة ونصف مليون نسخة في باقي انحاء اوروبا . اما كتابها الاخير بعنوان (قوة الحق) والذي تندد فيه بضعف الكنيسة الكاثوليكية امام العالم الاسلامي ألب الوضع ضدها لان قداسة البابا الجديد ومنذ عظته الاولى اكد على احترام الاديان الاخرى وتطرح في الكتاب فكرة ان اوروبا صارت مقاطعة اسلامية ووصلت بها الجرأة الى القول ان اوروبا ليست الا مقاطعة اوروعربية تم بيعها . لم توفق فالاتشي في التحريض على الحقد العرقي فقد تم اتهامها من قبل المحكمة الفرنسية ثم من قبل قاض في بيرغام بتهمة التشهير بالاسلام هذ القرار كان قد اتخذ ايضا من قبل وزير العدل الايطالي روبرتو كاسيتيلي وباسم حرية التعبير صحيح ان هذه العبارة مقدسة لكن قداسة وعراقة حرية التعبير تختلف اختلافا كليا عن التشويه والتحريض على الحقد العرقي وهذا ما ارادت المحكمة الايطالية ان توضح الفرق بينهما صيانة لقانون الحريات العريق في اوروبا والذي دفعت ثمنه غاليا. |
|