تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قبل هدم الصالات

رؤية
الاحد 17/7/2005م
محمد قاسم الخليل

في العصر الذهبي للسينما نشط بناء الصالات في المدن السورية الكبرى , وأقيمت في دمشق صالات كبرى تعتبر الآن الأكبر في الوطن العربي ,

وقد جرى الحفاظ عليها بقرار يمنع تحويلها إلى منشآت أخرى , ولكن قد لا تفتخر دمشق بهذه الصالات في وقت قريب , وربما يأتي مهرجان دمشق السينمائي بعد القادم ولا نجد صالات لعروضه .‏‏‏

فالمؤشرات تدل على موافقات لهدم عدد من الصالات لبناء أبراج تجارية على أن يخصص صالة صغيرة منها للعرض السينمائي .‏‏‏

نتمنى التروي قليلا قبل تنفيذ حكم الإعدام بالصالات السينمائية , ولاسيما تلك التي تمتلك جمالية خاصة , وأصبحت مع مرور الزمن معلما من معالم المدينة , وتحديدا صالات الزهراء والسفراء ودمشق , فالزهراء مثلا يمكن أن تكون دار أوبرا ولا تحتاج إلا إلى القليل من الإصلاح والترميم .‏‏‏

ونشير إلى أن أغلب الصالات الكبيرة فيها إشكالية تتعلق بملكية عامة , فالزهراء مثلا تقوم فوق مسرح الحمراء التابع لوزارة الثقافة , فهل يهدم هذا المسرح أيضا ونعطى بدلا عنه مسرحا صغيرا ? كما تملك وزارة المالية أكثر من نصف صالتي السفراء والخيام , ونتمنى أن يكون مصيرهما بيد المالية , لعلها تكون أرحم بهما .‏‏‏

ونسأل لماذا يتم شراء هذه الصالة الرحبة من قبل جهة عامة أو إجراء عملية تبديل ملكيتها بمبان حكومية في أماكن أخرى .‏‏‏

سيقال إن هذه الصالات أصبحت خاسرة , ربما معهم حق في هذه , لكن نسأل لماذا لم يتم تجديدها ¯ وبالتالي تتمتع بإعفاءات ضريبية ¯ لاسيما أن الأصوات السينمائية الرسمية تؤكد أن السينما تجارة رابحة إذا تم تجديد الصالات واستقدمت أفلاما عالمية جديدة .‏‏‏

والأهم من ذلك كله أن الأبراج المقترحة ستكون شاذة عمرانيا في الأماكن التي تقوم عليها في وسط المدينة , ومن حق أهل دمشق وزوارها أن يسيروا فيها دون أن تصدم أعينهم الأبراج , والاحتمال كبير أن تسري عدوى الأبراج إلى الأبنية المجاورة للصالات .‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية