|
حديث الناس وبطبيعة الحال فإن جزءاً من دور الصحافة ووسائل الاعلام, هو في الكشف عن هذه الذيول وفي توسيع هامش الشفافية والوضوح في تلك العلاقة, وهذا مايؤرق بالطبع البعض من مفاصل العمل والادارة, الذين لاتروق لهم هذه الشفافية وهذا السعي, فيعمدون الى الانتقام بطريقة او بأخرى من الاعلام اولا, ثم ممن كان شفافاً وصريحا معه في مؤسساتهم واداراتهم ثانياً! ولسنا نتحدث عن حالة هنا او هناك, ولا عن هوامش طارئة او عابرة على حواف علاقة الاعلام بالاصلاح, بل عن ظاهرة تتسع وتكاد تعم, وتودي بالكثير من الجهد والمال العام, وايضا بالكثير من العاملين الاكفاء الذين نحتاجهم ونبحث عنهم, لكنهم وبجرة قلم يغيبون ويحبطون, فنخسرهم مرتين, الاولى عندما افتقدنا لخبراتهم وفاعليتهم, والثانية عندما حشروا في امكنتهم من لايستحقون? ولايقتصر التغييب او التحطيم على العامل او الموظف البسيط, بل قد ينال حتى من المديرين, ولكل منهم طريقة وادوات, العزل او النقل او اساءة السمعة او غيرها, غير ان اسوأها ماكان بتهمة تسريب المعلومات الى الصحافة. والمفارقة الصارخة هي في ان الكثيرين من العاملين, وخوفاً او تفادياً لرد فعل المديرين, يحجمون عن الادلاء بمعلومات وحقائق الى الصحافة, اي يشاركون في التعمية والتضليل, فيكافؤون, في حين ان الكثيرين ايضا يقدمون الدلالات والوثائق على الفساد والمفسدين, فيعاقبون, وحكاية دكتور مهندس ورئيس دائرة التنفيذ في مديرية اتصالات السويداء شاهد حي على المفارقة, عوقب بسحب السيارة (بيك اب) الخاصة بالعمل اربعين يوماً, بمعنى ان تنفيذات المدينة كلها عوقبت للفترة ذاتها, ثم جرى تدبيج كتب ومحاضر مذيلة باقتراح عزله واستبعاده, وجاءت النتيجة بالموافقة ?! تكتب الصحافة وتنشر, ويدبج المعنيون بالنشر ردوداً صميدعية تجعل من بحر الاصلاح طحينة, فإذا كانت الكتابة مغرضة فهذا يعني اننا في احسن حال .. وهذا ليس صحيحاً كما تشاهدون, واذا كانت الردود هي المغرضة, فهذا يعني اننا نعاني, وهذا هو واقع الحال ! |
|