|
علوم ومجتمع من كل عام طرح صندوق الأمم المتحدة للسكان هذا العام شعاراً (المساواة= ازدهار) لأن المساواة بين الرجل والمرأة تؤدي الى نتائج عديدة من أهمها تحسين نوعية الحياة للمرأة والأسرة والمجتمع والدولة بشكل عام. وهو يقدم المساعدة للبلدان النامية والبلدان التي تمر اقتصادياتها بمرحلة انتقالية وغيرها من البلدان بناء على طلبها لمساعدتها على معالجة قضايا الصحة الإنجابية والقضايا السكانية ويعمل على إثارة الوعي بهذه القضايا في جميع البلدان منذ بداية تأسيسه في سنة 1969 وأما مجالات عمله الرئيسية الثلاثة فهي المساعدة على ضمان حصول جميع الأزواج والأفراد على خدمات الصحة الإنجابية بما في ذلك خدمات تنظيم الأسرة والصحة الجنسية ودعم الاستراتيجيات المتعلقة بالسكان والتنمية. إذ إن التفرقة بين المرأة والرجل تبدأ داخل البيت فور أن يغلق الباب على الزوجين وهما عروسان وقد تعود الرجل عبر تاريخ طويل أن يحول المرأة الى مكان هامشي داخل البيت ويعاملها باستمرار على أنها ( مواطنة) من الدرجة الثانية وربما من الثالثة, دورها يقتصر على الاستجابة لرغباته وانجاب الأولاد وتربيتهم وفوق هذا وقبله عليها أن تكون الخادم الأمين الذي يطيع الأوامر ولا يرفض أبداً ما يملى عليه وتعودت المرأة في الماضي قبول ذلك والخضوع له فهي تسبح بحمد (سي السيد) وكل همها أن ترضيه وتسعى الى ذلك بكل ما تستطيع وليس من حقها أن تشكو أو تعارض أو أن تتذمر وكان عملها خلال القرون ما عبرت عنه الحكمة اليابانية ( البيت الذي تقوم فيه الدجاجة بعمل الديك يخرب) دون أن يعرف أحد ما عمل الديك وما مهمة الدجاجة? وللأسف حتى في بعض المناهج والكتب التعليمية كانت تقول(هو يكتب) (هي تطبخ). قنعت المرأة بهذا الدور عصوراً طويلة لكن الإنسانية لم تعدم وجود نساء تميزن واستطعن فرض أنفسهن على الرجال أمثال بلقيس في اليمن وسمير اميس في العراق وغيرهن من النساء اللواتي لم يرغبن بأن يبقين دمى داخل جدران المنزل إنما انطلقن وعملن وحكمن . أما اليوم فقد تغيرت جميع المعايير والمفاهيم وأصبح وجود المرأة في كل مكان ضرورة وحاجة ملحة لتطور المجتمع لأنها تشكل نصفه فهي أصبحت كالرجل وإن كثرة الأولاد تؤثر سلباً على أداء عمل المرأة لأن الزيادة السكانية هي أخطر التحديات التي تواجهها دول العالم الثالث وفي قلبها الوطن العربي وكل الإحصائيات الحديثة تشير الى أن إنجاب عدد كبير من الأطفال أمر غير مرغوب فيه في المجتمعات المعاصرة والغريب أن كتب التربية الحديثة والعناية بالطفل لايقرؤها إلا الأسر التي تنجب طفلاً أو طفلين. إن الأشخاص المشتغلين بالفكر يكتفون دائماً بطفل أو طفلين لذلك فإن التأكيد على تعليم الفتاة وعلى تحصيلها العلمي ما بعد المرحلة الثانوية بات ضرورة ملحة لأنه يزيد من طموحها ووعيها ويوسع أفقها.. فالأسرة الصغيرة تستطيع أن تقدم كل ما تملك من طاقات ورعاية لأطفالها أما الأسرة الكبيرة فإن أطفالها يتحملون المسؤولية في وقت مبكر ربما أكثر مما تتحمله أعمارهم الصغيرة ما يؤدي لحرمانهم من أبسط حقوقهم بالتمتع بطفولتهم. وفي ظل جميع القرارات التي تتخذ بشأن تنظيم الأسرة يراودني سؤال هام: لماذا لا يجرى تعديل على البطاقة العائلية التي تتضمن خانات لتسجيل عشرين ولداً? متى سيتم تعديل وتغيير البطاقة العائلية بتخفيض عدد صفحاتها وبهدف إيصال رسالة لبعض الأسر بتنظيم أسرهم وتقليص عدد أفرادها. وتبقى المقولة المهمة هي أن اختيار عدد قليل من الأطفال في الأسرة الواحدة مهم جداً لكي تستطيع هذه الأسرة اتباع أفضل الطرق لتنشئتهم فطفل قوي ومتعلم يضيف قوة وشموخاً لمجتمعنا الخلاق الذي يحتاج لأن نفكر مرتين كي نعرف ما العدد المناسب الذي نستطيع أن نرعاه نفسياً واجتماعياً وليس مادياً فقط وذلك منعاً للتعرض لضغوط نفسية ليست في الحسبان. |
|