تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأمن بالأمن

إضاءات
الأربعاء 18-9-2019
عبد الرحيم احمد

كيف يمكن أن يتصور النظام السعودي أنه سيبقى في مأمن وطائراته تقوم بتدمير اليمن وتهديم بيوته فوق رؤوس أصحابها؟

أو أن ينعم بالأمن وعائدات النفط وقواته تقوم بحصار الشعب اليمني وتحرمه من أبسط احتياجاته في الغذاء والدواء؟‏

لا يعتقدن عاقل في تلك العائلة المالكة بأن يشن حرباً على اليمن تحت اسم «عاصفة الأمل» دون أن يطوله شيء مما يرتضيه لأطفال اليمن ونسائه وشيوخه، وما حصل بالأمس من استهداف لمنشآت شركة أرامكو السعودية للنفط هو بعض «الأمل» الذي حملته طائرات العدوان السعودي إلى مشافي اليمنيين ومدارسهم وبيوتهم.‏

الأمن بالأمن قاعدة لليوم والمستقبل بعد أن نهضت الشعوب المظلومة والدول المستهدفة في عيشها وأمنها ومستقبل ابنائها، والمثال واضح على حدود لبنان الجنوبية، فلا جبروت العدو الإسرائيلي ولا قوته العسكرية وفرت له الحماية، ولا قببه الحديدية أشعرت مستوطنيه بالأمان المزعوم، فأصل الأمن أن تمنحه لغيرك فيعود إليك، وأصل انعدامه عدوان يرتد عليك.‏

النظام السعودي أشعل منطقة الخليج في حرب لا يعلم نهايتها، واستجر إليها دولاً لا ناقة لها بها ولا جمل، واليوم يستنجد بالعالم لإنقاذه من ورطته الكبرى مطالباً بالحفاظ على أمن الطاقة الذي كان له الدور الأكبر في تهديد مصادرها عبر مضيق هرمز.‏

وفي الجوار يتحدث رأس النظام التركي عن الأمن و»المنطقة الآمنة» وهو يدرك تماماً أن التهديد الأمني الذي تواجهه تركيا اليوم هو من صنع يديه بعد أن حول بلاده إلى مقر وممر لمرتزقة وإرهابيين استقدمهم من مختلف أنحاء العالم لمحاربة الدولة السورية.‏

تركيا لم تشعر يوماً بتهديد أمنها كما اليوم، والسبب هو نظامها الذي عمد إلى ضرب الأمن في سورية ودعم الإرهاب والفوضى فيها، فلا بد أن الشرور مرتدة عليه.‏

لقد حان الوقت أن تدرك الأنظمة المعتدية في المنطقة، تلك التي مولت وسلحت الإرهاب ودعمت الفوضى والتطرف وشنت الحروب، أن شراء الأمن بالأمن وليس بأي شيء آخر، فلا أساطيل الدول العظمى ولا خزائن الذهب والدولارات ولا ناقلات النفط بقادرة على توفير الأمن لدولة في العالم.. كفوا عن إشعال الحروب والتوترات وستنعمون بالأمن وعائدات النفط وما شئتم غير ذلك.‏

عبد الرحيم أحمد‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية