|
ثقافة
يبداً بديع صقور كتابه الشعري بقصيدة تحمل اسم «أزهار تغتسل بفجر الريح», وهي مرثية جنائزية لمشهد مضطرب يقول فيها: الشقائق جنازات تعتمر خصر المدن, الشقائق تشاكس عطرها, شقائق النار تغسل لون ثغرك المبلل بالظلام, البيادر تعتمر قبعة المواسم, هكذا «جنرال» غابات الاستواء, يحاصر الفراشات دائماً, يحاول أن يوقف زحف المطر. التاريخ السوري المرصع بالقيم الكبرى يستلهمه الشاعر في القصيدة التي سمى الديوان بها فيتلو بياناً على لسان الشاعر السوري ميلاغر الذي عاش في العصر الهيلينستي فيقول: أيها العابر.. أيها الغريب.. وأنت أيها المبشر بنبوءات الظلمة, وفوضى المارقين, إن مررت من هنا وشاهدت أرضاً مغطاة بالورود والشقائق هذي أرض سورية. في الديوان ثمة قصائد تهتز لها القافية تضج بالمفردات العذبة والمعاني السامية, ففي قصيدة (القاتل لايزرع ورداً) نجد الشاعر يدافع عن وطنه بالكلمة فيقول: هيا ابتعدوا عن هذا القبر اتركوا السيف, دعوا الزنبقة تتفتح, ضعوا السعفة على الصدر المسجى فوق سرير الموج... خلوا الزورق يجري بسلام. وجاء على الغلاف: تمضي ياأمي وقد كبرنا, بعثرتنا دروب الرغيف فوق هاتيك الضفاف, وعلى أغصان اليباس أزهر الموت, وترقرق الدمع غربت الشمس, طارت عصفورة الروح ولامن يهزّ, سرير الصباح. |
|