|
عين المجتمع ليتمثلا في قامة فنان أو مطرب يصدح بالألحان .. أهو الفن و الطرب الذي بات حلماً يداعب مخيلة الأطفال .. لتحقيق الشهرة و اقتحام عالم النجومية و الأضواء بلمح البصر !! أم هو الانبهار بالفنانين و الطموح باختصار المسافات نحو الحلم المنشود في الاصطفاف بين نجوم لامعة ، و التمتع بمزايا استثنائية سحرية تتيحها شهرة ، واختزال المشقة بعيداً عن التحصيل العلمي بوقفة تمايل والاستغراق طرباً .. على خشبة الأمنيات حطت أحلام بريئة للمشاركة في مسابقات مستنسخة معدلة عربياً ، مدعومة برغبات أسرية جمة بالكشف عن مواهب غنائية واعدة بقامات صغيرة ، يحدوها انبهار طفولي بأضواء مسرح بتقنيات عالية، وتصفيق حار من جمهور مشدوه بمواهب طفولية تنمو في تربة وطن عربي يتضور جوعاً و يتمزق تشرداً و ينزف من حدوده كافة ، و الحجة .. ترفيه عن أطفال زمن الأزمات والكشف عن مواهبنا الاستثنائية في الغناء، وكأننا قد انتهينا من بناء الذات والوطن، ونفضنا عنا لقب شعب عالم ثالث ، وحان وقت الأنس و الطرب . بين الأمنيات و الخيبات تتخبط ردود أفعال طفولية .. بين البكاء فرحاً أو انكسار أحلام على خشبة مسرح ، قد تكون تجربة قاسية نفسياً إن كان الاستقصاء رداً حاسماً من قبل لجنة حكم تفصل مقاييس الكبار على الصغار صوتاً ، و تُبهر باستغراق أطفال بأحاسيس العشق و الغرام و لوعة الفراق بأغان لا تقارب مشاعر البراءة .. فمن الصعب أن تواجه طفلاً يحمل موهبة بكلمة « لا » ، كما من غير المنصف أن نطالب الأطفال بتقمص مشاعر الكبار ، في منافسات إن قصدت كشف موهبة لتقودها نحو الشهرة، إلا أنها غير مدروسة نفسياً و تربوياً ، ففي الطرف المقابل هناك طفل خاسر سيعاني رفضاً ، كما أن صخب الشهرة ألا يخدش براءة طفل استبعد عن دوام مدرسة للمشاركة في مسابقة لا تمت لعالمه بصلة ؟ |
|