|
|
مجتمع-فواصل ليس غريبا على هذا الشعب الأسطوري أن يمتلك هذه الإرادة اللا متناهية للفرح والحياة والإصرار على مواجهة الحزن والألم والوجع بمزيد من الفرح و الرضا الذي لا يحده حدود بقضاء الله وقدره يقينا وإيمانا ثابتا بالخلاص والنصر القريب. أم خالد ..إحدى الرموز الصارخة في إصرارها وإرادتها على امتلاك الفرح والبحث عنه بين ثنايا الوجع والحزن الذي بات يلف السوريين من كل اتجاه. ام خالد..امرأة كالكثير من النساء السوريات التي اجبرها الإرهاب وأسرتها على ترك منزلها في مدينة (جسر الشغور) لتستقر مؤقتا في احد أحياء دمشق، حيث استطاعت بإرادتها الصلبة أن تغير وجه الحياة في المكان الذي تقيم فيه من خلال إرغامها جميع سكان البناء على الاجتماع في منزلها كل أسبوع لتستقبلهم هي و وزوجها وأولادها بكل فرح وإقبال وإرادة على الحياة و لا تكاد تنتهي السهرة حتى يكاد الفرح و الأمل يرتسم على وجوه كل الحاضرين، الفرح الذي بات عملة نادرة في هذه الظروف العصيبة التي تجتاح السوريين. أم خالد ..امرأة تشبه الكثير من نساء هذا الوطن اللواتي يأبين الاستسلام للوجع والحزن والدموع، لأنهن يمتلكن تلك الإرادة الخارقة للحياة والسرور واستعادة كل ما خطفه واغتالته يد الإرهاب. أم خالد.. أنموذج المرأة السورية التي أذهلت العالم بصمودها وشجاعتها وإصرارها على الحياة رغم أوجاعها وأحزانها التي أبت أن تحدثنا عنها حتى لا يجد الإحباط مكانا يتسلل منه إليها، أم خالد، المرأة التي تمسح دموعها بيد، وتدافع باليد الأخرى عن المستقبل والفرح والأمل بغد مشرق وضاء يعيد البسمة والطمأنينة إلى وجه الوطن، وقد انتصرت إرادة الحياة على إرادة القتل والموت. |
|
