تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جرائم ضد الإنسانية

نافذة على حدث
الأحد 17-1-2016
 منير الموسى

ليست مئات بل آلاف الضربات الإرهابية استهدفت المدنيين في المدن السورية كافة، بقذائف صاروخية مع مسلسل قذائف الهاون، أو بمجازر تقطّع فيها الرؤوس وتُأكل الكبود،

أو بسيارات مفخخة. وكل من سكت عنها دولياً لا يخفى على أحد، فهو من النادي الأميركي الصهيوني الذي دأب على القيام بحملات إبادة جماعية لأبناء سورية على مدى 5 سنوات بوساطة الجماعات الإرهابية. وآخرها التفجيران الإرهابيان في حي الأرمن في حمص وقرية طوق الملح في الحسكة.‏

لا تستطيع الولايات المتحدة ولا حلفاؤها، الاختباء وراء الإصبع عندما يزعمون محاربة الإرهاب، بل هم في قلب غرف عمليات داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية التي تقوم بدعم منهم بمصادرة المساعدات الإنسانية وبحصار المدن السورية واستخدام المواطنين السوريين كدروع بشرية وكورقة ضغط على الحكومة السورية، هي جريمة حرب يتحمل تبعاتها الأخلاقية كل من دعم ومول الإرهاب لتحقيق أهداف جيو إستراتيجية على حساب الأرواح والممتلكات.‏

أما العقوبات الدولية التي فرضتها تلك الدول على الشعب العربي السوري فتأتي بنفس الاتجاه ولا تقل إيلاماً عن جرائم الحرب، ولكن الأدهى أن الأمم المتحدة لم تستطع أن تُدرج جريمة تجنيد الإرهابيين وتدريبهم لارتكاب المجازر كجريمة ضد الإنسانية تتحملها أولاً تركيا والسعودية وأميركا.‏

إن الرئيس الأميركي أوباما وبطانته بانتهاكاتهم الخطيرة للقانون الدولي لن يخرجوا أبطالاً بحجة أنهم فعلوا كل ما فعلوه لمصلحة الولايات المتحدة للحفاظ عليها كدولة عظمى، والجرائم ضد الإنسانية لا تتقادم مع الزمن، وستضاف إلى تاريخ الولايات المتحدة الأسود الذي خطته في كل حروبها، وجرائم اليوم لا تقل فظاعة عن جرائمها في هيروشيما وناغازاكي وفيتنام..‏

إن أي حل سياسي في سورية يكون أولاً بوقف دعم الإرهاب وسحب المجموعات المرتزقة الأجنبية من سورية، وعندها يكون الحل قد أُنجر بمعظمه وتُحل المشكلات الإنسانية التي يتسبب بها الإرهاب وداعموه. ومن الدناءة أن تقوم دول أجنبية تدعم الإرهاب بفرض شروط مسبقة على سورية بمحاولة فرض نفسها طرفاً في أي عملية سياسية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية