تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث .. الإرهاب «المعتدل».. ورقة للخلط ونسف التفاهمات!!

الصفحة الاولى
الأحد 17-1-2016
كتب ناصر منذر

تتسارع وتيرة اللقاءات والاتصالات الدولية والإقليمية لدفع الجهود نحو إيجاد تسوية سياسية للأزمة، والاندفاع الأميركي يبدو في ظاهره جنوحا فعليا نحو الحل السياسي، ولكن باطنه يخفي رغبة أميركية بالتملص من اتفاقات فيينا،

أو على أقل تقدير محاولة لإعادة إنتاج تفاهمات مختلفة، والترويج لها في «جنيف» القادم، والعرقلة الواضحة لعملية تحديد قائمة التنظيمات الإرهابية، مردها في الأساس أن أميركا وأتباعها يريدون تعويم المعارضة المنتجة في الرياض كممثل وحيد، بما فيها تنظيما ما يسمى أحرار الشام وجيش الإسلام الإرهابيين.‏

انجازات الجيش في الميدان، وما تمثله من ورقة أساسية على طاولة جنيف القادم، تريد الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها المعطل للحلول، سحبها من التداول السياسي، عبر الالتفاف بطرق ملتوية، ليس أولها محاولة استخدام الورقة الإنسانية المرتكزة على تزوير الحقائق، أو محاولة تشويه صورة العمليات العسكرية الروسية ضد الإرهاب، من خلال حملة مزاعم كاذبة، على غرار ماجرى خلال الأيام الماضية، والتي من المرجح أن تزداد وتيرتها قبل انعقاد اللقاء القادم في جنيف.‏

الاهتزازات في المواقف الأميركية تشير إلى حقيقة أن النية في إيجاد حل ينسجم مع رغبات السوريين وحدهم، ووفق شروطهم، لم تنضج لدى إدارة أوباما بعد، التي ما زالت حتى اللحظة تراهن على إرهابييها «المعتدلين»، الذين تعدهم ورقتها الرابحة في أي مفاوضات، ولذلك لا أحد يستغرب عملية تأرجح المزاج الأميركي وتقلبه بين يوم وآخر، ولاسيما أن الولايات المتحدة اعتادت على قول الشيء ونقيضه في آن، فهي تدعم الإرهاب على الأرض، وتترك باب التفاوض مواربا تحسبا لفشل خياراتها الأخرى، على أمل أن تتغير موازين القوى لمصلحة تنظيماتها الإرهابية، وتصبح قادرة آنذاك على ابتزاز الحكومة السورية وحلفائها.‏

ومع استمرار حالة التغيير الحاصل في قواعد الاشتباك السياسي والعسكري لمصلحة سورية وشعبها، من غير المستبعد أن تتشبث الدول الداعمة للإرهاب بوفد آل سعود، الذي يخضع حاليا لدورات استثنائية في فن المراوغة والكذب، على يد الاستخبارات الغربية، وهذا وحده كفيل بتمييع عملية المسار السياسي وتفريغه من مضمونه، حيث إن مستقبل سورية لا يمكن بحثه مع طيف واحد من «معارضة» لا تمثل حتى نفسها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية