تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حاضنة تقانة المعلومات.. فكرة قد تغيّر عالمهم وتحتضن أحلامهم !!

شباب
الأثنين 14-2-2011م
هزار عبود

شعار يسعى لاحتضان أفكار الشباب و طموحاتهم وترجمتها على ارض الواقع.

من خلال حاضنة تقانة المعلومات التي تتخذ / فكرة قد تغير العالم /عنواناً لها لتمسك بأيدي الشباب و تحتضن مشاريعهم و تدخلهم سوق العمل من أبوابه العريضة.‏

فلم تعد الشهادة العلمية الأكاديمية وحدها مخولة لدخول الشباب عالم الأعمال.. بل لابد من وجود الخبرة, والأهم المعرفة بكيفية تسويقهم لأنفسهم وأعمالهم. وهو ما توفره اليوم الكثير من المشاريع الشبابية والتي تعد الحاضنات جزءاً منها‏

لذلك كانت لنا وقفة عند تجارب عدد من الشباب الراغبين بتأسيس مشروعهم الخاص و تقديم أفكار جديدة وطرحها إلى سوق العمل.‏

عالية دريبس خريجة هندسة معلوماتية تسعى مع صديقتها سوزان إلى تأسيس مشروع فكرته الأساسية تقديم برمجيات تدعم اللغة العربية حاسوبياً ,وخطوته الأولى بدأت بطرح برنامج يحول الكتابة إلى كلام بمعنى يمكن للمستخدم كتابة أي شيء يقوم البرنامج بتحويله وله الكثير من التطبيقات أهمها / قارئ المواقع العربية / , فحدثتنا عن تجربتها التي بدأتها بالمشاركة في مسابقة فكرة لدورة 2007 و حصلت فيها على المركز الأول, و بهذه الطريقة تم احتضان مشروعها, تقول لنا:‏

استطاعت الحاضنة أن تؤمن لنا كل مستلزمات البنية التحتية لكي ننطلق بمشروعنا , بالإضافة إلى دورات اختصاصية تتعلق بإعداد خطة العمل و الأمور التسويقية التي لم نكن نعرفها وأتاحت لنا الفرصة للمشاركة في المعارض و المؤتمرات التي لا نستطيع المشاركة بها سابقا أو المكلفة ماديا ,فسعت إلى تأمينها لنا كالمشاركة بمعرض شام أو غيره من المعارض‏

كما وفرت الحاضنة لنا شبكة علاقات من خلال التواصل مع جهات و أشخاص مهمين قد يصبحون فيما بعد من الزبائن أو المستثمرين.‏

وفي ركن آخر التقيت بسوسن السيد التي بدأت منذ الشهر الثالث بمشروعها التقني الذي يقوم على تحويل الكلام الشفهي إلى مكتوب وهدفه نشر تطبيقات اللغة العربية التي تعتمد على تقنية تتعرف على الكلام ,و الجديد في مشروعها هو إتاحة نظام يستطيع التعرف على الجمل الطويلة و اللهجات المختلفة وليس فقط على اللغة الفصحى, بالإضافة إلى عدد من الأفكار الجديدة التي قد توفر الكثير من الجهد و الوقت باعتبار أن الحاسوب بات جزءا أساسيا في الكثير من مجالات العمل.‏

وعن الدعم الذي تقدمه الحاضنة تقول لنا :‏

أعتقد أننا لو بدأنا مشروعنا بأنفسنا لواجهتنا صعوبات كثيرة سواء فيما يتعلق بالتكاليف المادية أم بعدم القدرة على الاستعانة بهذا العدد من الموظفين الذي توفره الحاضنة, والاهم هو المكان الذي تؤمنه الحاضنة لإدارة مشروعنا‏

أما عبد العزيز عباس مهندس شبكات و خريج جامعة دمشق فقد استطاع الانطلاق بمشروعه ضمن الحاضنة و تمكن من الحصول على عوائد مادية لتوسيع مشروعه وذلك خلال مدة سنة واحدة فقط ,و قد حدثنا عن التسهيلات التي قدمتها الحاضنة حيث قال:‏

أكسبتنا الحاضنة الخبرة في مجال إدارة العمل من النواحي الاستشارية و التسويقية, بالإضافة إلى كيفية وضع الأسعار و التعامل مع الزبائن, ومن خلال محامين داخل الحاضنة تمكنا من الاطلاع على النواحي القانونية المتعلقة بأمور العمل‏

هدفنا.... دعم الشباب‏

وهو ما أكدته نائبة مديرة حاضنة تقانة المعلومات سماح راغب ,و التي أوضحت لنا بداية فكرة الحاضنة و هدفها حيث قالت لنا:‏

حاضنة تقانة المعلومات هي جزء من الجمعية السورية للمعلوماتية ,والهدف الأساسي منها هو دعم الشباب الذين يملكون طموحاً أو فكرة معينة لتأسيس مشروعهم الخاص.‏

وليس مهماً حصولهم على شهادة علمية في اختصاص معين بل يكفي أن يمتلكوا أفكاراً جديدة في مجال تقانة المعلومات و الاتصالات‏

وبالنسبة لفترة الاحتضان, تقسم إلى فترة الاحتضان المبدئي ,و مدتها تتراوح من 3-6 أشهر،و تقوم مجموعات الشباب التي تؤسس لمشروعها الخاص خلال هذه الفترة بوضع خطة العمل و البدء بتنفيذها , و بعد انقضاء هذه المدة يتم تقييم عملهم من قبل لجان مختصة‏

وعندها تختار اللجان من يمتلك رؤية واضحة لمشروعه أو مجال العمل الذي يخوضه لينتقل إلى مرحلة الاحتضان الفعلي ومدتها سنة و نصف.‏

وبالنسبة للخدمات التي تقدمها الحاضنة لدعم المشروعات الشبابية، تتابع :‏

أولاً, تؤمن المكان, فالحاضنة هنا مجهزة بعدد كاف من المكاتب تتخذ كمقرات لإدارة مشاريعهم‏

بالإضافة إلى ما يحتاجونه من تجهيزات حاسوبية ومكتبية أو أعمال سكرتارية لخدمة هذه المشاريع وتقام دورات تدريبية تتعلق بإدارة الشركات و كيفية تسيير أمورها كما يتم تخصيص مبالغ مادية لا بأس بها توضع في حسابهم بحيث يستطيعون الإنفاق على مشروعهم ,و المبالغ المادية تتفاوت حسب طبيعة المشروع ويتم تقدير ذلك من قبل لجان مختصة‏

فالحاضنة جهة غير ربحية الهدف الأساسي منها دعم ومساعدة الشباب في مجال ريادة الأعمال وتأهيلهم ليكونوا قادرين على البدء بمشروعهم الخاص ودخول سوق العمل‏

وعن مسابقة /فكرة قد تغير العالم / قالت : استناداً لتوجه الحاضنة لدعم الشباب و أفكارهم و مكافأتهم على الأفكار المتميزة توجهنا بهذه المسابقة لطلاب الجامعة الذين يقدمون مشاريعهم في السنتين الرابعة و الخامسة، وخلالها يطرح الشباب أفكارهم و يحصلون على جوائز مادية قد تمكنهم من تحويل فكرتهم إلى مشروع حقيقي‏

كما أكدت وجود خطة لتوسيع فكرة الحاضنة لتصل إلى الشباب في محافظات أخرى، فقد تم افتتاح حاضنة لتقنيات المعلومات في محافظة حمص تغطي المساحة الجغرافية, و تأسيس حاضنة أخرى في محافظة اللاذقية ,و خلال الفترة القادمة سيتم الافتتاح الرسمي لهاكما يتم تجهيز حاضنة تقانة معلومات في محافظة حلب‏

تجربة... انطلقت من رحم الحاضنة‏

الشاب حسان مهندس معلوماتية كانت له تجربته الخاصة في هذا الموضوع ,حيث بدأ مشروعه مع عدد من أصدقائه كفريق واحد داخل الحاضنة, قال :من خلال تجربتي التي استمرت مدة سنة و شهرين داخل الحاضنة اكتسبت الخبرة الكافية في مجال إدارة المشروع ,فنحن كطلاب لم نكن نمتلك الخبرة سواء فيما يتعلق بالحسابات أم بتسويق المنتج إلى الشركات, ولا بكيفية دراسة السوق والاهم توفيرها للكثير من التكاليف المتعلقة بتأمين مقر المشروع وتجهيزه ما أفادنا كثيراً للانطلاق، ولكن بعد انقضاء فترة الاحتضان و العمل خارج الحاضنة وجدنا أن فكرة مشروعنا تحتاج إلى المزيد من الاكتساب و التعلم في الجانب التقني للمشروع‏

لذلك لابد أن تهتم الحاضنات بهذا الجانب بشكل أكبر، فما لاحظته اهتمامها الكبير بما يتعلق في إدارة العمل في الوقت الذي قد يواجه المشروع الكثير من المشاكل التقنية.‏

إلا أن مثل هذه المشاريع الشبابية مفيدة إلى حد كبير لأن معظم الشباب الآن ليست لديهم فكرة عن عالم الأعمال فهي قد تهديهم إلى الطريق الصحيح فحاضنة تقانة المعلومات شمعة أمل جديدة تضيء أفكار الشباب وتجاربهم لبث روحهم الخلاقة في كل مكان.‏

**‏

لم تعد الشهادة العلمية الأكاديمية وحدها مخولة لدخول الشباب عالم الأعمال00 بل لابد من وجود الخبرة, والأهم المعرفة بكيفية تسويقهم لأنفسهم وأعمالهم‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية