تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هــل كــانت سـَـــنَتهم صوتهم؟

نشاط الشـباب
الأثنين 14-2-2011م
لينا ديوب

تنوعت أشكال الاهتمام بالشباب خلال السنوات الأخيرة الماضية، منها مثلا تخصيص يوم عالمي هو الثاني عشر من آب ، يشكل مناسبة للتذكير بقضاياهم على تعددها واختلافها، ومنها أيضا تسمية العام 2010-2011السنة الدولية للشباب التي أعلنتها الأمم المتحدة اعتبارا من آب الفائت، تحت شعار سنتنا صوتنا وفي إطار موضوع االحوار والتفاهم المتبادل.

ومن قاعة رضا سعيد للمؤتمرات بجامعة دمشق انطلقت سنتنا بمشاركة عدد من الوزارات والاتحادات والهيئات والجمعيات الأهلية السورية بالإضافة إلى وكالات الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية دولية وبعثة الاتحاد الأوروبي في سورية. وكان إسماعيل ولد الشيخ أحمد «الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سورية» قد قال انه سيتمّ التركيز، خلال سنة الشباب هذه، على نشر الحوار والتفاهم بين الأجيال والثقافات والديانات، بهدف تعليمهم على الإصغاء باهتمام، والتعاطف مع الآخرين، والاعتراف بتباين الآراء، والقدرة على حلّ الخلافات.‏

واليوم بعد مضي أكثر من ستة أشهر على انطلاق تلك السنة نسأل كيف انعكست تلك الأهداف على برامج الجهات العاملة مع الشباب وهل لقيت الاعلان الكافي عنها، وبالتالي تواصلا فعليا مع الطرف الأساسي وهو الشباب؟‏

شباب الألفية المقبلة‏

دولياً شاركنا في المؤتمر العالمي للشباب الذي عقد في مدينة ليون غوانا خواتو المكسيكية تحت شعار «شباب الألفية المقبلة وفعالياته في ظل اهتمام عالمي بالسنة الدولية للشباب»، عبر وفد من اتحاد شبيبة الثورة و الاتحاد الوطني لطلبة سورية. وقدم المشاركون منشورات ثقافية وصوراً سياحية وتراثية من وعن بلادنا، إضافة إلى عرض لنشاطات الحركة الشبابية السورية وما تقوم به في المجتمع، من ترويج لثقافة التطوع والمشاركة في دعم الاقتصاد عبر تطوير مهارات الشباب وتحصيلهم العلمي. وأكد رئيس منظمة الشبيبة الدكتور صالح الراشد على أهمية االصدى الإيجابي الذي يلقاه إعلان السنة الدولية للشباب في العالم العربي كمنعطف حقيقي لتفعيل دورهم«، لافتاً الى ااهتمام سورية الكبير بالشباب كمحرك أساسي لعملية التنمية المجتمعية وسعيها لتحقيق أهداف هذا الإعلان. كما شاركت سورية في المهرجان العالمي للشباب والطلبة في بريتوريا «جنوب أفريقيا» بوفد يترأسه رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية الدكتور عمار ساعاتي الذي أكد االدور المهم والنشط الذي تلعبه الحركة الشبابية والطلابية في سورية بدعم ورعاية من القيادة السياسية التي وفرت لها كل إمكانات النجاح.‏

وتم توقيع مذكرة تفاهم بين اتحاد شبيبة الثورة والمنظمة الوطنية الشبابية الإيرانية لتبادل الخبرات وتعزيز الروابط العلمية والثقافية والشبابية في 30 تشرين الثاني «نوفمبر» الماضي. وتنص المذكرة على تبادل الخبرات في مجال الموارد البشرية التي تسهم في دعم نشاط المنظمتين واستثمارها في الشؤون الشبابية لكلا البلدين وتبادل المواد الثقافية والمطبوعات إضافة إلى المواد المرئية والنشرات والوثائق الصادرة عن الجانبين.‏

والآن ماهي نشاطات شبابنا ضمن فعاليات هذه السنة؟ وهل سمع بها جميع الشباب؟ باستثناء الحملات التطوعية التي قامت بها الهيئة الشبابية للعمل التطوعي لم نشهد مايخص هذه السنة، لأن مجمل الأنشطة الأخرى هي دورية، أو كانت قد بدأت من قبل ومنها المهرجان الوطني لمسرح الشباب بدورته الـ24 في محافظة درعا، والنشاطات التي تقيمها وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» في حلب بهدف نشر التوعية الصحية والوقاية من الأمراض التي قد تصيب الشباب وسبل علاجها. بالاضافة الى الدراسات الخمس المعمقة للشباب التي أطلقتها الهيئة السورية لشؤون الأسرة، بالتعاون مع اصندوق الأمم المتحدة للسكان والتي تهدف إلى توفير قاعدة بيانات دقيقة ومتكاملة حول قضايا الشباب المختلفة، من خلال التعرف الى واقعهم «التعليمي والمهني والصحي» والمشاركة المجتمعية، وذلك من أجل تقديم تصور عملي يتضمن الاقتراحات والتوصيات التي تسهم في رسم استراتيجية شاملة لدعم الشباب.‏

ورود ومنارة‏

شارك المتطوعون كما قلنا في نشاطات خاصة لهذه السنة، حيث عمل طلبة الاتحاد الوطني لطلبة سورية في تأهيل وتجميل باب توما. كما أصبح لدمشق منارة متجسدة في حي باب توما، أنجزها طلبة وأساتذة كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، المشاركون في الحملة. كما اطلقت الحملة الوطنية لتدوير الورق وذلك تزامناً مع عدد من المناسبات رافقها حفلات موسيقية لفرق شبابية عدة و افتتاح عدد من المعارض الفنية التي تتضمن لوحات وصوراً فوتوغرافية من الأوراق التالفة.‏

من سمع؟ من شارك؟‏

ويقول نوار الراعي الرئيس الوطني للغرفة الفتية الدولية لهذه السنة: نتوجه بشكل طبيعي للشباب من عمر 24وحتى أربعين سنة في مجمل نشاطاتنا، سواء كانت سنة دولية للشباب ام لا، ولكن تجلت مشاركتنا بهذه السنة مع الهيئة الشبابية للعمل التطوعي وحملة تدوير الورق المستمرة حتى الآن، وكما قلت نشاطاتنا مستمرة التي تركز على تطوير مهارات الشباب بشكل فردي أو تطوير مهارات تساعد على تطوير المجتمع، واذا لم تسمع قطاعات من الشباب بهذه السنة فالسبب يعود لشكل الشراكة مع الاعلام، بالنسبة لنا بالغرفة نشاطاتنا هي التي تعلن عنها، سواء المشاريع التي ننجزها أو المحاضرات التي نقيمها بشكل دوري أم الدورات التدريبية والمشاركات الدولية، لقد بدأنا في دمشق ثم انتقلنا الى حلب وحمص ودير الزور واللاذقية‏

أما ملحم منصور مدير مشروع البرلمان السوري فيرى ان السبب وراء عدم معرفة الشباب بهذه السنة لقلة النشاطات التي نظمت ضمن اطار هذه السنة، وعدم توضيح اهدافهاوعدم ادماجها كعنوان عريض على الأقل للجمعيات والمؤسسات العاملة مع الشباب في خططهم ومشاريعهم، ويذكر مقارنة بين ماخصص من دعم وترويج لدمشق عاصمة الثقافة وهذه السنة مع اعترافه بالاختلاف بينهما، ويضيف اننا مدعوون لقياس ماتم انجازه على الصعيد الوطني من أجل التطوير للسنوات القادمة والاستفادة من الخطة الخمسية الحادية عشرة لتنمية قطاع الشباب والاستفادة من وجهات النظر المختلفة لرفع سوية العمل الوطني في قضايا الشباب ليأخذ دورا فاعلا في المجتمع.‏

انها سنة دولية ولم تسمع غالبية الشباب بها كما قلنا رغم تعدد النشاطات وأهميتها، يقول أنطوان كوركجان وهو خريج فنون جميلة: لم أسمع بها، فلم اجد لااعلانا طرقيا ولا موقعاً خاصاً بها على الانترنت أو برامج لنشاطاتها منشورة ، انني أسكن في جرمانا وطوال مشواري اليومي الى قلب المدينة لم أقرأ اعلانا بهذا الخصوص ، حتى حملة تدوير الورق لم توضع اعلاناتاها بمناطق مدروسة.‏

ويقول محمد طالب الاعلام لاحظت الاعلان عن اكثر من حملة منها مايخص اكياس النايلون والتي اعلن عنها هنا في المدينة الجامعية ولكن بعد مرور شهر عليها لاندري ماهو مصيرها ومالذي حققته، أما عن الحوار والتفاهم فلم أسمع عن ندوة مثلا أو لقاء حول هذا العنوان، كما لم أقرأ اعلانا واحدا عن هذه المناسبة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية