|
شباب فإن من المؤكد أن صاحبها لم يكن يخطر بباله أن يأتي اليوم الذي سيتقدم فيه الإعلام مرتبة أو مراتب في ترتيب السلطات كما هو الحال اليوم. الإعلام اليوم يقدم الشاهد تلو الآخر مبرهناً على مدى ما وصل إليه من قدرة ليس فقط على متابعة الأحداث وتغطيتها فقط وإنما التدخل أيضاً في الوقائع وممارسة الضغط والتوجيه وصوغ الاستراتيجيات لدول عبر الرأي العام، ما يؤهل الإعلام لأن يكون موازياً للقوى الأخرى، وشيئاً فشيئاً أثبت الإعلام أنه ليس مجرد مرآة تعكس الحقيقة، بل يساهم في تعديل الصورة الواقعية وفق القيم والمواقف والسلوك والأساليب والممارسات، ومن هـذا المنطلق جاءت مبادرة جريدة الثورة عبر إطلاقها ملحقاً خاصاً يعنى بالشباب. فأمام كل هذه التطورات الإعلامية المتلاحقة لم يعد مقبولاً ألا يكون الشباب جزءاً من هذه التطورات الإعلامية باعتبارهم الشريحة الأكبر في المجتمع والأكثر قدرة على التجديد واستيعاب المتغيرات، وعلى التفاعل والاستجابة لمخرجات التعليم والتقنية. وهنا تأتي مسألة التدريب والتأهيل للإعلاميين الشباب وامتلاك الأدوات وتأسيس الأرضية المناسبة لخوض غمار التجربة الإعلامية من أوسع أبوابها، ولعل تجربة منظمة الشبيبة وإطلاقها لمشروع الإعلامي الشاب أكدت أنها تمتلك خامات إعلامية شابة تتسم بالحيوية ولديها أفكار طموحة وتصورات واضحة وكل ما تحتاجه هو تدريب متوازن وصقل للمهارات، وخاصة في مجال الإعلام الالكتروني الذي فتح آفاقاً واسعة وباتت الكلمة والمعلومة ملكاً للجميع وبمشاركة الجميع، وفرض هذا النمط نفسه بقوة في إعلامنا، وخلال فترة زمنية قصيرة أثبت حضوره وتطوره وفاعليته بمواكبة الخبر في فترة زمنية قياسية وتزويد المتصفحين الالكترونيين بما يلبي شغفهم في عصر السرعة، وبرزت قيم جديدة تتلاءم مع مفهومي الحرية والمسؤولية وفق قيم الحرية الإعلامية ومعاييرها. ناصية المعرفة التقنية يمتلكها جزء كبير من مجتمعنا وبشكل خاص شبابنا، فهم الأكثر ارتياداً للمواقع الالكترونية عبر الانترنت في ساعات تطول أو تقصر أمام شاشات الحواسب الثابتة أو المحمولة، وأيضاً يتلقون المادة الالكترونية بمهارات عالية، لذلك فإن أبرز تحديات إعلامنا الشاب أن يكون موجوداً وفاعلاً ومزوداً بما يريد هؤلاء الشباب من المعلومات وسرعة التواصل في عالمنا المعاصر، وشبابنا هم الهدف في البداية والنهاية، أي إعلاميون شباب يخاطبون مجتمعهم من خلال الصحافة الالكترونية وفق لغة العصر، والمتلقون شباباً أيضاً بحيث يتم الحوار بينهم على أرضية معرفية وثقافية واحدة ومن خلال الترابط بين المؤسسات الإعلامية للقطاعين العام والخاص بمشاركة بناءة وفاعلة ومسؤولة من الجميع لتحمل هموم المجتمع ومشكلاته، ولتسليط الضوء عليها ولطرح الحلول والآراء بما يجسد روح التشاركية بين الإعلاميين، فأولاً.. هو واجب وطني، وثانياً.. أن يكون بسوية عالية وفعالية وصدق وانتماء. |
|