|
معاً على الطريق فيتحفز مستخدمه على إلقاء القبض على المرتكب متلبساً بتهمة الفعل أو القول الخارج عن القالب . هذا في الأيام الراكدة , لكن الثورة على حد تعبير الأديب المصري علاء الأسواني تغسل أمراض المجتمع , ولهذا ربما فوجئ المتابعون بأحجام مختلفة , أو بالأحرى منكمشة , لظواهر كنا نظنها القماشة الرئيسة للمجتمع المصري . لم لا والماء أصل الأشياء وهو الكفيل بغسل درن يموه على حقيقة الأجساد والأحجام . قبل ثورة 25 كانون الثاني كان يتم تغويل الشارع وتضخيم حجم وبالتالي خطر الإخوان المسلمين , بحيث يبدو الركود بكل احتمالاته المستنقعية , أفضل من الوقوع في براثن الدهماء , أو التسليم بمصادرة الأصولية للحياة المدنية والفاعلية السياسية بكل تنوعهما , لكن جماهير ميدان التحرير رغم تنوع الشرايين التي ضخت في قلبه ظلت من جهة قدوة في التزامها الأخلاقي والسلوكي , كما أنها تجاوزت من جهة أخرى ليس فقط «الإخوان المسلمون» كحزب سياسي بل إنها تجاوزت التعبيرات السياسية التقليدية كافة وخلفتها وراءها . إذاً من أين جاءنا الانطباع بحجم ماردي للإخوان المسلمين ؟ لاشك أن السلطة لعبت دوراً فاعلاً عندما أقصت أشكال التعبير السياسية الأخرى فاستأثر تسييس الدين بواجهة الفعل , ولا يؤثر في ذلك اقتران نعت المحظورة بالإخوان , بل إن في استخدامه إضفاء لشرف المعارضة ومعاناتها رغم علنية الحركة وامتيازاتها , بغض النظر عن رماد استخدام تعبير المحظورة . تسهيل احتكار وتغويل , حتى بدا أن لا أفق سياسياً سوى سلطة فاسدة لا يجوز نشر غسيلها , فإذا بثورة الشباب تيار يغسل بل ويجرف . |
|