تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


غسيل الثورة

معاً على الطريق
الاثنين 14-2-2011م
ديانا جبور

لعل التحذير التخويفي من نشر الغسيل الوسخ أن يكون أحد أكثر التعبيرات شيوعاً في الاستعمال, لكنه أيضاً فضفاض حتى إنه يلبس كل إجراء أو موقف لا يدغدغ الوهم ,

فيتحفز مستخدمه على إلقاء القبض على المرتكب متلبساً بتهمة الفعل أو القول الخارج عن القالب .‏

هذا في الأيام الراكدة , لكن الثورة على حد تعبير الأديب المصري علاء الأسواني تغسل أمراض المجتمع , ولهذا ربما فوجئ المتابعون بأحجام مختلفة , أو بالأحرى منكمشة , لظواهر كنا نظنها القماشة الرئيسة للمجتمع المصري . لم لا والماء أصل الأشياء وهو الكفيل بغسل درن يموه على حقيقة الأجساد والأحجام .‏

قبل ثورة 25 كانون الثاني كان يتم تغويل الشارع وتضخيم حجم وبالتالي خطر الإخوان المسلمين , بحيث يبدو الركود بكل احتمالاته المستنقعية , أفضل من الوقوع في براثن الدهماء , أو التسليم بمصادرة الأصولية للحياة المدنية والفاعلية السياسية بكل تنوعهما , لكن جماهير ميدان التحرير رغم تنوع الشرايين التي ضخت في قلبه ظلت من جهة قدوة في التزامها الأخلاقي والسلوكي , كما أنها تجاوزت من جهة أخرى ليس فقط «الإخوان المسلمون» كحزب سياسي بل إنها تجاوزت التعبيرات السياسية التقليدية كافة وخلفتها وراءها .‏

إذاً من أين جاءنا الانطباع بحجم ماردي للإخوان المسلمين ؟ لاشك أن السلطة لعبت دوراً فاعلاً عندما أقصت أشكال التعبير السياسية الأخرى فاستأثر تسييس الدين بواجهة الفعل , ولا يؤثر في ذلك اقتران نعت المحظورة بالإخوان , بل إن في استخدامه إضفاء لشرف المعارضة ومعاناتها رغم علنية الحركة وامتيازاتها , بغض النظر عن رماد استخدام تعبير المحظورة .‏

تسهيل احتكار وتغويل , حتى بدا أن لا أفق سياسياً سوى سلطة فاسدة لا يجوز نشر غسيلها , فإذا بثورة الشباب تيار يغسل بل ويجرف .‏

dianajabbour@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية