تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


غاز مصر وغزة هاشم

منطقة حرة
الاثنين 14-2-2011م
د. حيان أحمد سلمان

عادت مصر الكنانة إلى حضن العروبة الدافئ, وبدأت مصر و الشعب العربي يحتفل وغزة هاشم تزغرد , غزة المقاومة الصامدة المحاصرة حوصرت من كل الجهات شمالا وشرقا وغربا وجنوبا وحتى من الجو ,

حوصرت من الكيان الصهيوني وبموافقة من نظام حسني مبارك و أثناء زيارة وزيرة الخارجية الاسرائيلية لمصر الكنانة, تعتبر غزة هاشم من أقدم مدن العالم وسميت بهذا الاسم نسبة إلى هاشم بن عبد المناف جد الرسول العربي محمد (ص) الذي مات فيها ودفن وبها مسجد يحمل اسمه, مساحتها بحدود /364/ كيلو متراً مربعاً , وهي بوابة آسيا ومدخل افريقيا ,في وقت حصارها والانفراد بها كان الغاز المصري ينساب ويتدفق إلى الكيان الغاصب عبر اتفاقية سرية تتصف بكل أنواع القهر الاقتصادي, وبدلا من أن يكون موقف النظام المصري الرسمي داعما لغزة هاشم تحول إلى محاصروخصم , مصر التي كبلت وقيدت باتفاقية ( كامب ديفيد) عام1979, وكانت مصر أول دولة عربية توقع اتفاقا مع الكيان الصهيوني , وبموجب ذلك تم إباحة الاقتصاد والسياسة المصرية إلى مسرح خصب لكل أعمال الإجرام الصهيونية , ولكن أخيرا قالها الشعب المصري بضرورة إسقاط النظام وملحقاته , وبإعادة بوصلة تحديد العدو الأساسي نحو الكيان الصهيوني , غزة انتصرت , فهل ينتصر الغاز المصري لينهي مهزلة التعاون الاقتصادي بين مصر وهذا الكيان الإجرامي , وتنتهي معه كل الاتفاقيات وخاصة اتفاقيات الكويز, أي المناطق المؤهلة صناعيا بين الكيان الصهيوني ومصر والولايات المتحدة الأمريكية ,كان مهندس اتفاقية الغاز المهندس (حسين سالم ) المقرب من الرئيس المخلوع ( حسني مبارك ) ,وجوهر هذه الاتفاقية التي تم التوقيع عليها في عام 2005 يتجلى في النقاط التالية :‏

1- تقوم مصر بتأمين 1,7 مليار متر مكعب من الغاز إلى إسرائيل سنويا ,ولمدة 20 عاما.‏

2- حدد السعر للوحدة الواحدة بـ 1,25دولار , بينما سعر التكلفة هو بحدود /2,65/ دولار . ولذلك بقيت هذه الاتفاقية سرية لأنها تبيع الغاز بأقل من التكلفة ولايعادل السعر سوى 47% من التكلفة .وبالمناسبة هو أقل من السعر الذي تتقاضاه مصر الشقيقة من سورية والأردن , و سورية تستورد 2,5 مليون متر مكعب تشكل 7% من الاستهلاك المحلي.‏

3- حصلت شركة الغاز الاسرائلية على إعفاء ضريبي من الحكومة المصرية ولمدة /3/ سنوات من عام 2005 ولغاية 2008 , وهذا غير متاح للشركات العربية.‏

4- تقدر خسارة مصر بمقدار/12/ دولاراً مقابل كل مليون وحدة حرارية, وتقدر الخسائر المصرية بأكثر من /100/ مليار دولار يزيد عن كل المعونات والمساعدات المقدمة لمصر الشقيقة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.‏

5- تعتمد بل اعتمدت إسرائيل على بيع الغاز المصري المستورد من السوق العالمية وبالأسعار الرائجة , وهذا حققّ لها ربحا كبيرا, مما دفع الساسة الاسرائيليون للقول إن السيناريو الأكثر تطرفا وهو السيناريو المرعب يتجلى في قطع الغاز المصري عن إسرائيل, لأنها تستورد 40% من احتياجاتها من الغاز,ولذلك بدأ الكيان الصهيوني يبحث عن مصادر بديلة .‏

6- نظرا لذلك أقام الكثير من الوطنيين والمنظمات المصرية دعوى مستعجلة لتوقيف تصدير الغاز إلى الكيان الصهيوني , و اتخذت محكمة القضاء الإداري بناء على ذلك قراراً بل حكما بوقف تصدير الغاز ولكن الحكومة المصرية لم توافق على تطبيق هذا الحكم .‏

أمام هذه الحقيقة وحقيقة انتصار غزة هاشم , فهل تنتصر مصر على هذه الاتفاقيات المذعنة والظالمة , وهل تعود مصر إلى مكانها الطبيعي الريادي......نرجو ونأمل ذلك.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية