|
ترجمة: دلال ابراهيم في دورته الحالية لعام 2013 ( من 1 لغاية 3 كانون الثاني ) والذي لم يغب عنه وزير دفاع إيطاليا دي باولو, رسم جو بايدن نائب الرئيس الأميركي المبادئ التوجيهية . في البداية وقبل كل شيء , لدينا ما يدعونه إعلان المبدأ الأميركي, الذي يقول :« لا يمكننا القبول بامتلاك أي دولة مجال نفوذ « وهو مبدأ تعتبره واشنطن قدس الأقداس , طبعاً باستثنائها هي. حيث وعندما يتعلق الأمر فيها فإنها لا تطلق على هذا اسم نفوذ, بل زعامة . مثل تلك الزعامة التي تمارسها الولايات المتحدة بدافع مكافحة خطر الإرهاب , إذ ووفق تحذيرات بايدن بدأ هذا الإرهاب في الانتشار في أفريقيا وفي الشرق الأوسط من خلال استهداف ( المصالح الغربية في الخارج ) ومن أجل هذا السبب أشادت وهللت واشنطن للتدخل العسكري الفرنسي في مالي عبر تقديم مساعداتها الاستخباراتية وكذلك النقل الجوي لقواتها ودعمها جوياً بالقاذفات العملاقة .وضمن هذا السياق , لا تزال أوروبا تعتبر شريكاً ضرورياً للولايات المتحدة ضمن إطار حلف الناتو , والذي وسع حدوده ليشمل جورجيا ودول البلطيق . وفي أفغانستان , صرح بايدن أن أوروبا قدمت 30 ألف جندي وأنفقت 15 مليار دولار . وفي ليبيا وبفضل أوروبا (تحرك الناتو بصورة سريعة وفعالة وحاسمة ) والآن جاء دور سورية , حيث أنفقت الولايات المتحدة 50 مليون دولار بصفة مساعدات عسكرية إلى المجموعات المسلحة , يضاف إليها حالياً 365 مليوناً كمساعدات إنسانية , في سياق معونات بلغت إذا ما أضفنا إليها المعونات الأوروبية 1,5 مليار دولار . وثمة هدف آخر هو إيران , والذي تبنت لأجله – وفق شرح بايدن – الولايات المتحدة إلى جانب أوروبا ليس سياسة احتواء , وإنما عمل تهدف منه إلى منعها من تطوير ( برنامجها النووي غير المشروع والمزعزع للاستقرار ) وهي موعظة جاءت من قبل تلك الدولة التي تمتلك الآلاف المؤلفة من القنابل النووية , والتي أجرت منذ شهرين تجربة نووية بهدف صناعة المزيد منها الأكثر تطوراً . ولكن ثمة أمر آخر يلوح في الأفق . حيث وبفضل هذا التحالف العسكري الأوسع في العالم - يقول بايدن – أصبحت الولايات المتحدة قوة أطلسية , ولكن وكما تدل مؤشرات الاستراتيجية الجديدة , أصبحت في نفس الوقت ( قوة في المحيط الهادي ) . وفي منطقة آسيا – الهادي تواجه الولايات المتحدة قوة عظمى أخرى هي الصين . وتريد الولايات المتحدة منها أن تكون ( سلمية ومسؤولة ) وأن ( تساهم في توفير الأمن الشامل ) هذا هو التصور الذي تضعه الولايات المتحدة نصب عينيها , وهي وظيفة في النظام السياسي – الاقتصادي الغربي التي تهيمن عليه . وانتقال مركز التنسيق لسياسة الولايات المتحدة من أوروبا إلى المحيط الهادي – يؤكد بايدن – هو أيضاً في مصلحة حلفاء أمريكا الأوروبيين , والذي عليهم المشاركة فيها بشكل كامل . ولذلك تمارس واشنطن ضغوطاً على الأعضاء الأوروبيين في ( حلف الأطلسي) الموجودين فعلياً مع سفنهم الحربية في المحيط الهندي , من أجل فتح جبهات جديدة في الشرق في المحيط الهادي . وهي ذريعة من المحرمات تناولها ضمن سياقات ( الجدل السياسي في أوروبا) |
|