|
ثقافـــــــة مع الحفاظ على الشخصية والشبه في آن واحد, من هنا نرى أن أهم مواصفات فنان الكاريكاتير, الموهبة الخاصة جداً, والتي يعززها نوع من الذكاء والقدرة على تحليل بواطن الأمور واختزالها بخطوط بسيطة، ويعالج هذا النوع من الفنون مواضيع حساسة تهم شرائح المجتمعات كافة، كما أنه يلعب دورًا أساسيًّا، منطلقا من مهمته التحريضية البحتة التي تنقد الواقع المحلي أو العالمي بهويته الثنائية التشكيلية والصحفية،
هذا الفن القديم جدا، المتجذر في التاريخ، والذي انطلق من أيام قابيل و هابيل، نراه اليوم يتصدر المحافل الفنية في دول العالم وفي بعض الدول العربية. السؤال الملحّ هنا ماذا عن الكاريكاتير السوري؟ مسرح الكاريكاتير تغير عمار حسن رسام كاريكاتير وناقد فني يقول: سأتحدث بطريقة تحليلية للوضع أكثر من الاستعراض والتحيز لفنان الكاريكاتير الذي أعتبره شخصاً ناقداً أكثر منه رساماً. ممكن الشخص أن يعبر عن نفسه وعن رأيه بأي طريقة والهدف هو العائد المادي. حتى الآن مازلنا نعتقد بأن الكاريكاتير سلاح محارب بينما ممكن أن تصل الفكرة بقالب مضحك ومستساغ وجميل، يجب أن يكون الفنان متفهماً للمجتمع وقادراً على طرح موضوعه بطريقة سلسة ومضحكة مهما كان مؤلما. مشكلتنا أننا لحد الآن نحن جادون بالكاريكاتير ولا نستطيع تقديمه بشكل مضحك وهذه من نقاط الضعف التي نعاني منها، أيضا العائد المادي منه زهيد، كما أن التفرغ لهذا الرسم يستولي على الوقت، والأهم من ذلك اصبح الهامش بين الابداع الذاتي والنسخ غير معروف وهذا ما يبخس الفكرة حقها مهما كانت مميزة، قبل عشرين عاما كان الكاريكاتير سيد الصفحة الأخيرة في الصحف حاليا دخول وسائل الاتصالات الحديثة اتاحت مزيد من الحرية، لكن الظروف تغيرت وصار مطلوبا من الرسام تقديم شيء مختلف ليس على مستوى الجرأة فقط وانما على مستوى الصياغة وطريقة السخرية على مستوى خفة الظل على مستوى أحداث المفاجأة والقيمة، وسائل الاتصال حاليا توصل الحدث بنفس الثانية فما الذي سيقدمه الكاريكاتير إذا ما طرح نفسه بطريقة جديدة، لقد اختلف مسرح الكاريكاتير وفرض الاختلاف على طريقة العرض والتفكير أيضا. الأساليب أصبحت جاهزة حاليا أصبح الكاريكاتير جزءاً مهماً من الخبر الاعلامي، ويحتم على الصحف ان تمتص الحدث وتعرضه مع صورة، كان الرسام قادرا على اختصار الحدث بلوحة، حاليا لا يمكن ضمن هذه الأحداث الكثيرة والمتسارعة. لذلك لابد أن يقدم نفسه بطريقة مختلفة. لكن احيانا الكاريكاتير لدينا يعبر عن اضطراب الشخص أكثر ما يعبر عن الحدث المضطرب أضف إلى ذلك أنه منقبض أنا مثلا لم استطع التخلص من الانقباض مع العلم أن أهم الشروط هو روح الدعابة. في سورية الكاريكاتير جامد وكأنه يصور الحدث، المسألة ليست كذلك، بل هي فيما يضيفه الفنان على الحدث من ذاته بشكل فيه شيء من الضحك. أيضا مشاكل الكاريكاتير في سورية هي أن الأساليب أصبحت جاهزة بالنسبة للشباب الجدد وهاجسهم هو الفوز بالمسابقات قبل ان يمتلكوا أدواتهم. المسألة لا تقدر بالرسم بل بالإحساس حميد قارووط - فنان تشكيلي: الكاريكاتير إذا بقي على وضعه الحالي سيأتي يوم لانرى له أي وجود في الصحافة السورية وهذا مؤشر سلبي خاصة وأن الصحافة الورقية المقروءة تواجه تحديات من قبل الصحافة الألكترونية، الكاريكاتير يلعب دورا مهما في صحافة مقروءة لها نكهتها الخاصة لأن قراءته وشعبيته كثيرة فهو يخاطب كل شرائح المجتمع لأن العقل يتقبل الصورة أسرع واكثر من الكلمة. تراجع وأسباب غير مقنعة المشكلة أنه يعتبر شيئا ثانويا في الصحيفة, يعني لأسباب غير مقنعة يتراجع الكاريكاتير ويبتعد رسام الكاريكاتير لأن الطريق غير سالك بالنسبة له وصعب، يعني فسحة من الحرية تشجع الإبداع لكن أمام هذه المفاهيم نجد أن فن الكاريكاتير السوري يتراجع. دور الكاريكاتير مهم جدا ولكن للأسف غائب في الصحافة السورية ولا يبشر الوضع بالخير إذ بقيت الأمور على هذا النحو. غيابه غير مبرر في صحفنا عبد الله بصمه جي - مواليد 1957 يقول: إن فن الكاريكاتير السوري مغيب بشكل غير مبرر في الصحف السورية، وبلا تفسير منطقي لهذا الغياب! وهذه مشكلة نعاني منها حقيقة مايضطر معظمنا للعمل في صحف عربية خارج سورية وهذا في حد ذاته يؤرقنا. لأنها خسارة لنا فالكاريكاتير زاوية ناقدة تعبر عن أفكار ووجهات نظر وقراءات تحليلية، ومع ذلك فهو مهمش ومستبعد في صحفنا المحلية ولكن المشكلة في الثقافة الضيقة لفن الكاريكاتير الذي تحول هامش الحرية ليرتبط بأفراد يؤطرونه ويحجمونه بأمزجة شخصية قمعية.. انا اقدم رأياً فكيف يختار بمزاجية وأستذة، والمتهم هو الرقابة. |
|