تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


يلفنا بحرارته الساخرة ؟!

رؤية
الاثنين 18-2-2013م
 سعاد زاهر

النقد اللاذع والسخرية المرة.والفكرة الذكية المقتضبة.ليست فقط أبرز ميزات فن الكاريكاتير إذ ان صورة منه تفتح أمامك آفاقا للتفكير في حالة سواء أكانت سياسية أو ثقافية أو اجتماعية. قد تكون عبر ت من أمامها ولم تلفت نظرك.

كأي فن آخر أن لم نتربَ على تذوقه لن نشعر بأهميته..خصوصيته تأتي ليس بسبب مصدر الضحك الذي تبثه تلك الصور،بل كونه يختصر حالة كاملة ربما يحتاج شرحها لمئات الكلمات بصورة معبرة تعطيك عمقها مستغنية عن تلك الكلمات...‏

وباعتباره يرمي إليك بدلالات الحالة دون شرحها مباشرة فانه يعطينا فرصة لاستجرار أفكار كثيرة ربما لايقصدها حتى صاحبها،المبالغة التي يعتمدها رسام الكاريكاتير والمفارقات التي تحتملها الحالة تعطي للمتابع نكهة خاصة وتبقى موهبة وفرادة الرسام هي الحكم..‏

الكاريكاتير فن يبدو وكأنه يتقلص في عالمنا العربي،ازدهر في فترات ماضية وراجت سوقه.. حاليا لايزال البعض يؤمن بأهميته ويفرد له مساحة يومية.لكن المشكلة أنه كأي نوع عاش ازدهارا ثم هاجمته وسائل أخرى بحيث لم يعد يوضع في حسبان المتابعين الا نادرا...‏

عمق فن الكاريكاتير يأتي من كونه ليس فنا خالصا بل هو مزيج من الفن والفكر يأتينا الجانب الفكري من خلال تلك التعليقات التي يصر بعض الفنانين على وضعها.بينما البعض الآخر يترك رسوماته تشرح نفسها..‏

لاشك أن للكاريكاتير السوري لغة خاصة به،ولكنه كأي مجال إبداعي آخر يعاني من مشكلات عدة أهمها مشكلة تسويق الفنان لمنتوجه حيث ينحصر في مجالات محدودة.الطريقة التي يتفاعل بها الجمهور مع هذا النوع مع الفن ومسائل أخرى عديدة نحاول التعرف إليها من خلال ملفنا الحالي..‏

soadzz@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية