|
مجتمع ولذلك ما أن يمر شريط الذكريات أمام عيني فاني أتوقف طويلا في فترة الطفولة الحلوة بكل معانيها وأكثر ما أتوقف عنده هي لحظات الألعاب البريئة التي كنا نصنعها من خيالنا ونلعب بها مع أخوتنا وصديقاتنا فمنها ما يخص الفتيات وأغلبها اللعب بدمى نقوم بصنعها بأيدينا وأسماء ألعابنا مستمدة من حياتنا وحياة أمهاتنا مثل بيت بيوت وألعاب الصبيان مثل (شرطة وحرامية وغيرها ) هذه الطفولة السورية التي نحبها ونشعر بالحنين إليها والى أيامها .. ولكن مع بداية الأزمة منذ عامين تقريبا أخذت أشياء كثيرة تتغير ، ومنها عالم الطفولة الذي طرأت عليه كغيره من مناحي الحياة الأخرى تغييرات سيكون لها اثر خطير على مجتمعنا إن لم نكن جميعنا يدا واحدة نقوم بحماية عالم الأطفال من أي خطر يحرفهم عن عالمهم البريء مشهد لمقطع فيديو شاهدته عبر تقرير إخباري نشاهد فيه (طفلا لا يتجاوز عمره عشر السنوات يحمل ساطورا ورجلا مسجى أمامه على الأرض ورأسه ملقى على حجر كبيرة يتلقى ضربات متتالية من يد هذا الطفل بالساطور والتي يحاول من خلالها قطع رأس هذا الرجل ) إلى هنا وينتهي المشهد ونحن لوهلة ظننا أن هذا الطفل من أطفال أفغانستان أو إحدى الدول الإفريقية التي تعاني من الحروب ولكن نتعرض لصدمة قوية عندما نعلم أن هذا الطفل هو سوري الجنسية ومن منطقة سورية ونعلم أن هناك مسلحين من العصابات المجرمة تجر هذا الطفل إلى عالم الإجرام والعنف عبر تدريبه على حمل السلاح واستخدامه من أجل التعذيب وتعذيب من المختطفين السوريين وبدل من جعله يحمل الدفتر والقلم لتعلم الكتابة والقراءة نراهم يوجهونه نحو حمل السلاح والسواطير. ماهذا الزمن الذي وصلنا اليه اي جيل سيولد بعد هذه الأزمة التي تمر بها سورية ؟ وكم من المفاهيم المشوهة والمغلوطة سوف تحتل رؤوس صغارنا ان لم نكن يقظين لما يجري حولنا ؟ فالمؤامرة لم تكن على الكبار فقط والتي بدأت منذ سنوات عديدة بل طالت الصغار والأطفال عبر قنوات خصصت لتقوم بإنتاج كرتون يحتوي على العنف والاجرام و عبر العاب كمبيوتر لا تقل خطورة عن افلام العنف الكرتوني فقط والتي يتعلق بها الصغار وبعضهم يدمن عليها .. نعم ان الحرب التي نحترق فيها الآن والتي كلفت السوريين ثمنا باهظا من حياتهم وطمانينتهم وارواحهم ومنشآتهم تلك الحرب هي نتاج مؤامرة مخطط لها من قبل دول استعمارية غربية وعربية لكي تشتعل بقوة وتحرق كل شيء جميل في حياتنا .. حتى أفكار الاطفال التي بات المسلحون يستغلونها في أعمالهم الاجرامية والشريرة ولنسرع في وقف هذا التيار الذي سيجرف معه أجيالا بكاملها من الصغار وذلك عبر التوعية بكافة الوسائل الاعلامية لتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تنبت في رؤوسهم الصغيرة و عبر مدارسنا وكوادرنا التعليمية ذات الكفاءة ولنصحح كل الأفكار المسيئة للوطن عبر أعداء الوطن يمكن أن يقتنع بها اغلب الاطفال وأهمها الأرض الخصبة التي يتربى فيها هذا الطفل وهي الأسرة الخلية الأولى الأب والأم ومالهم من بصمة عميقة يمكن ان يحفروها من خلال تربية الأبناء على القيم المطلقة والعليا في الحياة وهي قيم الحق والخير والجمال ... ولننشئ اطفالنا على نبذ الشر بكل أشكاله والسير بخطا واثقة وقوية في طريق العمل الصالح وزرع بذور الخير في نفوسهم لكي يكبروا ويكونوا اشخاصا فاعلين في مجتمعهم ومنفعلين بقضاياه ومشاركين في الحلول لكي نخلق جيلا واعيا خيرا يساهم في ازدهار الوطن وتقدمه . |
|