|
سينما
تبدأ الأحداث عام 1959 وسط فرح هيتشكوك (أنطوني هوبكينز) بنجاح فيلمه (شمالا من الشمال الشرقي) ولكن يعكر صفو اللحظة تعليق من أحد الصحفيين عن حلول موعد تقاعده، ما يترك المخرج بحالة من الحزن و التحدي لأجل انتاج عمل يحقق نجاحا لم يسبقه مثيل، و يقرر تحويل رواية المخبول بقلم روبيرت بلوك الى فيلم ، وهي المبنية على قصة القاتل المتسلسل ايد غين . وحدها زوجته ألما (هيلين ميرين) من كانت تملك الثقة بقدرته على صناعة هذا الفيلم الذي لاقى اعتراضا كبيرا من باراماونت التي رفضت تمويله ما اضطره الى رهن منزلهما لتغطية النفقات، و الرقابة التي توقفت كثيرا عند فكرة تجسيد قصة حقيقية بهذه القسوة على الشاشة، اضافة الى تفاصيل أخرى أولها فكرة العري في مشهد جريمة الحمام . غير أن الفيلم كان ينجز على خلفية الأزمة النفسية التي كان يعانيها كل من هيتشكوك و ألما، فهو لم يكن يخشى فقط من نضب الإلهام و فشله في التحدي و الضغوطات المالية الكثيرة ، بل أيضا كان هاجسه الأكبر و الأهم هو خسارة ألما الزوجة الأم التي بدت هي المدبرة لحياته و أعماله و الجندي المجهول الذي يعود له الفضل في الشهرة و النجاح اللذين حققهما زوجها. و بالمقابل كانت ألما تعاني و بصمت شديد من تعلق زوجها ببطلات أفلامه في خياله، وهي التي أصبحت في عمر متقدم سئمت من العيش في الظل وتسعى لأن تشعر بأهميتها لا في قلبه فحسب بل وأيضا في الحياة العملية، ويكون هذا عن طريق اشتراكها مع أحد أصدقائها في الكتابة، ما يثير غيرة هيتشكوك ويحول حياتهما الى ما يشبه فيلما من أفلامه. كل هذا كان سببا في معاناة المخرج ، الأمر الذي تجلى بشكل مذهل في إحدى بروفات مشهد جريمة الحمام حين قام بنفسه بدور القاتل ، و هنا كان يسدد السكين لا نحو الممثلة جانيت لي (سكارليت جوهانسون) و انما نحو كل مخاوفه و آلامه . |
|