تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التدخل الغربي في فنزويلا... ديمقراطية أم مآرب أخرى ؟!

Alter info
دراسات
الخميس12-9-2019
ترجمة: محمود لحام..بقلم : فرناندو بالاي

الصورة تقول إن فنزويلا دولة تمتلك أكبر احتياطي نفطي في العالم يقدر بنحو 303,2 مليارات برميل، وتمتلك 17,9% من احتياطي النفط المؤكد في العالم وبذلك تسبق السعودية،

وتصنّف على أنها من كبرى الدول المصدرة للنفط عالمياً، ولذا فهي دولة مهمة في سوق النفط العالمي.‏

كما تمتلك ثروات كبيرة أخرى، منها الشواطئ الساحلية وكميات كبيرة من الفحم والحديد والذهب، إضافة إلى جمال طبيعي متنوع، بدءاً من قمم جبال الأنديز المغطاة بالثلوج في الغرب، وغابات الأمازون في الجنوب، وشواطئ الكاريبي في الشمال.‏

هذه المزايا الهائلة هي سرّ إصرار الغرب وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الإطاحة بالرئيس اليساري نيكولاس مادورو وتنصيب زعيم المعارضة خوان غوايدو رئيساً للبلاد.‏

نعم إن الولايات المتحدة تريد الإطاحة بمادورو لوضع يدها على الاحتياطي النفطي الضخم بالبلاد كما أن إدارة ترامب تريد الإبقاء على دول أميركا الجنوبية كحديقة خلفية لها، حيث ثبت تورطها في محاولات انقلابية سابقة في البرازيل وبوليفيا والتشيلي وغيرها.‏

وتشهد فنزويلا توتراً متصاعداً منذ 23 كانون الثاني الماضي، إثر زعم خوان غوايدو، رئيس البرلمان، وزعيم المعارضة، حقه بتولي الرئاسة مؤقتاً إلى حين إجراء انتخابات جديدة وبالتالي نصّب نفسه رئيساً بالنّيابة وذلك بعد استدعائه لزيارة واشنطن، واللّقاء مع الرئيس ترامب، وجون بولتون مستشار الأمن القومي، ومايك بومبيو وزير الخارجية، ظهر بالملابس العسكريّة وسط مجموعةٍ من الجُنود في قاعدةٍ عسكريّة، زاعماً «أنّ المرحلة الأخيرة لإنهاء حُكم الرئيس مادورو قد انتهت».‏

وسرعان ما اعترف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب بـ «غوايدو» رئيساً انتقالياً لفنزويلا، وتبعته كندا ودول من أميركا اللاتينية وأوروبا ومجموعة من دول أميركا اللاتينية.‏

في المقابل، أيّدت بلادٌ بينها روسيا والصين وتركيا والمكسيك وبوليفيا شرعية الرئيس الحالي نيكولاس مادورو، الذي أدى في 10 كانون الثاني الماضي، اليمين الدستورية رئيساً لفترة جديدة من 6 سنوات.‏

وعلى خلفية ذلك، أعلن مادورو قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، واتهمها بالتدبير لمحاولة انقلاب ضده، وأمهل الدبلوماسيين الأميركيين 72 ساعة لمغادرة البلاد .‏

لكن ما هو سرّ الانقسام الدولي حول ما يجري في فنزويلا ؟ وهل العالم يصدّق أن واشنطن وأوروبا تتحركان ضد الرئيس نيكولاس مادورو غيرةً على الديمقراطية أم إن لهما أهدافاً أخرى؟ ولماذا تؤيد موسكو وبكين مادورو؟ هل لمصلحة فنزويلا أم خوفاً على استثماراتهما في هذه الدولة الغنية بالبترول؟ ويوم الجمعة الماضي6 أيلول أعلن المدعي العام الفنزويلي عن فتح تحقيق ضد خوان غوايدو بسبب «الخيانة العظمى» ، بسبب عزمه على «تسليم» الشركات متعددة الجنسيات مناطق وأراض غنية في غوايانا ( إيسيكسيبو ) وتبلغ مساحتها حوالي 160 ألف كيلومتر مربع .‏

النيابة العامة تقول إن غوايدو خائن وبدرجة كبيرة ومتآمر مع الغرب، يخون الشعب الفنزويلي بأكمله لمصلحة حفنة من أسماك القرش! وعلى هذا النحو فإن الحكم والعقوبة المقابلة لهذه الجريمة أمر لا غنى عنه، وكانت الجمعية التأسيسية للبلاد قد قررت في السابق رفع الحصانة البرلمانية عن خوان جوايدو.‏

سيفشل الانقلاب العسكري الذي دبرته الـ C I A لقلب نظام حكم الرئيس مادورو وتورطها المفترض في هذه المؤامرة فضيحة لأن الولايات المتحدة فشلت بممارسة دور شرطي العالم، وكانت فنزويلا نشرت تصريحات لـ «بومبيو» خلال مقابلة على هامش منتدى أمني في أسبن بالولايات المتحدة في 20 يوليو/تموز الحالي.‏

كنت في بوجوتا ومكسيكو منذ أسبوعين وذكرت تحديداً هذه المسألة (انتقال سياسي في فنزويلا)‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية