|
شؤون سياسية مع اقتراب الانسحاب لقوات الناتو من أفغانستان تبقى الأمور مفتوحة على جميع الاحتمالات ولكي لاتبقى القضايا للمصادفة تم توقيع اتفاقية بين أفغانستان والولايات المتحدة وتعتبر اتفاقية استراتيجية بين كرزاي واوباما , وهي شكل من أشكال التنسيق , والذي أعلنت دول الجوار عن مخاوفها من هذه الاتفاقية , ويقول بعض المحللين أن كلام كرزاي حول الاتفاقية أنه ليس لها قيمة في ظل قتل المدنيين الأفغان , وهو نوع من التكتيك أو تبادل الأدوار بين الولايات المتحدة وأفغانستان , وبالمحصلة كرزاي يترجم توجهات الولايات المتحدة على الواقع . هذه الاتفاقية التي أبرمت على عجل على حد قول الرئيس كرزاي والتي لم تتم دراسة بنودها بصورة مفصلة والتي لم يتم الإجماع عليها من قبل جميع الأطياف الأفغانية يطرح سؤالا مهماً لماذا لم يتريث بالتوقيع عليها وخصوصا أن هذا الاتفاق أولا وأخيرا يقدم خدمات كبيرة للمصالح الأميركية . التهديد الذي يتم الحديث عنه بإلغاء هذه الشراكة إن صح التعبير على اعتبار انه توجد نقاط كثيرة غامضة هو مجرد كلام ليس أكثر ويبدو أن كرزاي وطالبان يقدمان بشكل وبآخر خدمة لأميركا . عندما يشتد القتال بين القوات الأفغانية وحركة طالبان يأتي القصف الجوي على مواقع طالبان المتحصنة في المناطق السكنية , وبالتالي الضحية هو الشعب الأفغاني والتي نسمع كل يوم عن تزايد أعداد القتلى نتيجة قصف قوات التحالف , عدا ما يتم على الأرض من انتهاك واضح للسيادة الأفغانية من جهة وقتل المواطنين من جهة ثانية بطرق لاتنم على أن قوات التحالف جاءت لتقديم المساعدة لهم بل على العكس تماما الواضح هو ضرب جميع مقومات الحياة في هذا البلد وتدميره تحت حجج واهية وأهمها مكافحة الإرهاب . تهديد الرئيس كرزاي بتجميد الشراكة مع الولايات المتحدة هو عبارة عن ذر الرماد في العيون , فهي تصريحات ليس لها أي قيمة على الأرض ,فهو غير قادر على الانسحاب من اتفاقية الشراكة الأمنية بين أفغانستان والولايات المتحدة مهما كانت الظروف، ويبدو انه يريد من خلال هذه التصريحات أن يوصل رسالة إلى الشعب الأفغاني بأنه حريص عليهم من القتل التي تقوم به القوات الأميركية وبشكل يومي. الرئيس الأميركي أوباما يرمي من توقيع هذه الاتفاقية إلى شكل من أشكال الدعاية الانتخابية , ولكن بالرغم من أنها تصب في خانة الانتخابات إلا أنها بالمحصلة تخدم التوجهات الأميركية وتصب في مسار استراتيجياتها البعيدة والقريبة المدى . الرئيس الأفغاني لم يفصح عن النقاط الغامضة في الاتفاقية , والتحفظات التي بدأت تظهر من الدول المجاورة تحمل نوعاً من التخوف كونها تؤثر على إيران والعالم الإسلامي والصين وروسيا , وهذا يشكل بشكل أو بآخر تهديداً استراتيجياً على المدى الطويل , وبنفس الوقت يعطي أهمية لذلك وما تريده الولايات المتحدة من أفغانستان ليكون ورقة ضغط بيدها تحركها متى تشاء حتى لو حصل الانسحاب من قبل قوات الناتو . ولا بد من القول :إن خضوع كرزاي للمشيئة الأميركية يجعله بعيدا عن تطلعات شعبه , ويبدو أن النقاط الغامضة في الاتفاقية أمر مطلوب لتقوم الولايات المتحدة بتفسير هذه النقاط الغامضة وفق رؤيتها ووفق منظور استراتيجياتها على النطاق الإقليمي والدولي. إن الاتفاقية ليست في صالح أفغانستان على المدى البعيد , فوجود قوات الناتو يؤثر على جميع مقومات الحياة السياسية والاقتصادية في أفغانستان وحولها إلى بلد منهار ومدمر بالمفهوم السياسي والاقتصادي والعسكري . ربما يحاول الرئيس كرزاي تعديل بعض البنود في الاتفاقية , ولكن هذا الأمر يفترض أن يكون قد تمت مناقشته قبل التوقيع , ويبدو انه لايوجد بدائل عن هذه الاتفاقية , والولايات المتحدة وأفغانستان سيستمران في تنفيذ هذه الاتفاقية , ويبدو أن انتقادات الاتفاقية من جانب كرزاي أو المعارضة هو مجرد كلام على رأي بعض المحللين . بكل الظروف أفغانستان واقعة تحت الاحتلال بشكل أو بآخر ويبدو أن الاتفاقية وغيرها تمثل مصالح الولايات المتحدة , ومهما يحصل يبقى رئيس أفغانستان بالنتيجة ينفذ المشيئة الأميركية مهما حاول أن يجمل الصورة أمام شعبه . |
|