|
عين المجتمع وهم أكثر إصراراً وعزماً على خوض الامتحانات دون خوف أو وجل رغم حجم الشائعات والأقاويل وحملات التهديد والوعيد التي يطلقها أعداء الفكر والعلم والتنوير بهدف تخويف أبنائنا وفلذات أكبادنا وهم الأكثر التصاقاً ومحبة لمدارسهم ومعلميهم. فهذه الشريحة التي تحدت كل تداعيات الأزمة بأغلبيتها بنور الفكر والإيمان بأهمية بناء الوطن، والمعرفة بخفايا ما يحاك لبلدنا من خطط دمار وتخريب وحرق وتهديم للبنية التحتية ومرتكزات دعم مقومات الأمة والوطن وجدنا بأم العين حجم الضغوطات النفسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي مارسها إعلام الفتنة والتحريض ضد بناة الأجيال فكان الانتقام قتلاً من المدرسين والمدرسات والمعلمين والمعلمات، وكان الانتقام من التلاميذ أشد عنفاً وفتكاً أيضاً حين أحرقت مدارسهم ومستودعات كتبهم ومحتويات محافظهم من قرطاسية ودفاتر وكتب، ومع ذلك ورغم هول الخسائر التي سببتها عصابات الإرهاب والإجرام وهي تعيث فساداً وكفراً في معظم المناطق السورية ورغم كل الجراح التي نزفت ومازالت نازفة وتسيل على تراب هذا الوطن يستعد تلاميذ سورية وطلبتها للذهاب إلى مدارسهم ومراكز امتحاناتهم وهم الذين أصبحوا اليوم يعلمون أكثر من أي وقت مضى ما معنى أن يتحدون أعداءهم الجهلة القتلة، وهم يحفظون المعلومات في عقولهم ويحملون الكتاب والقلم في أيديهم يرتدون لباس المدرسة الأكثر رمزية ومعنى، يجوبون الشوارع، يتجمعون أمام المدارس في ساحاتها وباحاتها فيما الأبواب مفتوحة وهم يتقاطرون إلى مقاعدها الخشبية المدونة عليها أسماؤهم.. لتبقى هذه المقاعد وتلك الكراسي الشاهد الحي علي أن العلم نهلناه من هنا من أرضنا من وطننا وعلى أيدي بناة أجيالنا، لنحيا جميعا في بلد الأمن والسلام والمعرفة.. فأهلاً بالامتحان.. ولن تخيفنا تهديدات القتلة؟! |
|