تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فـــي نــــدوة حــــوارية..دور المعـــــلم والأســــرة فـــــي التحضيـــر للامتحــــــانات

مجتمــــع
الاثنين 21-5-2012
تشكل الامتحانات هاجساً مؤرقاً لكل من الأسرة والمعلم، حيث تسود أجواء من التوتر والإرباك في بيوتنا خلال فترة التحضير والاستعداد لها، وتعلن حالة الاستنفار والتعبئة، ويطالب الأبناء ببذل مزيد من الجهد والمثابرة لتحقيق حلم الآباء والأمهات في دخول اختصاصات جامعية مرموقة،

ويحاطون بالكثير من التوقعات التي قد تفوق استطاعتهم وقدراتهم.. فكيف ننجح في تجاوز هذه المرحلة العصيبة في حياة الأبناء والأسرة بهدوء وأمان، وكيف نحفزهم على الدراسة الجادة دون ضغوط نفسية، وفيما لو لم يحالفهم النجاح في الامتحان كيف للأسرة أن تساعدهم لتجاوز هذه المرحلة؟..‏

هذا ما حاولت الإجابة عليه الندوة التربوية التي أقامتها المستشارية الثقافية الإيرانية، وكانت بعنوان « دور المعلم والأسرة في التخطيط لعملية التقويم وبناء الاختبارات «، حيث حاضر فيها الباحث التربوي الأستاذ محمد علي حسين رئيس دائرة الوسائل التربوية في وزارة التربية.‏

لماذا أصبحت مشكلة؟‏

ودار حديثه حول دور كل من مؤسسات التربية والمعلم والأسرة ومن ثم الطالب في العملية الدراسية وتحقيق النجاح وقسم محاضرته إلى ثلاثة أقسام تناول في أولها علاقة المنهاج بالدراسة يمكن أن له تأثيراً إيجابياً أو سلبياً على دراسة الطالب، وانتقد بشكل شفاف المناهج السابقة والتي كانت غير مساعدة على التفوق والإبداع، واعتبرها مليئة بالحشو والتكرار وغير منسجمة أو مواكبة للتطور العلمي كما أنها تعاني من عدم الانسجام بين المواد على الرغم من أنه تم إدخال تحديثات جديدة على المنهاج في الآونة الأخيرة.‏

ثم تكلم عن الامتحان أو ما يسمى عملية الاختبار وانتقد الأسلوب المتبع الذي تحول إلى عبء على الطالب والأسرة معا.. واعتبر أن انتقاء الطلاب لمقاعدهم الجامعية من خلال العلامات التي يحصلون عليها لا إلى الرغبة والميول لديهم (والذي يرجع إلى الضغوط التي يمارسها الأهل والمجتمع) يؤدي إلى قتل الفهم والإبداع لديهم ويقصر أداءهم على الحفظ فقط..‏

وانتقل حسين للحديث عن دور الأسرة في المسيرة الدراسية لأولادهم منوهاً بضرورة عدم مطالبة الأسرة لأولادها بأكثر من إمكانياتهم وقدراتهم ولكن في المقابل عليهم تأمين الجو الهادئ والراحة النفسية لأولادهم وتقوية معنوياتهم ورفع ثقتهم بأنفسهم ولكن دون المبالغة والإسراف في ذلك، وأكدعلى ضرورة تجنب الخلافات الأسرية والمشاحنات، وعدم مقارنة الأهل لأولادهم بأقرانهم من الطلاب وخاصة بمن يتفوقون عليهم في مجالات محددة..‏

نصائح للدراسة‏

ومن ثم أبدى الملاحظات والنصائح للطلبة الأعزاء مما يسير بهم نحو النجاح بكل هدوء واطمئنان حيث أكد أن على الطالب أن يضع برنامجاً يتقيد به ويدرس وفقاً له وأن يتوقف ويتفهم النقاط التي مر عليها سابقاً دون انتباه، ومن ثم أكد على وضعية الجلوس أثناء الدراسة بأن تكون صحية وبعيدة عن الاسترخاء الذي يؤدي للنعاس ومضيعة للوقت، ونصح الطلاب بالجلوس في غرفة خاصة بعيداً عن التشويش والضجة وأن تتوفر في هذه الغرفة الإضاءة الجيدة.. وعليهم أن يأخذوا استراحة بعد كل ساعة من الدراسة لمدة وجيزة لا تتجاوز عشر دقائق ويعاودون بعدها الدراسة من جديد.‏

وأخيراً شدد على استخدام وسائل تقنية في الدراسة من قلم وورقة وأن يستخدم الطالب الألوان والتسطير وأن يضع ملخصاً لأهم الأفكار التي يجب أن يركز عليها ويحفظها ومن ثم التحلي بالتفاؤل والتحلي بالأمل بأن جهوده لن تضيع سدى.‏

مداخلات‏

في الختام فتح باب المداخلات للأخوة الحضور وكانت أهم المداخلات التي طرحت:‏

السيدة سهام نوهت بدور المعلم في العملية التعليمية وأنه يستطيع أن يحبب الطالب بالمادة أو أن يكرهه فيها وانتقدت الدروس الخصوصية التي يقوم بها الأساتذة حيث يفقدون قدرتهم على العطاء خلال دوامهم الاعتيادي. ورأت أن الحوار مفقود بين الأستاذ والطالب.‏

الأستاذ حسن من ناحيته أكد ضرورة احترام الطالب منذ دخوله للمدرسة ومعاملته ومخاطبته كأنه رجل كبير وبشكل محترم.. ومن ثم الإجابة على تساؤلاته وإعطائه الجواب، وخلق جو ودي وإعطاء الطالب حرية التعليق والمناقشة دون إلجامه وقطع الطريق عليه وكبته، ونوه في ختام مداخلته بضرورة تأمين المجلات والقصص وإغراء الطالب بقراءتها وتقديمها له مجاناً.‏

الأستاذة نجاح أكدت على ضرورة أن يكون الاختبار مقياساً لقدرة الطالب المعرفية والإبداعية وإمكانياته الدراسية التي استوعبها بعيداً عن الحفظ الكلاسيكي النمطي الذي يكبل الطالب ويغلق فكره.‏

ومن ناحية العملية الدراسية أكدت ضرورة استخدام الوسائل الحديثة السمعية والبصرية وربط الجد والاجتهاد بالاستهواء ومحبة المواد الدراسية..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية