تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دعم سينماالشباب ..محمد الأحمد : يمكن لهذا المشروع اكتشاف مواهب نأمل منها الكثير في الأيام القادمة

سينما
الاثنين 21-5-2012
فؤاد مسعد

خطوة هامة أقدمت عليها المؤسسة العامة للسينما من خلال إعلانها انطلاق مشروع (دعم سينما الشباب) فانتقال المشروع من مجرد حلم وطموح يدغدغ المخيلة إلى واقع وضِع حيز التنفيذ الفعلي لترجمته عملاً حقيقياً يحمل الكثير من الأمل ،

ويحتاج الكثير من الجهد والتعب ، لأنه يعني فيما يعني أنه حالة بحث عن مواهب واكتشاف مبدعين جدد ، الأمر الذي من شأنه رفد الحركة السينمائية بدماء جديدة شابة لديها الكثير لتعطيه .. كما تحمل هذه الخطوة بعداً استراتيجياً طموحاً ، يمكن أن نلمس جديته إن عرفنا أنه بمجرد الإعلان عن انطلاق المشروع تم تقديم عدد من السيناريوهات لتدرس ويُنتقى الصالح منها ليصار إلى إخراجه ويرى النور بأقرب وقت .‏

مشروع يحيا من جديد‏

حول أهمية هذا المشروع وكيفية انطلاقته تحدث الناقد محمد الأحمد المدير العام للمؤسسة العامة للسينما للثورة في تصريح خاص ، قائلاً :‏

تمت التهيئة لهذا المشروع منذ خمس سنوات (عام 2007) فقد لمسنا أن هناك مجموعة كبيرة من الشباب المهتمين بالسينما قد أنجزوا أفلاماً بميزانيات قليلة جداً حققت صدى طيباً ، وتأكدت هذه الصورة عندما كانت دمشق عاصمة للثقافة العربية ، ويومها كانت هناك مجموعة من الأفلام القصيرة التي قامت المؤسسة بدعمها وتقديم المعدات لها ، وأشركنا مجموعة منها في المهرجانات وأقمنا تظاهرة في سينما الكندي ، وتشكلت لدي قناعة أنه لا بد للمؤسسة من تبني مشروعات من هذا النوع ، لا سيما أنها كانت حينها الجهة المنتجة الوحيدة ، بينما اليوم هناك جهة وليدة أخرى هي مؤسسة الانتاج التلفزيوني والإذاعي . وكان لدينا في المؤسسة حماس حقيقي بأن هذا المشروع لا يمكن أن يُدعم إلا من خلال المؤسسة ، إلا أننا اصطدمنا بالعقبات المالية ، فقد كنا ننتج في أحسن الأحوال فيلمين في العام الواحد ، ولكننا تمكنا في العام الماضي من إنتاج خمسة أفلام وكذلك الأمر في العام الحالي ، وأصبح هناك ميزانية لتمويل هذا المشروع فأطلقناه ، أو بالأصح أعدنا إحياءه من جديد .‏

قُدمت لنا مجموعة من السيناريوهات وهناك لجنة لتقييم الصالح منها للإنتاج ، وهي لجنة فنية خاصة لهذا المشروع قوامها مخرجون وفيها ماليون لتقييم المشروع مالياً وقد ابتعدت شخصياً عن أن أكون ضمن اللجنة . وأستطيع القول إننا عبر مشروع من هذا النوع يمكننا اكتشاف مواهب لا يمكن اكتشافها إلا عندما تسند لها فرصة إخراج فيلم قصير ، وما نطلبه ممن يقدم نصاً إلينا أن يقدم مادة طيبة تستطيع أن ترضي الناس وأن نقول من خلالها أننا اكتشفنا وجهاً واعداً نأمل منه الكثير في الأيام القادمة . كما أننا عبر هذا المشروع يمكننا القول إن مؤسسة السينما ليست فقط للخريجين الذين أوفدتهم للدراسة وعادوا للوطن وإنما بابها مفتوح للمواهب كلها كما في سنوات السبعينيات حين كان بابها مفتوحاً أيضاً لمخرجين من أقطار عربية ، مثل المصري توفيق صالح في (المخدوعون) واللبناني برهان علوية في (كفر قاسم) والعراقي قيس الزبيدي في (اليازرلي) والأردني عدنان مدانات في أفلام قصيرة حققها وأيضا كريستيان غازي من لبنان .. فدائماً كان لدى مؤسسة السينما هم عام ، وبابها مفتوح للوافدين .‏

الشرط المالي‏

وحول الشرط المالي وإن كان يكفي لإنجاز فيلم بالمواصفات المطلوبة وهل يمكن قبول شركاء في الإنتاج ، يقول : اليوم لا تستطيع أن تطلق مشروع سينما شابة وبعشرات الأفلام بكلفة كبيرة ، فلا بد من أن تكون الكلفة المالية محددة لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد ممكن من المواهب ، فبعد الإعلان عن المشروع بأسبوعين كان أمامنا عشرة سيناريوهات ، وبمجرد أن تقر اللجنة الفنية السيناريو ستقرر اللجنة المالية التكلفة على ألا تتعدى مبلغاً معيناً وإن تجاوزته فعلى المخرج أن يبحث عن وسيلة داعمة ، وأعتقد اليوم من خلال سؤالنا عما تم إنجازه من أفلام في لبنان ومصر وأقطار عربية أخرى وإيران .. فإن التكلفة المالية التي وضعناها تكفي وتزيد . وبالنسبة لنا سنقدم المعدات التقنية والمونتاج وكل الوسائل الكفيلة بإنضاج الفيلم بالإضافة إلى المبلغ المالي ، وفي النهاية نقول إن الفيلم يعود لمخرجه ، شريطة أن تحتفظ المؤسسة بنسخة من الفيلم وتشارك فيه بمهرجانات معينة ، وبالتالي لا أعتقد أن هناك شرطاً فنياً ومالياً مريحاً أكثر من الشرط الذي قدمته المؤسسة .‏

فرص للجميع‏

ورداً على انتقادات جاءت بصيغة تساؤل مفادها (أنه في الوقت الذي لم يقدم الخريجون القادمون من الدراسة في الخارج أفلامهم بعد يفتح الباب أمام آخرين ليتقدموا ويأخذوا الفرصة !..) أجاب : بالنسبة للذين عادوا للوطن بعد الدراسة هناك مشروع يُكتب لهم اليوم ليقوموا بإخراجه ، وهو فيلم طويل قوامه أربعة أفلام قصيرة فيها لحمة واحدة بعنوان (جسر فكتوريا الخفي) كتبه الفارس الذهبي ، وبالتالي ليس هناك أحد يأخذ فرصة أحد ، وهذا لا يوقف ذاك ، ولكن يحدث أحياناً أن مشروعاً يتم تأجيله وآخر يتباطأ وثالثاً يتسارع . وهذا حال السينما في استديوهات العالم ، ولكن اليوم نحافظ على معادلة أن القدماء في المؤسسة والذين خرجوا على التقاعد مثل المخرجين ريمون بطرس وسمير ذكرى مازال أمام أعمال ، والمخرجين المهمين يردفون المؤسسة بأعمالهم مثل المخرج عبد اللطيف عبد الحميد ، والشباب الجدد هناك فيلم سيعملون فيه ولاحقاً كل منهم يخرج فيلماً طويلاً ، لأن شرط الخريج أن يقدم أولاً أفلاماً قصيرة . فميزانية المؤسسة باتت تكفل أن ترضي الجميع ، ربما ليس الرضى الكامل ، ولكن أفضل من أي وقت مضى ولدينا القدرة أن نُقدِم على مشاريعنا بعيداً عن التباطؤ القديم الذي كان يحدث نتيجة الوضع المالي المتأزم .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية