|
ثقافة نذكّر اليوم بفن «الإيقونة» الفن المسيحي القديم، و الزخرفة الإسلامية اللذين انطلقا من المنطقة العربية، ثم كان لهما التأثير الكبير في نتاجات التشكيل في مختلف دول العالم. من هنا نتفهم هؤلاء الفنانين الذين يصرون - رغم كل إغواء العالمية - على مرجعيتهم التي هي في هذا التراث المشرقي الضخم، و..الثّر، وليس في الغرب، مع أن الكثير منهم عاش هناك، أي في هذا الغرب الذي يدعي امتلاكه كل شيء..!
لوحة سورية ثمة لوحة تشكيلية سورية، هذه حقيقة موجودة، اشتغل عليها أكثر من فنان سوري، ورغم تنوّع التقنية والأسلوب لإظهار هكذا لوحة، غير أن أكثر من تقاطع بين هذا النتاج الذي يصر أن يبيّن مرجعيته السورية في تفاصيل اللوحة، ورغم هذه التقاطعات أيضاً كان لكل من اتجه في هذا المنحى بصمته التي تُميّز شغله الفني، هؤلاء الذين يصرون على إنتاج لوحة لها مرجعيتها السورية الخالصة. و..رغم كل فنون الإبداع في المشهد الثقافي السوري، لها مواسم، ومهرجانات، يبقى التشكيل دون غيره في موسمٍ مستمر على كل الفصول، للدرجة أنّ «المهرجانات» التي تُقام للتشكيل، لا تقدم ولا تؤخر في هذا الحراك الذي لا ينقطع، حتى استثمرت البيوت والقاعات في المدن القديمة لعرض نتاج الفنون التشكيلية، ومع ذلك -ربما- يندهش الكثيرون، لماذا هذا الحراك الذي لا يتوقف، ويصير له مشروعية السؤال، أو الأسئلة: هل استطاع هذا الحراك الذي تجاوز عمره القرن سورياً، أن يُوفر المتلقي المتذوق لجماليات التشكيل، وهل حجم المتلقين للفن التشكيلي، يُعادل زخم هذا الحراك ؟!، و..غيرها من عشرات الأسئلة، التي تضعُ مثل هذا الزخم، والحشد التشكيلي في دائرة الالتباس..! عدد أصابع اليدين و..ربما يزيد من أمر التباس التشكيل، إن الذين يكتبون بالشأن التشكيلي، وعلى مساحة سورية، لايتجاوزون عدد أصابع اليدين، فيما تتعثر صدور مجلات وصحف متخصصة في متابعة الفنون التشكيلية، و..كان لنقابة الفنون الجميلة، قبل أن تتحول إلى اتحاد أكثر من محاولة، لكنها باءت جميعها بعدم انتظام الصدور، ومن ثم التوقف، وحدها مجلة «الحياة التشكيلية» التي بقيت تصدر فصلياً عن وزارة الثقافة، وإن كان يضربها التوقف بين وقتٍ وآخر، وكان على الصفحات الثقافية في الجرائد اليومية أن تقوم بـ «عبء» المتابعة للحراك التشكيلي السوري، حتى اليوم، و..بعد انعطاف «نقابة الفنانين التشكيليين» باسمها باتجاه «اتحاد التشكيليين السوريين» غير إن هذه «المنظمة» بقيت تفتقد في مرحلتيها من التسمية إلى إحداث «جمعية النقد» الذي كان ثمة تأخر مُحير في إحداثها، وكان الكثير ممن يتابعون الحركة النقدية التشكيلية في سورية، يتوقع إقرارها فور تحول نقابة الفنانين إلى اتحاد، لكن ورغم مرور ما يٌقارب الخمس سنوات على تسمية اتحاد الفنانين التشكيليين، لم تحدث مثل هذه الجمعية، كذلك و.. رغم القدامة في إحداث كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، ثم افتتاح العديد من كليات الفنون الجميلة في أكثر من محافظة سورية، غير أن أياً من هذه الكليات لم تراعِ إحداث قسم خاص بالنقد التشكيلي على غرار قسم النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية على سبيل المثال، و..هو أمر في غاية الأهمية، فقد قدم قسم النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية للصحافة السورية، الكثير من النقاد المسرحيين استخدموا مواهبهم هذه، وعندما كان يحل القحط في المواسم المسرحية، كانوا يتجهون للقراءات النقدية للأعمال الدرامية والسينمائية، وكان لما قدموه في هذا المجال أثره في إثراء الحركة الفنية السورية بشكلٍ عام. أعلى درجات نمو الرؤية الفنية و..حسب ما يُعرف الباحث عفيف البهنسي، فإنّ الناقد الفني هو متذوق في أعلى درجات نمو الرؤية الفنية، لأن ثقافته في فلسفة الفن وفي تاريخه وتقنياته تصل حد الاختصاص، وأما المتذوق العادي فليس عليه أن يكون اختصاصياً، بل قارئاً جيداً للعمل الفني، يعتمد في قراءته على ثقافة وممارسة في الإطلاع على الأعمال الفنية، وبصورة عامة، فإن الناقد - يضيف البهنسي- يقوم بدور تقييمي عندما يحدد مشروعية العمل ومستواه الفني، ومن خلال هذا التعريف، يرى الكثيرون، أن الساحة التشكيلية السورية، تفتقد إلى هذين النوعين من النقاد و..هذا أحدث فجوة بين الفنون التشكيلية والمتلقي، ورغم مرور قرن كامل تقريباً على الفنون المعاصرة السورية، بقيت إبداعات نخبوية ضمن دائرة المهتمين بها الفنانين والنقاد السوريين. و..في الساحة اليوم ثمة نموذجان: الأول بعض من الفنانين التشكيليين من «تطوّع» لمهمة النقد، بطريقة موازية لنتاجه الفني التشكيلي، و..نموذج آخر، و..هو من الصحفيين المهتمين بالشأن التشكيلي، الذين راكموا خبرات نقدية من خلال متابعة الحراك التشكيلي السوري على مدى أيام طويلة، و..هناك نموذج ثالث - لكنه قليل جداً- هو النقد الأكاديمي من الفنانين التشكيليين الذين هم «أستاذة» غالباً في كلية الفنون الجميلة، وكان لهم تجربتهم في تقييم الأعمال الفنية في المشهد التشكيلي السوري. غير أن النقد، و..في نماذجه الثلاثة بقي قليلاً جداً تجاه ما يُقدم من نتاج في الفنون الجميلة، و..أمام هذا الحراك التشكيلي الطويل في سورية، الأمر الذي كان له أثره السلبي في عدم مد الجسور بين العمل التشكيلي السوري، وبين المتلقي، واقتصار الأمر ضمن حالة من النخبوية اللافتة، كما لم يصبح العمل الفني من أولويات مقتنيات المنزل عند المتلقي السوري، إضافة إلى انتشار حالة من الأمية البصرية أمام حالة شفاهية alraee67@gmail.com ">حكائية
alraee67@gmail.com
alraee67@gmail.com
alraee67@gmail.com ">"طاغية.!!
alraee67@gmail.com
alraee67@gmail.com
alraee67@gmail.com ">""
alraee67@gmail.com |
|