تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حيرة أميركية!!

نافذة على الحدث
الاربعاء 19/2/2014
حسين صقر

عيون الأميركيين تشيح على الحرب الأكبر، إذ ربما الحرب الكبيرة التي شنتها على سورية عبر الجماعات الإرهابية لم تشف غليلها ولم تحقق لها النتائج التي كانت على مدى سنوات خلت تطمح بها، من أجل كسر الشوكة السورية الصلبة.

وحديث الولايات المتحدة عن الحرب ليس جديداً، طالما كانت السيرة الدائمة على لسان مسؤوليها، والشبح الذي أرادت تخويف السوريين به، دون أن تدرك أن مجيء سورية إن كان من أي جهة من الجهات الأربع لا يغير شيئاً، بعد أن روجت لإقامة ما يسمى بالمناطق العازلة في الشمال، وطالما لم تستفد من ذلك شيئاً، لجأت إلى الغرب، وها هي الآن تعيد الكرة بالحديث عن نقل مركز إدارة العمليات الإرهابية من تركيا إلى الرمثا الأردنية.‏

إذاً العين شاحت جنوباً، بعد أن أصاب أميركا الحول، وحارت في أمرها ومن أين ستلقي سهمها، وبناء عليه تلقي بأوامرها لمشغليها، تقيل هذا وتعين ذاك، وتفسخ عقداً وتنسخ آخر، وتخطط لدخول قوات منها إلى جانب أخرى بريطانية بحجة قتال المتشددين ومنعهم من «مهاجمة إسرائيل»من جهة، و إعاقة تقدم الجيش العربي السوري نحو ميليشيات الحر، بالإضافة لمنع وصول السلاح إلى أولئك المتشددين والحرص على بقائه مع عصابات ائتلافها، ولا تعلم أن ذلك لن يغير من حقيقة الأمر شيئاً، وفوق هذا فسورية اتخذت على عاتقها مهمة محاربة الإرهابيين، ولا فرق لديها بين معتدل منهم ومتشدد، لأنها على قناعة بأنه لا يوجد تصنيفات للإرهاب، فهو واحد وأهدافه في التخريب والتدمير والقتل وارتكاب المجازر واحدة، وهي على قناعة أيضا بأن أميركا هي الراعي الأول لأولئك من أجل تخويف العالم بهم.‏

والدليل على ذلك وقوفها إلى جانبهم، ومحاولتها تلميع صورتهم، وإظهار البعض منهم على أنه معتدل، والدفع باتجاه القبول بمحاورته.‏

وعلى سيرة الحوار ووقوف واشنطن إلى جانب أولئك فقد حملت الأخيرة عبر وزير دبلوماسيتها سورية مسؤولية عدم التوصل إلى أي نتائج خلال جولتي محادثات جنيف، متناسية أن إرهابييها لن يقبلوا بمحاربة أنفسهم، وبالتالي لا علاقة لسورية بفشل أي محادثات حاضرة أو مستقبلية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية