تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


250 ألف جهاز تسخين شمسي لـ 23 مليون مواطن .. «بحوث الطاقة»: ارتفاع الأسعار وتدني الجودة سبب انحسار استخدامها

دمشق
اقتصاد
الاثنين 21-5-2012
مازن جلال خير بك

250 الف جهاز هو اجمالي عدد الاجهزة المنزلية لتسخين المياه بالطاقة الشمسية في سورية بحسب التقديرات الاولية للمركز الوطني لبحوث الطاقة، وفق الدراسة التي اعدها لهذا الغرض.

المركز اشار في دراسته الى ان القطاع المنزلي يعتبر اكبر القطاعات المستهلكة للمياه الساخنة، بوجود ما ينوف على 4.5 ملايين اسرة وفق الاحصائيات الرسمية، وبالنظر الى مؤشرات النمو السكاني الحالية في القطر فان عدد الاسر السورية وبحلول عام 2030 سيرتفع الى 6 ملايين اسرة، ولذلك فقد وضع المركز خطة استراتيجية للوصول الى ما لا يقل عن 4.5 ملايين جهاز تسخين للمياه بالطاقة الشمسية في حينها.‏

وفي تصريح لـ «الثورة» قالت مصادر المركز الوطني لبحوث الطاقة ان انحسار استخدام اجهزة التسخين الشمسية المنزلية وقلة انتشارها في القطر بالمقارنة مع دول العالم يعود الى جملة من الاسباب يبرز منها الاسعار المرتفعة لاجهزة التسخين الشمسية المبيعة في الاسواق المحلية قياسا الى دخل الموطن. وعدم وجود سياسة لدعم اجهزة الطاقة الشمسية بالقدر الكافي حتى الآن، على الرغم من وجود سياسة دعم لاسعار حوامل الطاقة المستخدمة في تسخين المياه بالطرق التقليدية كالمازوت والكهرباء، اضافة الى افتقار السوق المحلية للمنافسة الحقيقية نظرا لانعدام التصنيع الكمي لهذا المنتج.‏

وتضيف المصادر: ان من ابرز اسباب انحسار استخدام هذه الاجهزة عدم اقتناع شريحة كبيرة من المواطنين بجدوى اقتناء اجهزة تسخين المياه بالطاقة الشمسية بسبب رخص مصادر الطاقة التقليدية وغياب الدعاية والاعلان الكافيين لخلق الوعي الكافي لدى المواطن بهذه التقانة، وغياب الرقابة المتعلقة بضبط جودة الاجهزة المتوافرة في الاسواق المحلية، ما ساهم في قيام بعض المصنعين المحليين بتصنيع اجهزة لم تلب رغبة الزبون، وبيعها باسعار عالية، اضافة الى قيام العديد من المستوردين بطرح اجهزة ذات مواصفات رديئة باسعار اقل لاغراض تسويقية وتجارية بحتة.‏

وبالنظر الى الجانب الاقتصادي لجهاز تسخين المياه الشمسي المنزلي والجدوى الاقتصادية من تركيبه - بحسب الدراسة - نجد ان تركيب جهاز سعة 200 ليتر مياه، يؤمن وفرا يقدر بما ينوف على 300 ليتر من المازوت سنويا، مع قدرته على تأمين متطلبات المياه الساخنة لعائلة مؤلفة من 4 - 5 اشخاص، لما يزيد على 70٪ من ايام السنة، ولاسيما ان الاشعاع الشمسي في سورية يبلغ معدلا وسطيا عاليا تتجاوز قيمته 5 كيلو واط ساعي لكل متر مربع يوميا اضافة الى وجود اكثر من 300 يوم مشمس سنويا في سورية.‏

ومع الاخذ بالحسبان الاسعار الوسطية الحالية لتلك الاجهزة في الاسواق المحلية السورية، ومع استمرار سياسة دعم الدولة لحوامل الطاقة التقليدية، فان المواطن يسترد ما انفقه لشراء السخان الشمسي خلال فترة تتراوح بين اربع وخمس سنوات، مع الاشارة الى ان اجهزة التسخين الشمسية تتميز بقلة تكاليف صيانتها وبساطتها، فغالبا لا تحتاج تلك الانظمة الى اكثر من عملية مسح الغبار الذي قد يتراكم عليها نتيجة العوامل الجوية، اضافة الى ما تحققه من الوفر المادي.‏

أما للدولة فتذكر الدراسة وباعتبار ان كل ليتر من المازوت مدعوم بمبلغ يصل الى 30 ليرة سورية، فان كل سخان شمسي يوفر على الخزينة العامة للدولة نحو 9000 ليرة سورية سنويا، ومن هنا تنطلق اهمية اتخاذ الدولة للاجراءات التي من شأنها تشجيع المواطن على اقتناء اجهزة التسخين المنزلية الشمسية، لما لها من آثار اقتصادية على المواطن والدولة معاً، اضافة الى آثارها الايجابية على البيئة في سورية.‏

الدراسة اشارت الى ان الحكومة ومن خلال وزارة الكهرباء، واقتناعا منها بجدوى انتشار اجهزة التسخين المنزلية الشمسية، فإنها تدرس حاليا آلية مناسبة من شأنها تحفيز المواطن على اقتناء هذه الاجهزة كبديل من أجهزة التسخين المنزلية التقليدية، وذلك من خلال تقديم تسهيلات مادية وفنية تشجيعية، ومن المتوقع ان يؤدي تفعيل هذه الآلية ودخولها حيز التنفيذ، الى انتشار هذه الاجهزة بشكل فاعل خلال الاعوام القليلة القادمة، ما يعود بالنفع والفائدة على المواطن والمجتمع والبيئة.‏

الدراسة بينت ان محدودية المصادر التقليدية للطاقة، وخاصة الغاز والنفط والكهرباء وتزايد الطلب العالمي عليها، فرضت الاستفادة من تطبيقات الطاقة الشمسية لكونها احد ابرز الحلول الممكنة التطبيق لتغطية الحاجة اليومية للمستهلك من الطاقة، الامر الذي اصبح ضرورة ملحة تمس بشكل مباشر المستوى المعيشي والاجتماعي للمواطن، ولاسيما ان الموقع الجغرافي يتيح هذا الامر لكونه في نطاق جغرافي يتمتع بمستويات عالية من السطوع الشمسي، مع الاشارة الى ان السخانات الشمسية تعد احد اهم تطبيقات الطاقة الشمسية وابسطها في استثمار هذه الطاقة النظيفة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية