تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جديد مركز دراسات الوحدة العربية .. أسلحة الرعب

شؤون سياسية
الأربعاء 20/2/2008
مها محفوض محمد

هل استيقظنا متأخرين لندرك أن على سطح الأرض من الأسلحة الفتاكة التي اتفق مؤخراً على تسميتها: (أسلحة الرعب) ما يكفي لتدميرها مئات المرات إن لم نقل آلاف المرات وخلال ساعة أو ساعات.

أسلحة الرعب الخطر الداهم الذي يؤرق الجميع إلا الذين يكدسونها.. أسلحة نووية وجرثومية وكيمياوية.. معاهدات عقدت وخطط وضعت لإزالتها أو على الأقل لتقليصها لكن الخطر بقي داهماً وجاثماً على الصدور.‏

اللجنة المعنية بأسلحة الدمار الشامل (WMDC) وضعت تقريرها لهذا العام وقد صدرت ترجمته باللغة العربية عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت.‏

ينطلق واضعو التقرير من أن أفضل حل لهذه المشكلة هي ألا تشعر البلدان التي تتخلى عن أسلحتها (الدمار الشامل) بأنها تحتاجها وينبغي تشجيع هذا الاتجاه في العالم كله ومع ذلك يرى المعنيون بالأمر أن أفواجاً جديدة من الأسلحة الجديدة قد ظهرت وربما يؤدي الدرع الصاروخي الذي تقيمه الولايات المتحدة إلى اتخاذ الصين وروسيا تدابير مضادة في مجال الأسلحة النووية, وربما يجري تطوير أسلحة نووية ذات مهمات جديدة في الولايات المتحدة وأنحاء أخرى من العالم. وفي الوقت الذي يتطور فيه استخدام الفضاء والأقمار الاصطناعية في الأغراض السلمية بسرعة مذهلة, ما ييسر تبادل المعلومات والاتصالات على الصعيد العالمي, تجري أكثر الدول تقدماً عسكرياً حساباتها بشأن مدى إمكانية أن تواصل الحرب في هذه البيئة بأكثر الطرق فعالية. ويشير التقرير إلى أن الولايات المتحدة أعلنت عام 2002 في استراتيجيتها للأمن القومي أن لها حرية استخدام القوة المسلحة من دون إذن من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ليس فقط لصد هجوم فعلي أو وشيك يشمل استخدام أسلحة الدمار الشامل, وإنما أيضاً لمواجهة تهديد باستخدام أسلحة الدمار الشامل ربما يكون غير مؤكد من حيث الزمان والمكان, وقد نفذت ذلك في غزوها للعراق, وعادت عام 2006 لتؤكد نيتها فعل ما قامت به من خلال استراتيجيتها الجديدة المتطابقة مع ما صدر عام 2002م.‏

- لماذا علينا العمل?‏

- لأن الأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية أخطر الأسلحة غير الإنسانية على الإطلاق, وهي الخطر الداهم الذي سيفني البشرية.‏

- ما دامت ثمة دولة تملك هذه الأسلحة فإن دولاً أخرى سوف تسعى إلى امتلاكها وتطويرها ويظل الخطر قائماً من أن تستخدم هذه الأسلحة.‏

- على الرغم من انتهاء توازن الرعب الذي ساد خلال فترة الحرب الباردة تظل تراسانات هذه الأسلحة مكدسة بشكل غير عادي ومثير للخوف فمن أصل 27000 سلاح نووي لا يزال منها نحو 12000 سلاح منشور بشكل نشيط.‏

- أسلحة الدمار الشامل يستحيل إبطال اختراعها ولكن يمكن تحريمها مثلما حرمت البيولوجية والكيميائية. ولم تبذل الجهود الكافية لعدم الانتشار, والدول الكبرى هي التي تزداد قوة في هذا المجال.‏

- خطوات لا بد منها: للبداية الصحيحة لا بد حسب واضعي التقرير من عمل الآتي: - حظر أي تجارب للأسلحة النووية وذلك ببدء نفاذ معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية.‏

- إحياء الالتزامات الأساسية لجميع الأطراف في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ودخول الدول الحائزة هذا السلاح في مفاوضات من أجل نزعه.‏

- الاعتراف بأن البلدان غير الأطراف في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية أيضاً عليها واجب المشاركة في عملية نزع السلاح.‏

- بحث ترتيبات دولية لضمان الإمداد بوقود اليورانيوم المخصب, والتخلص من الوقود المنضب من أجل تقليل الحوافز للمرافق الوطنية وتقليص أخطار الانتشار النووي.‏

ويقف التقرير عند الأسلحة البيولوجية والسامة ويشير إلى أنها أيضاً خطر داهم, ولا بد من الانتهاء منها ويخلص إلى القول: إن الدول العظمى هي التي تعرقل ذلك وهي التي تقود سباق التسلح, وكان لافتاً أن يكتب هانز بليكس مقدمة الكتاب, وبربط غير مباشر بين اغتيال: آناليد في أيلوم عام 2003م وزيرة خارجية السويد وبين الاتصالات التي كانت تجريها مع نظرائها الغربيين لإطلاق سياسات مشتركة لنزع السلاح النووي حيث كانت ضد الغزو العسكري الأميركي للعراق.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية