تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


برلسكوني ... ماذا بعد ?!

لوفيغارو
ترجمة
الأربعاء 20/2/2008
ترجمة: سراب الاسمر

بحال أجريت انتخابات جديدة قد يحظى سيلفيو برلسكوني بفرصة كبيرة لخلافة رومانو برودي الذي جلس دورتين على كرسي رئاسة المجلس عام 1996 وعام ,2006 فبالرغم من عملية التطهير القضائي لبداية أعوام 1990 إلا أن الجمهورية الثانية لم تتوصل إلى التوازن الدستوري الذي يأمله الإيطاليون.

وكانت البلاد عرفت في عهد حكومة سيلفيو برلسكوني من عام 2001-2006 استقرارا جيدا لكن وقعت بعده مجددا في الانقسام . ذلك لأن اليسار كانوا يشلكون الأقلية في الدولة إذ لم يصلوا إلى السلطة إلا في نيسان 2006 على حساب التنازع بين الحنين لماض ماركسي والدعوة إلى ليبرالية حديثة مرجعيتها اقتصاد السوق.‏

أحبط المشهد المؤلم لسجالاتهم اليومية الشعب الايطالي, ويمكن ملاحظة هذا الامر من خلال خيبة أمل النقابات أمام الوعود التي لم تنفذها حكومة اليسار بشأن قدرة الشراء وتخفيض الضرائب في الوقت الذي نشر فيه البنك الايطالي تحقيقا بيّن فيه أن الاجور الفعلية لم ترتفع منذ عام ال .2000‏

ومن الملفت للنظر أن جميع من هم في سدة الحكم يعودون الى جيل لا يضفي أي لون من ألوان الفرح. فالطبقة السياسية باتت هرمة. فقط عام 1996 نزلت إلى الساحة السياسية جيوفانا ميلاندري فكانت بذلك أصغر وزيرة في أول حكومة لرومانو برودي, واستمر وجودها في سلطته التنفيذية الثالثة كذلك رئيس الجمهورية جيورجيو نابوليتانو انتخب رئيسا للجمهورية وهو في الحادية والثمانين من عمره, أما سلفه فكان قد أنهى مدة ولايته في كيرينال في سن السابعة والثمانين.‏

لهذا شكل رومانو برودي الوجه الشاب لرئاسة المجلس حين استلم وهو في التاسعة والستين من عمره, وسيلفيو برلسكوني في الحادية والسبعين من عمره.‏

السن الذي غادر فيه الكثير من القادة السلطة مثل طوني بلير, ميخائيل غورباتشيف وجوزيه ماريا أزنار, ظهر جيل من القادة الايطاليين في الخمسين من عمرهم بدءا من والتر فيلتروني وجيان فرانكو فيني وبيير فيردينادو كازيني وغيرهم مطلين برؤوسهم من الباب الصغير بالنسبة للأكثر شبابا والشديدي الذكاء وأصحاب الديبلوم فلم يصلوا الى مراكز القيادة.‏

يقول الاقتصادي ماريو مونتي: لاتتمتع ايطاليا بوسائل مواجهة اللوبي والهيئات فالأوضاع السياسية لم تستجمع.‏

في ايطاليا تم تقديم بيان ب 316 اقتراحا مثل تسهيل أمور سيارات الأجرة والصيادلة وإنشاء سلطة مستقلة للتنافس تمت الموافقة على بعض منها, لكن بسبب عدم الاستعداد السياسي ضعفت وباتت كما أطلق عليها مونتي المجزرة البرلمانية.‏

عدم الاستعداد هذا الذي أطلق عليه الايطاليون تسمية مالابوليتيكا سارت بالبلاد نحو التزعزع. البرلمان هو سوق هذا ما قاله رئيس أرباب العمل والفيات لوقا كورديرو دي مونت زيمولو, أما المشاجرات التي حدثت مؤخرا في مجلس الشيوخ.كما أكدت الشركات عدم تحملها أية مسؤولية فخلال ثماني سنوات استثمرت وجددت وحسنت انتاجها ودرست أسواق الدول المنبثقة وحصلت على الأرباح والنمو فقد حققت فيات أرباحا العام الماضي بقيمة ملياري يورو.‏

ونسبة البطالة في منطقة فينيتي (Venetie) كانت الاضعف في أوروبا 2.7% هذا وقد أصاب المديرون الايطاليون الذين أتوا إلى بيجينغ Beijing لتحريك الصناعات الايطالية في نابل- الاستغراب, إذ لم تتم معاقبة الإداريين المحليين من اليسار, لا يزال وزير البيئة السابق ألفونسو بيكورارو سكانيو يناضل في السياسة المحلية منذ عشرين عاما, كذلك رئيس المنطقة الشيوعية السابقة انطونيو باسولينو لايزال في القيادة منذ ثلاثين عاما, ويشار إلى الاثنين بالبنان باعتبارهما المسؤولين عن الخطر الذي يهدد البيئة ولا يزالا في منصبهما.‏

أطلق الكاردينال أنجيلو باغناسكو صرخته (إيطاليا مشتتة دائما ومقسمة وتقتصر على التمزق). كما ندد رئيس المؤتمر الأسقفي بقوله (الخوف من المستقبل هي القدرية معممة, فالارتياب ينتشر ومحفوف بالخطر).‏

ورسالة SMS تجوب الهواتف النقالة لدى الإيطاليين قائلة: والآن ماذا نفعل? الجواب اعتبروا.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية